نستحضر ذكرى المولد النبوي الشّريف هذا العام، وبلادنا تتقدّم بخطى ثابتة نحو فتوح عظيمة على جميع المستويات، الاقتصادي منها والاجتماعي، والحضور الدّولي القويّ، خاصة في مسألة لمّ الشمل العربي، وجمع كلمة الأشقاء الفلسطينيين، وتوحيد صفوفهم، بعد أن جارت عليهم الأيام، وتلاعبت بهم صروف الزمان.. نسائم المولد النبوي الشريف هذا العام، تعانق ستينية استقلال الجزائر، بعبق من الصّدق في القول والإخلاص في العمل، فتحوّلت البلاد إلى ورشة حقيقية لا تقصد سوى إلى تحقيق الأفضل للمواطن، وبدأت البشائر تتوالى من قطاع الإسكان، والفلاحة والصناعة وغيرها من القطاعات التي شهدت حركية واسعة، بعثت الطمأنينة في قلوب الجزائريين، وأحيت في قلوبهم أملا صنعه نوفمبر المجيد.. ولا شكّ أن برنامج الرئيس تبون، كان الفاعل الحقيقي لكل التغييرات الجذرية التي انسحبت على المؤسسات، ومنحتها أدواتها التي تكفل لها أداء وظائفها على أكمل وجه، وهذا ما لمسناه في أثناء مناقشة بيان السياسة العامة للحكومة، حين وجدناه يكرّس، في أول فصل، المبدأ الذي يتأسس عليه برنامج الرئيس.. أخلقة الحياة العامة.. وهذا مبدأ مؤسس ينبغي أن يكون نصب أعين الجزائريين، كي يعملوا جميعا على ترسيخه، وتحقيق الغاية منه.. وها نحن اليوم في جزائر الشهداء، نستلهم من المولد النبوي الشّريف، الأخلاق العالية لخير البشر، فهو الصادق الأمين، وهو الرؤوف الرحيم بالمؤمنين، وهو مدينة العلم والكرم والشهامة، وكانت أخلاقه السّامية أول أساس متين يمهّد درب الهدى للعالمين، فحقّنا البشرى ب»الأخلقة» التي يعمل على ترسيخها الرئيس، وواجبنا أن نلتزم بها جميعا في واقعنا المعيش، فالأمم، كما قال الشاعر، إنما هي الأخلاق.. مولدا نبويا شريفا مباركا..