بعد انقطاع فرضته جائحة كورونا بتداعياتها السلبية التي أدخلت الجميع في نظامها ومنطقها التعسفي، وحرمت حتى المواطن من استنشاق الهواء النقي على شاطئ البحر والاستمتاع بنسماته وبهدوء الطبيعة العذراء، جاء موسم فيه يفرح الناس ويترفهون، وتعود الابتسامة مجدّدا إلى شفاه الأطفال وحيويتهم التي بدأت ترتسم قبل انطلاق موسم الاصطياف الجديد وبداية العطلة الصيفية في رحالات سياحية ترفيهية منظمة من قبل وكالات سياحية الى مراكز التسلية والحدائق العامة، في إطار التعريف بالوجهات الداخلية، وما تزخر به مختلف ولايات الوطن من معالم حضرية ومقومات طبيعية. اليوم نرى ونسمع أنّ الجميع متفائل بموسم صيفي وسياحي استثنائي ينتظره الجميع، خاصة العائلات وتلاميذ المدارس، الذين يبحثون عن أماكن للترفيه وقضاء العطلة بعيدا عن كل القيود الصحية التي فرضتها تدابير جائحة كورونا، وأثّرت في المواسم الماضية على تحركاتهم وتنقلاتهم الداخلية والخارجية، وبالتالي كان لعودة الحياة إلى حالتها الطبيعية تأثير إيجابي على نفسية المواطنين، وأعادت الحيوية للكثير من الأنشطة التجارية والحركية الاقتصادية المواكبة لموسم الاصطياف كالخدمات السياحية التي تأثّرت كثيرا من إجراءات الحجر سابقا. كما أظهرت السلطات العمومية ومديريات السياحة على المستوى الوطني استعدادا لاستقبال موسم الاصطياف لسنة 2022، والعمل على إنجاحه والتحضير الجيد له بتسخير كافة الإمكانيات المادية والبشرية على الرغم من النقائص الكثيرة المسجلة كل سنة بسبب أزمة التنسيق بين المصالح وقصر فترة التحضير لاستقبال الحدث، خاصة وأن موسم هذه السنة سيكون استثنائيا بالنظر إلى تحسن الوضع الصحي، ورفع إجراءات التعليق التي مست الأنشطة الثقافية والترفيهية سابقا، وكذا الفضاءات العمومية وأماكن التسلية التي تعتبر من الدعائم الأساسية لإنجاح التظاهرة. وبين انفراج الحالة الصحية وحاجة العائلات والأطفال إلى وقت مستقطع للراحة والترفيه بعد عام من العمل والدراسة، تبقى الحالة المادية والاجتماعية وحدهما من ستقرر طبيعة البرنامج المسطر من قبل الباحثين عن راحة البال خلال العطلة الصيفية، مع تدني القدرة الشرائية وارتفاع التكاليف الإيواء، وأسعار الخدمات على مستوى الفنادق والمركبات السياحية.