تنظم عشية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، جمعية السلام الخيرية لليتامى والمحرومين، أكبر مأدبة إفطار جماعية، يشارك فيها أكثر من 300 أرملة وأيتامهن، وذلك بقاعة الحفلات "معاش" المتواجدة بحي ذراع البرج بمدينة البويرة. تستمر الاستعدادات على قدم وساق للتحضير للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، والذي تنظمه لأول مرة جمعية السلام الخيرية للمرأة واليتامى والمحرومين الحديثة النشأة، وهذا بالتعاون مع أصحاب الخير، بهدف تعميق معاني المحبة والعطاء والتواصل، وأشارت مسؤولة الجمعية إلى أنها تحرص على جعل الأيتام وأسرهم يشعرون بالرعاية الكاملة والدعم النفسي بجمعهم على مأدبة إفطار جماعية أولى من نوعها في المنطقة، بالإضافة إلى تقديم لهم الدعم المادي لتعزيز دورهم في المجتمع، ولتكوين أسرة قادرة في المستقبل على إعانة نفسها والاعتماد على قدراتها، وتتخلل المأدبة عروض فنية وألعاب ترفيهية، كما يتم توزيع هدايا على الأطفال والأرامل وسلات غذائية للأسر. وعلى صعيد آخر، تنظم عديد القرى بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، عمليات ختان جماعي للأطفال، وذلك قصد ترسيخ مفاهيم الجماعة والاتحاد في نفوس الصغار، وخلال ليلة المولد النبوي الشريف يقوم الأطفال بإشعال الشموع للتعبير عن فرحتهم بهذه المناسبة المباركة التي تدخل البهجة على قلوب العائلات القبائلية والتي تحتفل بها كل واحدة بطريقتها الخاصة، فعادة ما يحبذ الرجال والشيوخ وحتى الشباب في مثل هذا اليوم السعيد التوجه نحو المساجد للابتهال والاستماع إلى المدائح النبوية، كما تشهد كل زوايا المنطقة بدورها نشاطا متميزا وملحوظا ومكثفا؛ بحيث يمكن اعتبار هذا اليوم عيدا للزوايا، حيث تقام أمسيات يدعى لحضورها الأقارب والأصدقاء للاستماع إلى القراء "الطلبة" وهم يرتّلون آيات من الذكر الحكيم ترتيلا جماعيا، ويؤدون المدائح النبوية، فيما يفضل الكثير من شيوخ الزوايا استقبال المولد النبوي الشريف، بإلقاء الخطب والدروس والمواعظ ويحذرون فيها المسلمين عامة من البدع والخرافات والمخالفات الشرعية، ويؤكدون على أهمية تربية النشء على أخلاق الرسول الكريم واستلهام الدروس والعبر من سيرته العطرة. ومن أجمل العادات الحميدة التي ألفتها الأسر البويرية منذ عدة سنين والتي تؤكد حب سكان المنطقة وتعلقهم الكبير بالرسول الكريم هو تسمية جميع المولودين في هذه المناسبة السعيدة بأسماء مثل محمد، مصطفى، مولود، وغيرها من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم. من جهة أخرى، تفضل الكثير من العائلات بالقرى والأرياف الاكتفاء بالاحتفال بالمولد النبوي الشريف عن طريق تعريف الأطفال بمعنى هذا اليوم، والذي يتم خلاله تحضير الكسكسي باللحم وتحضير الحناء وتزيين الأيادي والأرجل ليلة المولد، اعتقادا منها بالفأل وبشرى الخير التي تأتي مع مولد خير البرية محمد رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم، وتشمل العملية الكبار والصغار.