يبدو أنّ رسالة رئيس الحكومة الاسبانية، بيدرو سانشيز، التي وجّهها إلى العاهل المغربي، محمد السادس حول دعم اسبانيا للطرح المغربي حول النزاع في الصحراء الغربية، لا تختلف عن إعلان ترامب الذي اعترف فيه بسيادة مزعومة للمخزن على الأراضي الصحراوية المحتلة، فكما لم يلزم إعلان ترامب إلاٌ دونالد، فكذلك رسالة سانشيز سوف لن تلزم الاٌ بيدرو. موقف سانشيز المفاجىء من قضية مدرجة في الأممالمتحدة الذي يتنافى تماما مع مواقف كل الحكومات الاسبانية المتعاقبة سيدخل هذا الأخير في عزلة سياسية غير مسبوقة، بل هو توقيع لشهادة وفاته سياسيا بعدما أبدته الطبقة السياسية من امتعاض من هذا الموقف غير الاخلاقي والبداية كانت بدعوة 13 حزبا سياسيا في البرلمان الاسباني بمثول رئيس الحكومة سانشيز أمام نواب الشعب لتقديم توضيحات حول هذه السابقة الخطيرة، علاوة على تنديد المجتمع المدني الاسباني بهذه المجازفة السياسية لحكونة سانشيز. فحوى الرسالة الذي كشف عنه الديوان الملكي المغربي وليس الحكومة الاسبانية يؤكٌد وجود صفقة مشبوهة وغير معلنة بين المخزن وسانشيز أو خضوع هذا لضغوطات المخزن خاصة بعد القطيعة الدبلوماسية بين الطرفين بعد استقبال مدريد لرئيس الجمهورية الصحراوية، ابراهيم غالي للعلاج، العام الماضي والتي تفاقمت بعد أزمة المهاجرين غير الشرعيين الذين تدفقوا على سبتة ومليلية بتشجيع وإيعاز من المخزن للضغط على اسبانيا، علما أنّ هذه الرسالة تزامنت وعودة السفيرة المغربية، يوم الأحد الماضي، إلى مدريد، حسبما أوردته يومية « الباييس» الاسبانية قبل يومين. القضية الصحرواية العادلة عرفت عبر تاريخها مثل هذه المناورات المشبوهة ولكن ولا واحدة منها نجحت في إخراج الملف من إطاره الطبيعي وحلّه وفق الشرعية الدولية ولوائح الأممالمتحدة كما لم ولن تنال من عزيمة الشعب الصحراوي في تمسّكه الثابت بممارسه حقه في تقرير مصيره وبين ترامب وسانشيز عزيمة وإصرار هذا الشعب العظيم.