حقّق الفيلم الروائي الطويل «حديد.. نحاس.. بطّاريّات» لمخرجه اللبناني وسام شرف على دعم مباشر من عدة مؤسسات وهيئات ثقافية تشتغل في حقل الانتاج السينمائي والفني، من بينها المعهد الوطني للسينما والصور المتحرّكة «س.ن.س» بمنطقة كورسيكا، ومساعدة من مؤسسة الدوحة للأفلام، ووزارة الثقافة الإيطالية، ومن صندوق دعم الأفلام الفرانكفوني «ميديا»، بالإضافة فوز المشروع بمنحة تسويقية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي. تدور أحداث الفيلم «حديد.. نحاس .. بطاريات» حول قصة لاجئ سوري حتّمت عليه ظروف الحرب الدائرة بسوريا الهجرة إلى بلد يجد فيها المأمن والأمان، ولم تكن الخيارات أمامه كثيرة لعدة عوامل اجتماعية ومادية، والطريق الأقرب إليه أن يلجأ إلى لبنان بحكم أن المسافة ليست بعيدة والدخول إليها سهلا، وإن كانت مخاطر الرحلة صعبة هي الأخرى في ظلّ تنامي الميلشيات والجماعات الارهابية التي كانت تسيطر على المشهد الأمني في سوريا والمخاطرة عبر هذه الطرق مغامرة ليس دوما نتائجها ايجابية. تستمر رحلة اللاجئ احمد في شوارع بيروت قبل أن تنهكها الأزمة الاقتصادية، بحثا عن عمل يمكنه من كسب قوته، وهو يجوب الشوارع والأزقة يجمع بقايا المعادن من نحاس وحديد والبطاريات القديمة، يلتقي مع الشابة «مهدية» ذات الأصول الاثيوبية التي هي الأخرى لجأت إلى جنة الله على الأرض لتحقيق جزء من أحلامها، ولكن الحب في هذه المدينة يبدو مستحيلاً، فهل يتمكن هذان اللاجئان الرومانسيان من العثور على الطريق للحرية، في الوقت الذي يتأثر فيه أحمد بمرض غامض يحوّل جسده ببطء إلى معدن؟. تجاوب جمهور قاعة العرض صنع الفارق بالتصفيق وصل حدود الانبهار والإشادة على حبكة الاخراج والصناعة الفنية التي بلغت حدود الدهشة، حيث أبدع المخرج وسام شرف في جعل المشاهد يعيش كل التفاصيل كأنها أمامه حقيقة، بمشاركة كل من المخرجة هالة دباجي ومارييت ديسير في التأليف، وكلارا كوتور وزياد جلاد ورفعت طربيه ودارينا الجندي في البطولة، الأمر الذي مكّن الفيلم من الحصول على جائزة المعهد الفرنسي في تونس من منصة قرطاج للمحترفين ضمن أيام قرطاج السينمائية، وجائزة «آرتي» في مهرجان بوسان السينمائي، وجائزة المعهد الوطني للسينما والصور المتحرّكة في ملتقى دبي السينمائي. تجدر الإشارة أن الفيلم الروائي «حديد.. نحاس.. بطاريات» افتتحت به النسخة ال19 من مسابقة «جيورناتي ديجلي أوتوري» التي تقام بالتوازي مع الدورة ال79 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، حيث حصد الفيلم تقييمات نقدية إيجابية. للتذكير، أخرج وسام شرف ستة أفلام قصيرة روائية، من بينها «هز يا وز»، «بطل لا يموت»، «جيش النمل»، «ذكرى صديق لا تُنسى»، «ولا داعي للفزع»، «كل هذا وأكثر»، «من السماء»، بالإضافة إلى انتاجه عدة أشرطة وثائقية وتحقيقات ميدانية مصورة في عدة مناطق نزاع دولية، بحكم أنه مصور صحفي محقّق.