شهدت، أمس، قاعة سينما إفريقيا نشاطا ثقافيا، من تنظيم الجمعية الفنية السينمائية أضواء، وذلك بمناسبة الذكرى 61 لأحداث 17 أكتوبر 1961 المصادف لليوم الوطني للهجرة، حضره كوكبة من الفنانين الجزائريين، على رأسهم بن زيراري، وعدد كبير من صناع السينما، من بينهم المخرج القدير غوثي بن ددوش. كما سجل اللقاء حضور ممثل عن الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة حميد شدود. عرفت الفعالية ندوة تاريخية ووصلة فنية تمثلت في استعراض شريط وثائقي عن الفنانين الجزائريين الذين توجهوا إلى باريس من أجل إحياء ذكرى 17 أكتوبر 1961، وذلك من خلال القافلة الفنية المشاركة في الأيام السينمائية للأفلام الثورية، بمناسبة خمسينية الاستقلال، حيث عرفت حضور على غرار أعضاء جمعية أضواء كل من المخرج غوثي بن ددوش، حسان بن زيراري، بهية راشدي، أمال حيمر، محمد عجايمي، حسان كشاش، حميد عاشوري، بيونة وغيرهم. كما تخللت الفعالية مداخلات قدمها ثلة من الحضور، أثروا بدورهم النشاط، حيث أضافوا حيثيات تاريخية ذات العلاقة بالظروف الصعبة، التي تبلورت على أساسها قرارات تعسفية ضد الشعب الجزائري المقيم في باريس، والتي جاءت على خلفيات أحداث 17 أكتوبر 1961 الدامية التي اقترفها الاستعمار الفرنسي في حق الجالية الجزائرية. تطرق الفنان القدير عبد الحميد رابية وهو أحد أعضاء الجمعية الثقافية في مداخلته، إلى الجانب التاريخي لأحداث ذلك اليوم الأسود، كما قدم أهم المحطات التاريخية للكفاح المسلح، التي يشهد لها العدو قبل الصديق على حنكتها وعظمتها وتميزها. وعن الأحداث قال «تحيي الجزائر يوم السابع عشر من أكتوبر من كل سنة ذكرى اليوم الوطني للهجرة الذي يصادف 17 أكتوبر 1961، وهي إحدى المحطات الهامة في سجل تاريخ الثورة الجزائرية الحافل بالبطولات والتضحيات الجسام، كما يمثل أحد الشواهد «التراجيدية «على ما قدمته الجالية الجزائرية المهاجرة في فرنسا من دعم للثورة الجزائرية، وعلى مدى قدرة جبهة التحرير الوطني في نقل الثورة إلى داخل التراب الفرنسي نفسه، وكذا ستبقى واحدة من أبشع صور الجرائم الفرنسية الفظيعة، التي أقامها المجرم (موريس بابون) في حق الإنسانية». كما توقف المتحدث إلى الفصل الأكثر سوداوية من المجزرة التي ارتكبها النظام الفرنسي في حق المتظاهرين السلميين الجزائريين، والتي تمثلت في القتل العشوائي للمتظاهرين ورميهم أحياء وأمواتا في نهر السين الشاهد على النوايا الخبيثة والمبيتة للعدو الفرنسي الذي اعتقد بأنه سينجو من فعلته الشنعاء، عندما يتخلص من جثث الشهداء الجزائريين، إلا أنه عرف فيما بعد ميلاد عهد جديد أجبره على الخروج من تراب الجزائر، بعد أن عاث فيه فسادا وخرابا.