الجزائر متمسكة بثلاثية... لا تنازل عن السيادة والاحترام والذاكرة إذابة الجليد بين البلدين... أهم الأهداف المسطرة بأبعاد سياسية، تاريخية اقتصادية وثقافية يحط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رحاله في جزائر جديدة لا تقبل بأقل من الندية واحترام سيادتها في التعامل مع الدول، من اجل استدراك ما فات وإذابة الجليد؛ زيارة تأتي في سياق دولي وإقليمي خاص. عن زيارة رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون، المرتقبة اليوم الى الجزائر، يؤكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر إدريس عطية في اتصال مع «الشعب»، أنها تتمحور حول ثلاث نقاط مهمة حددتها الجزائر، حيث يسعي ماكرون إلى إذابة الجليد بين البلدين. سياسية، تاريخية واقتصادية قال البروفيسور عطية، إن أول محاور زيارة ماكرون، تتعلق بالاحترام الكامل للسيادة الجزائرية. أما النقطة الثانية فمرتبطة بملف الذاكرة والذهاب بطريقة متدرجة في حلحلة هذا الملف الشائك والعالق بين البلدين، سواء باعتراف فرنسا بجرائمها في الجزائر أو بالذهاب الى مستوى أعلى بتقديم السلطات الفرنسية اعتذارا رسميا، أو تقديم تعويضات أو عملية جبر الضرر. أما المحور الثالث والأخير، اقتصادي بامتياز مرتبط ببحث فرنسا عن مصالحها الاقتصادية. في الوقت نفسه، أبرز عطية امتلاك الجزائر اليوم ورقة قوية، خاصة وأنها أصبحت محط تنافس القوى الأوروبية، سواء بين إيطاليا وألمانيا، أو سعي إسبانيا بجهود كبيرة لترميم علاقتها مع الجزائر ونفس الشيء ينسحب على فرنسا، لذلك يمكن للجزائر أن تفرض على فرنسا الدخول في شراكات دقيقة ومتنوعة وفق منطق رابح رابح. ولاحظ المتحدث، أن الشراكات السابقة بين البلدين كانت تصب لصالح طرف واحد هو فرنسا، ما جعلها غير مجدية بالنسبة للجزائر، بالإضافة الى استحالة قبول الجزائر الجديدة بهذا النوع من الشراكات، ما يندرج مع سياق جديتها في مراجعة علاقاتها الدولية والإقليمية، في إطار إعادة ترتيبها لشركائها الدوليين. وتحاول فرنسا استرجاع السوق الجزائرية فيما يتعلق بالغذاء، خاصة وأن الجزائر اليوم تنوع مصادرها الغذائية وتعول على تحقيق سيادة غذائية. كل ما سبق - بحسبه - يسيل لعاب فرنسا من أجل تدارك بعض الاتفاقيات، بالنظر الى أن شركة «توتال» الفرنسية تُسير عددا قليلا جدا من شركات المحروقات في الجزائر، بالإضافة الى تراجع حصصها وكامل شركاتها.