لم يكن بالحديد والنّار، بل كان بالعزم والإصرار، هذه عزيمة الأبطال الثّوّار، مائة واثنان وسبعون يومًا تكلّلت بانتصار، ما يزيد عن ستّة شهور قاساها الأسير العواودة حتى يُنهي إضراب الأمعاء الخاوية منتصراً.. يا لك من بطلٍ جبّار! يا لك من فارسٍ حمل الصمود عنواناً، والصّبر إيمانًا! صبرتَ وستنال حريّتك رغم القهر والذّلِّ وقهر السّجان، ستنطلق عصفورًا مغرّدًا في سماء الحريّة شامخًا برأسك شموخ العزّ والكرامة والفخار. أذهلتنا بصمودك يا أيها الأسير!.. علّمتنا دروس الكفاح والنّضال، كنت درسًا للأجيال، فاوضوك فأبيت، عذّبوك وصمدت ، ففي بأسك وثباتك هل هناك ما يقال؟ اسمك فيه العودة والرّجوع، فعدتَ أبيًّا قويًّا تحفر في سجّل الوطن أبهى نيشان، وصدق من قال: الحر يأبى أن يبيع ضميره ** بجميع ما في الأرض من أموال ولكَم ضمائر لو أردتَ شراءها ** لملكت أغلاها بربع ريال..