يعد كل من معرضي «يَزداد الأسلاَف شبابًا» الذي احتضنه رواق باية، بقصر الثقافة مفدي زكرياء والمنظم من طرف «المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ»، و»الموروث اللامادي الجزائري المُصنف لدى «اليونيسكو»، من بين الفعاليات الحيوية المندرجة ضمن البرنامج الثقافي المخصص لإحياء الذكرى ال68 لاندلاع ثورة نوفمبر عبر 58 ولاية، والذين تزامنا أيضا واحتضان الجزائر للدورة 31 للقمة العربية.. أطل معرض «يَزداد الأسلاَف شبابًا»، على جمهور العاصمة من خلال رواق باية على هامش الصالون العربي للكتاب، مبرزا «أهم المعالم والمواقع الأثرية التي عرفها الانسان ما قبل التاريخ»، حيث سلّط هذا المعرض المصمم بسينوغرافيا من الطراز العالي الضوء على الملجأ الصخري «أفالو بورمل» ببجاية، وموقع «تان أينسيس» بتمنراست و»فيض سوار» بأم البواقي و»كاف الفضة» بالطارف وأخرى بالساحل الغربي تعود إلى مليون سنة، وكذا معالم جنائزية على غرار «الجدار» بفرندة (تيارت) و»قبر امدغاسن» بباتنة ومعلم «كليوباترا سيليني» المعروف باسم «قبر الرومية» بتيبازة، بعد ما تمّ عرضه بالمتحف العمومي الوطني «أحمد زبانة» بوهران، في إطار فعاليات الدورة التاسعة عشر من الحدث الدولي المتعدد الرياضات «ألعاب البحر الأبيض المتوسط» المنعقد في الفترة من 25 جوان إلى 5 جويلية 2022 بوهران. كما يعتبر المعرض كبطاقة تعريف شاملة لتاريخ الجزائر في فترة ما قبل التاريخ، إلى جانب تقديم لمحة عن النتائج العلمية لمختلف فرق البحث التابعة للمركز الوطني للبحوث ما قبل التاريخ وعلم الإنسان المنظم له، إذ يكتشف الزوار من خلال الموقع الأثري «عين حنش» الذي يعود إلى 1.8 مليون سنة قبل الميلاد وموقع «عين بوشريط» بسطيف أن تاريخ الجزائر يعود إلى أكثر من مليوني سنة، ما يجعل منها الموقع الأول، من حيث الأقدمية في البحر الأبيض المتوسط والثاني عالميا، ويكاد أن يكون معاصرا للمواقع الموجودة في إفريقيا الشرقية، حيث قام الإنسان في تلك الفترة بنشر أولى الثقافات التي تتجلى في صناعة الأدوات الحجرية التي تمّ اكتشافها بموقع عين الحنش. وتثمينا للموروث الثقافي غير المادي الجزائري وللتعريف به وطنيًا ودوليًا، احتضن أيضا رواق باية، إلى جانب المعرض التاريخي «يَزداد الأسلاَف شبابًا»، معرضا موازيا ضم ملفا شاملاً حول التراث الجزائري المُصنف لدى «اليونيسكو»، والذي يشمل كل النوع الشعري والموسيقي المعروف بمنطقة الجنوب الغربي الجزائري الموسوم بأهليل القورارة، ولباس الزفاف التلمساني بجميع طقوسه ولواحقه كالحناء والحلي والباروك، وآلة الإمزاد التي تضعها العازفة التارقية دون الرجل على ركبتيها لتؤدي اللحن، وهي جالسة بواسطة قوس خشبي، إلى جانب ركب أولاد سيدي الشيخ والتي تمثل طقوس الزيارة إلى مقام الولي الصالح سيدي عبد القادر بن محمد المدعو سيدي الشيخ. وفي ذات السياق، احتوى ذات المعرض على غرار طقوس رقصة «السبيبة» التي تؤدي في احتفالات تدوم 10 أيام خلال شهر محرم من طرف طائفتين من التوارق «ن آجر» (بالصحراء الشرقية الجزائرية) المقامة إلى جانب ما يعرف ب»السبوع» بتيميمون التي تؤديها طوائف زناتة، وذلك من خلال الزيارة إلى مقامات الصالحين لإحياء المولد النبوي الشريف، وكيالين الماء، الكسكس والخط العربي، بالإضافة إلى الملفات التي هي قيد التحضير، وتشمل كل من التقطار بقسنطينة، حلي منطقة أث يني، السراوي بمنطقة الأوراس، الأشويق والأياي والمالوف والشعر الملحون. للإشارة، تم تدشين المعرضين من طرف وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، إلى جانب سائر الأنشطة المنضوية ضمن الفعالية الثقافية الاستثنائية المتعلقة بالطبعة الأولى من الصالون العربي للكتاب، الذي أسدل الستار على فعالياته أمس الجمعة.