تشجيع التلميذ على الاجتهاد والمداومة في الانضباط قررت وزارة التربية الوطنية في إطار المستجدات والتحسينات التي دخلت حيز التنفيذ بداية من الدخول المدرسي، العودة لنظام التقويم المستمر الذي عملت به سابقا وجعلت منه محورا مهما في عملية التقييم البيداغوجي للتلميذ، والذي يتوج في الأخير بمعدل يكون نتيجة جهده خلال فصل أو موسم دراسي كامل. قال الأمين الوطني لاتحاد أساتذة التعليم الابتدائي تلمساني بلال، إن احتساب التقويمات المستمرة في عملية التقييم البيداغوجي، سيساهم في تشجيع التلميذ على الاجتهاد والمداومة في الانضباط والعمل، كما أنه يندرج ضمن مقاربة الجيل الثاني التي ترتكز على المساواة بين التلاميذ في التحصيل والنتائج فالتلميذ الذي يكون اجتهاده مستمرا سيكون تقييمه أحسن، فالمستوى سيقاس في الامتحان وكذلك على استمرار نشاطه واجتهاده وستتجسد أكثر فكرة تكافؤ الفرص وتكافؤ التشجيع، ما سيعطي للولي فرصة للاطلاع على كفاءة إبنه واستمرار اجتهاده ونشاطه. في المقابل، سيترتب عن العملية ضغطا إضافيا على الأستاذ، خاصة وأن الاتحاد التمس بعد العودة الى النظام العادي للتدريس تحفظ الأساتذة على قرار الوزارة بالعودة للتوقيت العادي دون تقليص في الحجم الساعي، فخطوة العودة للتقويم المستمر يجب أن يصاحبه حجم ساعي جديد يعطي للأستاذ وقتا كافيا للمراقبة المستمرة والمتابعة الآنية، كما سيتيح للتلميذ فرصة ووقتا كافيا للموازنة بين أوقات راحته والعمل في القسم والمنزل. أوضح المتحدث، في ذات الشأن أن التقويم المستمر سيكون من خلال احتساب مجموع معدلات المواد اللغوية وعلامات اختبارات المواد الأخرى خلال المعدل الفصلي، وستكون نتائجه إيجابية على التلميذ الذي سيصبح ملزما بالتتبع المستمر للدروس، وكذا الانضباط الذي ينعكس إيجابا على العملية التعليمية، ويهدف أساسا إلى تشجيع التلميذ على الاجتهاد وزيادة النشاط داخل الأقسام. أشاد الأمين الوطني لاتحاد الأساتذة بالمستجدات التحسينية لوزارة التربية الوطنية، التي تهدف أساسا لتحسين المنظومة التربوية، لكن يجب أن تكون الاستفادة كاملة للأستاذ والتلميذ والأسرة التربوية معا، وحتى تكون الخطوات الإصلاحية التي أقرتها الوزارة لها إسقاط ايجابي على الأستاذ التلميذ والأولياء وتخفيف الأعباء. من جهته، الخبير التربوي بن زهرير بلال قال في تصريح ل»الشعب»، إن التقويم المستمر الذي يندرج ضمن التقويم البيداغوجي في الابتدائي معمول به منذ سنوات وحذف، لكن الوزارة قررت اعتماده من جديد بجعله عنصرا أساسيا في العملية التقييمية، من أجل تشجيع التلميذ على العمل والاجتهاد، خاصة وأنه يعد من أكثر الأمور التي تشجعه على المراجعة المستمرة، وهذا الأمر سيكون له مفعول إيجابي على النتائج المدرسية للمتعلم أوضح بذات الخصوص، أن التقويم المستمر يكون باحتساب مؤشرات تخص المادة اللغوية وتختلف من مادة لغوية الى أخرى فمثلا اللغة العربية مؤشرات حساب معدل التقويم يكون باحتساب :»نقطة القراءة + نقطة فهم المنطوق× نقطة التعبير الشفهي+ نقطة الإملاء + نقطة المحفوظات»مجموع النقاط يقسم على 5، ثم معدل التقويم المستمر للمواد اللغوية يجمع مع معدل باقي المواد ويقسم على عدد المواد يعطينا معدل الفصل. أفاد الخبير بن زهرير، أن عملية التقويم المستمر مرتبط بشبكة التقييم وليس امتحانا كتابيا، وعليه يستطيع الأستاذ أن يقيّم تلامذته في أي وقت خلال الفصل الأول ولا توجد فترة محددة للتقويم المستمر، هذا بالإضافة، لكونه مرتبط بعمل التلاميذ داخل الأقسام طيلة ثلاثة فصول، ما يسمح بالمراقبة المستمرة للمتعلم. وفي تعقيبه على القرار قال: «إن العودة للتقويم المستمر دون مراجعة الحجم الساعي يثقل كاهل الأساتذة، لأن كل أستاذ سيجد نفسه مع تقويم تلامذته في عدة مؤشرات»، لكن من جهة أخرى سيكون عادلا بالنسبة للتلاميذ، لأن من يتعثر في مؤشر من المؤشرات سيعوض في مؤشر آخر، وبالتالي تحقيق مبدإ تكافؤ الفرص بين الجميع. وعليه، فإن التقييم الجديد للتلاميذ الذي سيعتمد قريبا بجميع المدارس، سيعطي فرصا للمتعلم من أجل معالجة النقائص التي يعاني منها، بالإضافة إلى الاستفادة من المتابعة المستمرة للمتعلم والأولياء معا، وذلك بإجراء التقييمات طيلة الفصل الدراسي وتمنح للتلميذ علامة على الأداء تجمع بين تقويم النشاطات المختلفة والامتحان الكتابي .