سكولاري... صانع المجد الذي تحول بعد 12 سنة إلى مغضوب عليه في البرازيل إذا كان المدرب لويس فيليبي سكولاري قد أرجأ الحسم في مستقبله على رأس المنتخب البرازيلي، بعد المشاركة المخيبة للامال في المونديال، و سارع في أولى تصريحاته الصحفية عقب الللقاء الترتيبي إلى الرمي بالكرة في معسكر رئيس الإتحاد لتقرير مصيره فإن أصوات الجماهير البرازيلية تعالت للمطالبة بتنحية هذا المدرب، مع تحميله كامل المسؤولية في "الكارثة" التي حلت بمنتخبهم، لأن حلم التتويج باللقب العالمي لسادس مرة تحول إلى تحسر على الهزائم التاريخية التي تلقتها كتيبة "السيليساو" على أراضيها في أكبر تظاهرة كروية عالمية، بعدما اصبح منتخب البرازيل عاجزا عن حفظ ماء الوجه و الصمود أمام منافسين كبار من القارة الأوروبية. الغضب على سكولاري جسده أحد المشجعين في اللقاء الترتيبي سهرة أول أمس بملعب ماني غارينشا بمدينة برازيليا ضد هولندا، حيث رفع المشجع لافتة كتب عليها : "فيلبي.. شكرا على مونديال 2002.. نتمنى أن لا نراك أبدا مرة أخرى"، و هو تعبير ضمني على أن هذا المدرب لم يعد يحظى بتزكية ملايين البرازيليين، سيما بعد الهزيمة التاريخية أمام ألمانيا في نصف النهائي، رغم أن سكولاري صرح بأن اللاعبين أدوا ما عليهم، و أنهم يستحقون التقدير و الإحترام، لكن إنهاء المشوار في المركز الرابع بنتيجتين غير متوقعتين وضع مصير هذا المدرب على كف عفريت، لأن الآمال كانت معلقة عليه لكتابة صفحة أخرى في إنجازات "السيليساو" على الصعيد العالمي، و ترصيع السجل بالتاج السادس، على إعتبار أن سكولاري كان قد قاد المنتخب إلى منصة التتويج في مونديال كوريا و اليابان قبل 12 سنة، كما أنه شرع منذ مدة في إعداد منتخب برازيلي قادر على ألإستثمار في عامل تنظيم الدورة للظفر باللقب العالمي، و قد كان التتويج بكأس العالم للقارات في صائفة 2013 بمثابة المؤشر الأولي الذي زرع بذرة الأمل في قلوب ملايين البرازيلي بقدرة سكولاري على تدوين إسمه في السجل الذهبي للمونديال بقيادة منتخب بلاده لمعانقة كأس العالم للمرة الثانية تحت إشرافه، لكن هذه الآمال و الأحلام تبخرت و تحولت إلى كوابيس لم تستفيق منها الكرة البرازيلية إلا بصعوبة كبيرة. سكولاري صانع المجد في مونديال 2002 تحول إلى أكبر مغضوب عليه في هذه الدورة، و الأصوات المطالبة برحيله تعالت، و الحناجر التي كانت قد تأهبت للإحتفال مطولا بتتويج "السيليساو" في ماراكانا حولت نغمات المدح و الثناء إلى غضب و غليان على سكولاري و كتيبته، و لو أن المنتخب البرازيلي لم يظهر منذ إنطلاق هذه النسخة في ثوب "العمالقة" القادرين على إستعادة توازنهم مع تقدم المنافسة، لأن "سيناريو" مباراة الإفتتاح ضد كرواتيا كان بمثابة رسالة واضحة المضمون على محدودية إمكانيات النخبة البرازيلية، و إعتمادها على "نجم" وحيد هو نيمار، بدليل أن الفوز كان بهدية من الحكم الياباني نيشيمورا، قبل أن تكشف المكسيك الوجه الحقيقي لمنتخب البلد المنظم، لتكون موقعة ثمن النهائي أمام الشيلي أكبر دليل على أن راقصي "السامبا" ليسوا في أحسن أحوالهم، عندما جانبوا الإقصاء بفضل بركة "أعمدة المرمى" و كذا "قفازات" الحارس جيوليو سيزار في ركلات الحظ، و لو أن الشوط الأول من لقاء ربع النهائي ضد كولومبيا كان أفضل ما قدمه المنتخب البرازيلي في هذا المونديال، لكن إصابة نيمار كانت المنعرج الذي توقفت فيه مسيرة "السيليساو و الحظ" في هذه الدورة، لأن غياب هذا النجم تزامن مع إنهيار كلي لمستضيف الطبعة، لتكون الخاتمة "كارثية" بتلقي 10 أهداف في لقائين، و الإكتفاء بالمركز الرابع.