بدأت أسعار اللحوم البيضاء بنقاط البيع بولاية بومرداس تستقر نسبيا وتسجّل تراجعا ملحوظا هذه الأيام مقارنة مع الأشهر السابقة، حيث نزل سعر الكلغ الواحد بالقصابات والمحلات المتخصصة في بيع الدجاج من 500 دينار وأكثر لتستقر هذه الأيام عند 400 دينار، في حين يقدّر سعره لدى الباعة غير المرخصين ب 310 دينار حسب ما رصدته «الشعب» عبر عدة نقاط تمتهن هذا النشاط وتقاوم من أجل استمرار يته رغم الصعوبات العديدة، فيما لا يزال المستهلك غير راضي عن الوضعية ومتخوّف من عودة الأزمة مع اقتراب بعض المناسبات ومنها يناير. استمرت ظاهرة ركود نشاط تربية الدواجن والتراجع الكبير في عملية الاستهلاك عدة أشهر بولاية بومرداس، بسبب الإرتفاع الكبير في الأسعار التي تعدّت لأول مرة 500 دينار، وهي الفترة التي تزامنت أيضا مع ظاهرة جنون الأسعار التي مسّت مختلف المواد الغذائية والخضروات على رأسها مادة البطاطا التي حطّمت هي الأخرى رقما قياسيا غير مسبوق، بعد أن تخطى سعرها 140 دينار رغم أهميتها كمادة أساسية في المطبخ الجزائري وفشل كل مخططات إنقاذ السوق من قبضة المضاربين والقضاء على نقاط الظل في سلسلة الإنتاج والتوزيع التي قادتها مصالح التجارة بالتنسيق مع قطاع الفلاحة الذي يتكفل بتسيير مراكز التخزين. أمام هذه الوضعية التي عرفت انفلات الممارسات التجارية من كل أشكال الرقابة، اكتفى المستهلك بالإقبال فقط على المواد الأساسية وبدرجة كبيرة من العقلانية وترشيد الاستهلاك ومعها الميزانية الشهرية، فيما أزاح عن قائمة المشتريات عدة مواد أخرى كانت تمثل بديلا عن المواد الغنية بالبروتينات ومنها اللحم المستقر في حدود 1300 دينار للكلغ، منها اللحوم البيضاء بعدما عرفت أسعارها ارتفاعا مطردا عجزت عنه العائلات وعزفت عن شرائه مضطرة لا مخيرة. وحسب تصريحات عدد من المربين المتخصصين في إنتاج اللحوم البيضاء بولاية بومرداس الذين تحدّثوا ل»الشعب» بالخصوص بالبلديات الشرقية المعروفة بقوة إنتاجها وتوسّع استثمارات الخواص وانتشار التعاونيات، «فإن هذا النشاط الذي ساهم سابقا في حركية اقتصادية كبيرة بالولاية نتيجة تضاعف كمية الإنتاج بفضل الاستثمارات وتوسّع التعاونيات المتخصّصة في تربية الدواجن وإنتاج الأعلاف، إضافة إلى المذابح ووحدات التبريد التي ساهمت في توازن السوق وسعر الدجاج، قد عرفت انتكاسة كبيرة نظرا لارتفاع سعر الأعلاف التي تعدت هي الأخرى 8 آلاف دينار للقنطار، وحتى سعر الكتاكيت التي وصلت 200 دينار بعدما كانت ترمى أو تقدّم بلا مقابل للمربين». كما أجمعت آراء عدد آخر من الفلاحين والمربين «أن نشاط تربية الدواجن تأثر كثيرا بالوضعية الاقتصادية وارتفاع الأسعار، مما أدى إلى توقّف الكثير من العائلات وحتى الشباب في ممارسة هذه المهنة، وبالتالي انعكست سلبا على الأسعار التي تضاعفت في أشهر قليلة، مقابل عزوف المواطن عن اقتناء هذه المادة بسبب تدني القدرة الشرائية وصعوبة مواجهة ظاهرة الغلاء التي مسّت كل المواد. هذا ويأمل المواطن هذه الأيام، أن تعود أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية إلى وضعها الطبيعي وتجاوز الحالة الظرفية الصعبة التي تداخلت معها عدة أسباب منها الأزمة العالمية وظاهرة الجفاف التي أثرت على مختلف الشعب الفلاحية بولاية بومرداس ومنها شعبة الخضروات والبطاطا لقلة حصة مياه السقي وندرتها في بعض المناطق، إضافة إلى باقي الشعب الأساسية كتربية الدواجن، بفضل تدخل الدولة لمساعدة الفلاحين والمتعاملين الاقتصاديين والمساهمة في توفير الأعلاف وإنتاجها بأسعار تعيد انتعاش النشاط الذي بدأ يستقر نسبيا بالأسواق المحلية.