95 بالمائة من المتواجدين في الإنعاش والمتوفين غير ملقحين أكد عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة وباء كورونا البروفيسور، رياض مهياوي، أنّ تصاعد منحنى الإصابات ببطء لا يعني عدم وجود خطورة، في الأسابيع القليلة المقبلة، مشيرا إلى إحصاء أزيد من 4300 مصاب بالفيروس يتواجدون حاليا في المستشفيات عبر الوطن، من بينهم 30 مريضا تحت أجهزة التنفس الاصطناعي. قال البروفيسور مهياوي في تصريح ل «الشعب» إنّ الحالة الوبائية مقلقة وغير مستقرة بسبب السلالات المتحورة التي تنتشر بسرعة وتشكل تهديدا على الصحة العمومية، موضحا أنّ المتغير «دلتا» ما يزال يطغى على الإصابات المسجلة في الجزائر عكس المتحور الجديد «أوميكرون « الذي لا يعد «مصدر قلق» إلى حدّ الآن، لعدم تسجيل عدد كبير من الحالات داخل الوطن، بالرغم من تفشيه بشكل خطير في بعض الدول الأوروبية. وكشف عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة وباء كورونا، بأن 95 بالمائة من مرضى كورونا المتواجدين في مصالح الإنعاش والمتوفين بسبب الإصابة بالمرض غير ملقحين بالجرعتين، لاسيما بالنسبة للأشخاص المصابين بأمراض مزمنة وكبار السن، مبرزا أنّ التلقيح يحمي المريض من الإصابة بالأعراض الصعبة والوصول إلى مرحلة العلاج بالأوكسجين، داعيا الجميع إلى عدم التردد في أخذ اللقاح من أجل المساهمة في ضمان الحماية الجماعية من مخاطر الفيروس. المدن الكبرى أكثر عرضة للعدوى وحذر من ارتفاع الإصابات في المدن الكبرى، خاصة بالجزائر العاصمة ووهران وقسنطينة، معتبرا بأنّها الأكثر عرضة لمخاطر تفشي الوباء نظرا للكثافة السكانية الكبيرة مع التخلي على تطبيق الإجراءات الوقائية، بالإضافة إلى التراخي في الإقبال على اللقاح بالرغم من أنّه السلاح الوحيد لكسر سلسلة العدوى ولمكافحة مضاعفات الإصابة بفيروس كورونا. وفي ذات السياق، يرى البروفيسور مهياوي أنّ استمرار العزوف على التلقيح المضاد لفيروس كورونا وعدم احترام الإجراءات الوقائية سيجعلنا نعيش نفس سيناريو الموجة الثالثة التي كانت فتاكة وأكثر خطورة من الموجات السابقة بعد ما خلفته من حالات صعبة ووفيات وأزمة أوكسجين بسبب الضغط الكبير على جميع المصالح الطبية والطلب المتزايد على هذه المادة. وكشف عضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد وباء كورونا عن اتخاذ جميع التدابير الاستباقية والاحتياطات اللازمة لمواجهة مخاطر الموجة الحالية، من خلال السهر على توفير مزيد من الإمكانيات على مستوى المؤسسات الاستشفائية وتجنيد الأطقم الطبية لضمان التكفل بجميع المرضى وعدم تكرار الأخطاء السابقة في تسيير الوضع الاستشفائي. واستبعد العودة إلى فرض الحجر الصحي على الولايات التي يتفشى فيها الفيروس بشكل أكبر، موضحا أنه حل غير صائب، بما أنّ الفيروس منتشر داخل الوطن ويقتضي الأمر -حسبه- التعايش مع الوباء بحذر من خلال الاستمرار في تطبيق الإجراءات الاحترازية مع بذل مجهوذات للرفع من نسبة التلقيح قصد التمكن من بلوغ المناعة الجماعية.