97 % من ملفات المنحة المدرسية جاهزة للصرف تحت شعار «دخول مدرسي في محيط نظيف» التحق ما يقارب 11 مليون تلميذ بمقاعد الدراسة، أمس، بعد انتهاء الظرف الصحي الاستثنائي والعودة إلى النظام العادي وسط إجراءات جديدة طبع عليها التحول نحو التعليم الرقمي ب 1629 مدرسة رقمية والشروع في تدريس اللغة الانجليزية بالجزائر لأول مرة في تاريخها ابتداء من السنة الثالثة ابتدائي. انطلاق الموسم الدراسي كان هذه المرة من ولاية جانت، وتحديدا من المدرسة الرقمية النموذجية فاطمة لالا نسومر، التي تكفلت سوناطراك بتزويدها بكل التجهيزات والعتاد الرقمي من شاشة تفاعلية وألواح إلكترونية، حيث أشرف وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد مرفوقا بممثلي أولياء التلاميذ والسلطات المحلية على إعطاء إشارة انطلاقه. وشارك الوزير تلاميذ ابتدائية فاطمة لالا نسومر الدرس الأول الافتتاحي الذي كان حول نظافة المحيط، كما حضر وعاين بداية دراسة اللغة الإنجليزية بقسم السنة الثالثة، باستعمال الأدوات الرقمية، حيث كان الدرس الأول التعريف باللغة الحية الجديدة، والهدف منها وتلقين الحروف عن طريق القراءة. الموسم الدراسي 2022-2023 عرف كثيرا من التحضيرات والتوجيهات لإنجاحه بالتنسيق مع المؤطرين والأسرة التربوية، كما أكد الوزير الإجراءات التي اتخذتها الدولة لتنفيذها، منها تدريس اللغة الإنجليزية وتوفير الكتاب وتكوين الأساتذة لتغطية أكثر من 20 ألف ابتدائية بالتأطير البشري. 190 ساعة تكوين للأساتذة الجدد.. وأكد بلعابد أن أساتذة اللغة الإنجليزية تلقوا تكوينا بيداغوجيا من طرف خبراء مختصين، مشيرا أن الأساتذة يتوفرون على جانب أكاديمي لا لبس فيه من ليسانس انجليزية أو في الترجمة، بحيث هناك برنامج مصادق عليه يوفر 190 ساعة تكوين للأساتذة الجدد على مدار السنة، والبالغ عددهم 5357، وقد استفادوا مؤخرا من دورة تكوينية لمدة 60 ساعة وسيستمر التكوين في مدة محددة ومدروسة. صيانة الألواح الالكترونية مضمون وذكّر الوزير بتجهيز 1629 مدرسة ابتدائية بلوحات رقمية بيداغوجية للمساهمة في تخفيف وزن المحفظة، باعتبارها تحتوي على كتب رقمية، ومدعمة بمنشور تنظيمي لاستعمالها، مؤكدا على أنها وسيلة تعليمية لابد من الحفاظ عليها، وهو مشروع متواصل إلى غاية تجهيز كامل للمؤسسات التربوية. هذا المجهود، أكد بلعابد بخصوصه أنه من صلب خزينة الدولة، في حين هناك مساهمات رمزية مشكورة من بعض المؤسسات الوطنية، على غرار ما قامت به «سوناطراك» التي جهزت بعض الأقسام والمدارس، مشيرا إلى أن هذا المجهود يدخل في إطار التخطيط للنهوض بالقطاع التربوي. وفيما يخص المخاوف المتعلقة بصيانة وتأمين هذه الألواح الالكترونية، أوضح الوزير أن هذه التجهيزات الالكترونية تم اقتناؤها وفقا لدفتر أعباء يتوفر على ضمانات تتعلق بالصيانة، وكذا مدة الاستغلال، وهي أولوية بالنسبة للوزارة لضمان استدامة حياة هذه الأدوات التعليمية للاستفادة منها أطول مدة، وترشيد المردود المالي للدولة الجزائرية. وأشار إلى أن مركز التموين بالتجهيزات والوسائل التعليمية وصيانتها يقوم بتوزيع هذه الألواح الالكترونية وصيانها، وفي حال تجاوز هذه الصيانة للمستوى التقني للمركز، فإنه قد تم إبرام صفقة تتوفر على ضمانات للصيانة. 413 مؤسسة تعليمية قاعدية جديدة.. وبخصوص الاكتظاظ، أكد المسؤول الأول عن القطاع، إنه لم يعد بتلك الحدة التي عرفتها الجزائر في السنوات الماضية، بحيث تم تسجيله في بعض النقاط المعلومة وتمت معالجته، كاشفا عن استقبال 413 مؤسسة تعليمية قاعدية جديدة، منها 268 ابتدائية رغم الجائحة، ووتيرة الإنجاز التي فرضها الوباء، 85 متوسطة و60 ثانوية، ناهيك عن إنشاء 1795 قسم توسعة، بالإضافة الى معالجة كل الوضعيات المستعصية بالتنسيق مع الولاة واللجوء الى قطاعات أخرى لاستعمال مرافقها المجاورة للمؤسسات التعليمية. وفيما تعلق بالمنحة المدرسية المقدرة ب 5 آلاف دج، والموجهة لذوي الدخل المحدود أو عديمي الدخل، أكد الوزير أنه لأول مرة منذ إنشائها لم يتم بلوغ نسبة التغطية التي تم بلوغها اليوم، حيث وصلت الى 97 بالمئة من الملفات المؤشرة الجاهزة للصرف، فيما تجاوزت نسبة الاستفادة منها 80 بالمائة. وفيما يخص إعادة النظر في البرامج التعليمة، جدد الوزير حرص رئيس الجمهورية على أن تتم هذه العملية برويّة تامة، حتى تعكس وتترجم فلسفة قطاع التربية في الجزائر، بإشراك كل المعنيين للخروج ببرامج مصادق عليها من طرف الخبراء البيداغوجيين والتعليميين، وبشكل يلبي حاجة المجتمع، ويدخل في إطار الشرعية والمرجعية التاريخية والدينية للجزائر. استحداث منصب مفتش في اللغة الإنجليزية ابتدائي وبتميمون كشف الوزير عن استحداث منصب مفتش في اللغة الإنجليزية بالمستوى الابتدائي وهو المنصب غير الموجود حاليا، كما أن أساتذة اللغة الإنجليزية الجدد الذين تلقوا تكوينا سيتسلمون الوثائق عبر المنصة الرقمية والتي ستمكنهم من العمل بصفة جيدة، مشيرا إلى أنه سيتم المرور من التعاقد الى تسوية الوضعية للأساتذة عن طريق إجراء امتحان التوظيف ومسابقة على أساس الشهادة بعد إثبات الكفاءة والخبرة، حيث تحتسب مدة التعاقد كنقاط إضافية لدى التثبيت النهائي. وبخصوص الكتاب المدرسي أشار بلعابد لدى معاينته وتدشين لبعض المنشآت التربوية أن النسخة الثانية من الكتاب قادمة ولكن سيتم المباعدة بين النسختين في التاريخ حتى يتحصل كل التلاميذ على كتبهم والباقي سيبقى في المؤسسة، ما سيسمح لما يقارب 3 مليون تلميذ بالسنة الثالثة، الرابعة والخامسة من الاستفادة من المدرسة الرقمية. في المقابل دعا الوزير أولياء التلاميذ وممثليهم الى مرافقة المدرسة والإجراءات الجديدة للوصول إلى الأهداف المشتركة، لأن المدرسة قضية الجميع وتتطلب مساهمة كل المتدخلين. وفيما تعلق بمحو الأمية طلب الوزير من والي تميمون منح الوزارة مرفق وظيفي لإنشاء ملحق للديوان الوطني لمحو الأمية بما أنه تم تحقيق نتائج جد إيجابية في هذا الإطار، حيث انخفضت نسبته بالجزائر إلى 7 بالمائة.