جدّد أعضاء مجلس الأمّة الثّقة في صالح قوجيل بتزكيته رئيسا للغرفة العليا لعهدة ثانية، بعد عهدة أولى بدأت في سنة 2019، في جلسة عامة عقدت، الخميس، في قصر زيغود يوسف، وخصّصت لإثبات عضوية الأعضاء الجدد المنتخبين والمعينين، في إطار التجديد النّصفي لتشكيلته وانتخاب الرجل الثاني في الدولة لفترة تشريعية جديدة (2022-2024). أعيد، أول أمس، انتخاب صالح قوجيل رئيسا لمجلس الأمة، بعد حصوله على تزكية أربع كتل برلمانية ، وهي «الأفلان»، «الأرندي»، «الأحرار» و»الثلث الرئاسي»، إضافة إلى تزكية التشكيلات السياسية الأخرى على غرار حركة البناء الوطني، جبهة المستقبل وحزب صوت الشعب، بعد أن تقدم قوجيل كمرشّح وحيد، في أول جلسة تلت انتخابات التجديد النصفي للمجلس، والتي جرت في 5 فيفري الجاري، حيث تمّ تثبيت عضوية الأعضاء الجدد، وهم 68 عضوا منتخبا، و25 عضوا من المعينين من قبل الرئيس عبد المجيد تبون، ما يعرف بالثلث الرئاسي. مباشرة بعد تزكيته، رئيسا للغرفة الأولى للبرلمان، وحمله للقب الرجل الثاني في الدولة، صعد صالح قوجيل، تحت تصفيقات حارّة من قبل جميع أعضاء المجلس الحاضرين، المنصّة، وعاد ليتربّع من جديد على كرسي رئيس المجلس لعهدة أخرى تدوم ثلاث سنوات، وفور تناوله للكلمة، أكّد قوجيل على ثقل المسؤولية وكثرة المهام التي تنتظره بمعية جميع الأعضاء داخل الغرفة التشريعية الأولى، حتى يكون المجلس منبرا من منابر الدفاع عن الجزائر، التي باتت اليوم تحظى بمكانة مرموقة في كل المحافل الدولية. وبعد أن شدّد على أن انتخاب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون سنة 2019، والذي تلاه تعديل للدستور سنة 2020، هو بمثابة وضع حجر أساس لبناء الجزائر الجديدة، أكّد أنها لم تكن إلا خطوات ديمقراطية للمضي نحو بناء الجزائر الجديدة، وممارسة الديمقراطية الحقيقية، داعيا لاحترام الدولة ومؤسساتها من أجل ترسيخ ثقافة الدولة على جميع المستويات، وداخل الهيآت والمؤسسات. وجدّد قوجيل حرصه الشديد على العمل مع الجميع، داعيا إيّاهم إلى وجوب الارتقاء بمستوى العمل البرلماني، وإلى التحلي بثقافة الدولة حين التصدي لمهامهم تناغما مع متطلبات الجزائر الجديدة بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. وقال قوجيل إن الجزائر تجاوزت مراحل هامة من مراحلها منذ الاستقلال خلال السنتين الماضيين، ما جعلها تتموقع اليوم في المحافل الدولية، مستشهدا بزيارة الرئيس تبون لدولتي قطر والكويت مؤخرا، والتي تشير الى مواقف الجزائر الثابتة، مشددا على ضرورة الرقي بالمهام الدبلوماسية البرلمانية، من أجل إسماع صوت الجزائر عبر البرلمانات العالمية والإقليمية، لأن المعركة اليوم وفق قوجيل معركة الدبلوماسية التي تكتسي أهمية كبيرة، خاصة مع الهجمات والحقد الدفين ضد الجزائر، حيث باتت الأمور مكشوفة وبكل وضوح، لذلك لابد من التجنّد لمواجهة الأعداء، على حد تعبيره. ولم يفوّت رئيس مجلس الأمة الذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين التي تعود في 24 فيفري من كل سنة، ليؤكّد على أنه مسار من مسارات الجزائر الخالدة، داعيا بالمناسبة الجزائريين للوقوف وقفة رجل واحد، والعمل بدم روح جبهة التحرير خلال محاربة الاستعمار الفرنسي، في إطار الذود عن الجزائر ضد أعداء الخارج، خاصة وأنهم يريدون إضعاف الجزائر عن طريق استهداف الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير، داعيا للمحافظة على المؤسسة العسكرية التي تضمن استقرار البلاد والالتفاف حولها. واغتنم قوجيل الفرصة ليرفع القبعة إلى الجيش الوطني الشعبي، على التضحيات الجسام المبذولة والتصدي لقوى الشر والحاقدين، مشيدا بيقظته وجاهزيته في ردع كل الأيادي الآثمة، من باب بأن الجيش الوطني الشعبي هو عماد الأمة وقرة أعين الجزائريين جميعاً. وأهاب قوجيل بالجميع لرصّ الصفوف والاصطفاف نحو رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لمجابهة الحاقدين على النهج الذي تخطوه الجزائر بثبات، نحو تدعيم مؤسّساتها، وتعزيز العمل الديمقراطي والحريات.