تضاربت الآراء بين مؤيد ومعارض فيما يخص تقييم الوضع التنموي الذي سعى المنتخبون المحليون ببلدية الكاليتوس لتجسيده طيلة العهدة التي توشك على الانتهاء وفق البرنامج الذي وعد به رئيس البلدية، السيد عبد الغني ويشر، خلال صعوده سدة التسيير المحلي بالبلدية. أبدى ممثلو بعض الأحياء ببلدية الكاليتوس رضاهم لما تم تحقيقه من قبل المنتخبين المحليين فيما يخص تطبيق البرنامج التنموية في مختلف القطاعات، بالنظر إلى تجسيد عدد من المشاريع التنموية مقارنة بالعهدة المحلية السابقة، حيث أوضح عدد من سكان في حديثهم ل«المساء» أن البرامج الإنمائية التي كانوا يتوقعون تجسيدها خلال العهدة المحلية التي تشرف على الانتهاء كانت لا بأس بها إذا ما قورنت بحجم المشاريع التنموية التي أنجزت خلال عهدة المجلس السابق، غير أنها تبقى غير كافية بالنسبة لعدد النقائص الموجودة بأحياء البلدية التي كانت خلال العشرية السوداء. الحديث عن واقع التنمية وتقييم حصيلة البرنامج المنجز ببلدية الكاليتوس، يقودنا إلى تقييم بعض المشاريع المنجزة خلال العهدة المحلية التي دامت أربع سنوات مع حجم النقائص المسجلة مع بداية انطلاق المنتخبين المحليين في تجسيد البرامج الذي وعدوا بها تحت قبعة أحزابهم السياسية خلال الحملات الانتخابية، حيث أصبح المواطن البسيط يجيد تقييم البرامج التنموية على الأقل بالنسبة لمطالب الحي التي لم تتحقق بعد مرور عهدة محلية، جولتنا لحي 917 مسكن ببلدية الكاليتوس كانت مع ممثل عن سكان الحي السيد رضا فرحات الذي قال إن تقييم سير البرامج التنموية بالمنطقة صعب جداً، ولا يمكن تحقيق جل المطالب التي نادى بها السكان على طول سنوات مضت بالنظر إلى الميزانيات الضعيفة التي تخصصها المجالس المحلية للبرامج التنموية أمام ضعف الجباية، وعلى هذا النحو قال «محمد» وهو أحد القاطنين بالحي السكني أن أغلبية المنتخبين يتبجحون ببرامج خيالية لتجسيدها قبل الانتخابات المحلية، غير أنهم لا يقومون بتجسيدها مع اعتلائهم المجالس المحلية، بل في غالب الأحيان يرفضون استقبال المواطنين. وفي نفس السياق يتابع السيد فرحات أن حي 917 مسكناً الذي أنجز سنة 2002 أن المصالح البلدية لحد الآن لم تقدم الاعتماد لجمعيتنا لحد الساعة، أما انشغالات السكان فبقيت على حالها فالمشاكل التي كانت مطروحة بداية العهدة المحلية، لا تزال لحد الساعة، مع القضاء على بعض المشاكل الصغيرة، غير أن المطالب الكبرى التي تم رفعها للجهات الوصية مع بداية العهدة بقيت على حالها، من بينها مشكل التوقف العشوائي لشاحنات الوزن الثقيل، وكذا أقبية العمارات التي أصبت تمتلئ بالمياه القذرة. وبين راض وساخط على سير البرامج الإنمائية بالحي ذاته يبقى نفس الانطباع مرسوماً بالأحياء الأخرى، غير أن الانشغالات تختلف من حي إلى آخر، لاسيما الترحيل، وإعادة الإسكان اللذين يبقيان من أكبر المطالب التي ترد إلى المجلس بصفة يومية. وتابع (سيدي علي.ب)، القاطن بحي أولاد فارهة الذي أصر تقييم واقع التنمية ببلدية الكاليتوس قائلًا أن حجم البرامج الموجة للحي السكني لا تكفي بالنظر إلى النقائص العديدة، إلا أن المنطقة استطاعت أن تستفيد من شبكة طرق جديدة، وتوصيلات لمياه الشروب قبل نهاية العهدة المحلية، غير أن النقائص الموجود بالمنطقة لم تعد كالسابق. ويضيف ممثل عن الحي القصديري «الأكراد» السيد صالح خميسة، أن مطلبهم القاضي بترحيلهم إلى سكنات اجتماعية لا يزال متواصلًا، حيث عجز المجلس عن تجسيد مطالبهم القاضية بترحيلهم إلى سكنات جديدة ضمن برنامج ولاية الجزائر، حيث أبدى تأسفه عن انتهاء العهدة المحلية للمجلس دون أن تتحقق مطالبهم التي أسموها بالمشروعة. إقرار التنمية في ظرف 4 سنوات لا يكفي... وأكد ممثل عن حي الجمهورية أن المجلس سعى بكل طاقته لتجسيد برامج تنموية مختلف في عدة قطاعات من بينها الري، والأشغال العمومية، ولا يمكن لأي ساكن بالبلدية نكران ما قام به المجلس خلال العهدة المحلية، بالنظر إلى الاستقرار الذي عرفه المجلس على طول العهدة، قائلا: «في نظري إذا كانت النقائص كثيرة لا يمكن لأي مجلس مهما عمل أن يستدركها في ظرف 4 سنوات، وهي فترة لا تكفي حتى لحل مشاريع تعبيد الطرقات، وتوصيل شبكات المياه الصالحة للشرب، وكذا قوات الصرف الصحي». وأصر ممثل حي النخلة، السيد عياش نش، على العودة إلى النقائص المسجلة بالحي والتي لم يتم القضاء عليها لحد الساعة من بينها غياب الأمن بالمنطقة وتعرض الكثير من أبناء وبنات المنطقة إلى الاعتداءات من قبل المنحرفين والمجرمين يومياً خصوصاً أن الحي يوجد بالقرب منه حي قصديري ذو كثافة سكانية تقدر ب 300 عائلة. وفي خضم تقييمه لمدى تجسيد البرامج التنموية على مستوى بلدية الكاليتوس وبالتحديد الحي، يضيف المتحدث «أن البلدية قامت بتجسيد عدد كبير من البرامج التنموية على مستوى المنطقة، غير أنها تبقى قليلة بالنظر إلى المطالب الكثيرة التي لا يزال يطالب بها سكان الحي ومن بينها إنجاز مؤسسات تربوية جديدة والمتمثلة في كل من المدارس الابتدائية، متوسطات وثانويات وهذا نظراً للكثافة السكانية الكبيرة التي يعرفها الحي، إضافة إلى وضعية الطرقات التي أصبحت تشكل عائقاً في تنقل السكان، خاصة في موسم الشتاء أين تتسبب كميات الأمطار المتساقطة في تراكم برك مائية يصعب اجتيازها.