ربط الفنان القدير لزهر حكار عدم فتحه لفضاء لتكوين المواهب الشابة إلى حبه الكبير للريشة، الذي سرقه كل وقته، حيث ما يزال يواصل مسيرته الإبداعية بإنتاج لوحات وعرضها، مؤكدا ان الفجوة الموجودة بين الرواد من فنانين قدامى والمواهب الشابة ليس سببا في الحالة التي آلت إليها الفنون التشكيلية. وقد قال حكار ل«الشعب" انه “على الفنان أن يكوّن نفسه بنفسه ويبحث عن كل السبل التي ينمي بها إبداعه، وليس الرضوخ للواقع وكسر حلمه، وعلينا أن نعذر الرواد، الذين أبوا تطليق الريشة التي احتكرت كل وقتهم"، واعتبر المبدع الحقيقي هو من يبحث عن طرق التخلص من مشاكله في مجال إبداعه وتخطي العثرات التي تعرقل موهبته، ليكون بمثابة الخلية التي لا بد عليها أن تلتحق بنسيجها والعمل على تمتينه بدل تخريبه وتقطيع أليافه، إضافة إلى المضي قدما وتصدي كل العقبات والتفرغ للفن والإبداع. واعتبر ذات الفنان التشكيلي أن الوضع الذي أل إليه هذا الطابع الراقي مسؤولية القائمين على الثقافة، مؤكدا في هذا الصدد على القيمة الكبيرة التي توليها الدول الرائدة في المجال لهذا الفن باعتباره عنصرا من عناصر الذاكرة الشعبية، مثمنا في هذا الصدد المجهودات الكبيرة التي بذلها وما يزال يبذلها كبار الفنانين الذي طرقوا كل الأبواب في بداية مسيرتهم بحثا عن مخرج لإبداعاتهم وتمثيل الفن الجزائري أحسن تمثيل، معرجا في هذا الشأن على مراحل تكوين »حكار الفنان المعروف« خريج مدرسة الفنون الجميلة بالعاصمة، والذي واصل دراسته بروسيا، لتمنح فرصة اكتشاف أعماله من قبل الأجانب. المتعمق في واقع الفن التشكيلي في الجزائر بمس عديد الأسباب التي ساعدت في هذا الشرخ، على رأسها غياب مشاريع جادة تستثمر في الطاقات والإبداعات الشابة التي من شانها الإبقاء على هذا الفن حيا وضمان استمراريته بالاستفادة من هذه المواهب وصقلها، ولكن على الرغم من كثرة الفنانين التشكيليين في الجزائر إلا أننا نجد دور وأروقة العرض خاوية على عروشها، مع عدم إنكار حقيقة قلة هذه الفضاءات التي كانت تتمتع بها الجزائر في السابق، والتي كانت تستقطب اكبر عدد من الزائرين، إضافة إلى غياب سوق للفن التشكيلي في الجزائر، حيث اعتبر الكثير من أهل الاختصاص أن الأوصياء على الفنون الجميلة في بلادنا هم من يقتلون روح الإبداع عند الشباب ويحولون دون تطورها. كما أعاب حكار على الإعلام الجزائري، حيث تأسف في هذا الصدد على غياب اهتمام جاد لهذه الوسائل، التي تعتبر حلقة وصل بين الفنانين والجمهور، إضافة إلى دوره الكبير في التعريف بهذه الشخصيات الإبداعية وأعمالها الفنية. ولا ننسى الحديث عن اكبر مشكل يهدد ويضر بالميدان الثقافي عموما، ويتعلق بقلة او الغياب الكلي للاستثمار في هذا الميدان، حيث جاء الوقت لضرورة ترشيد رؤوس الأموال الثقافية وحسن استثمارها فيما يبني وليس فيما يرفّه، لأنّ الترفيه يكون فيما بعد تحصيل حاصل. والمشكل الذي تتخبط فيه الفنون التشكيلية مسؤولية جماعية، فلابدّ من إحداث صحوة فكرية وحركة تنويرية تجعل الطالب الذي يأتي من بعدنا والفنانين الصاعدين يكونون على ثقة في أنّ قاطرة الفنون التشكيلية تضمن لهم الوصول للنقطة الهدف.