طالبت الناشطة الحقوقية الصحراوية ورئيسة الهيئة الصّحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي، أميناتو حيدار باعتبارها ضحية من ضحايا برنامج التجسس "بيغاسوس"، بفضح كل أعمال الجوسسة التي تورط فيها الاحتلال المغربي، خاصة ضد المناضلين والحقوقيين الصحراويين، كما طالبت "بفتح تحقيق للكشف عن المتورطين في هذه الفضيحة. عبرت الناشطة الحقوقية أميناتو حيدار عن استغرابها كون الأممالمتحدة والمنظمات الدولية لم تدن هذه الفضيحة وهذه الانتهاكات التي استهدفت عددا كبيرا من الشخصيات والدّول، وذلك خلال إدلائها بشهادتها أمام اللّجنة المكلّفة بالتحقيق في قضية التجسس ببرنامج "بيغاسوس" بالبرلمان الأوروبي، حول استخدام المغرب لهذا البرنامج المنتج من طرف شركة صهيونية. وأبرزت حيدار، والتي كانت أول متدخلة خلال الجلسة العلنية للبرلمان الأوروبي، تفاصيل جريمة الاحتلال المغربي بحقها وحق العديد من المناضلين والحقوقيين والصحفيين، مشيرة إلى أنها تعرضت لتجسس عبر هذا البرنامج. وذكرت أيضا أنها تعرضت لكل أشكال الاضطهاد من طرف سلطات الاحتلال المغربي، قائلة: "الاحتلال قام بتعذيبي وحبسي تعسفيا وطردني من عملي سنة 2005، وفي شهر نوفمبر 2009 تعرض أطفالي أيضا للتعسف"، وأضافت أن التضييق عليها استمر حتى بعد إخلاء سبيلها، حيث استمر التهديد والمراقبة وممارسات التعسف ضدها. وقالت حيدار إن الاحتلال المغربي كان يستخدم معلوماتها الشخصية لاستهدافها، عبر التجسس على هاتفيها وبريدها الالكتروني باستخدام برنامج التجسس الصهيوني "بيغاسوس"، وقالت في هذا الصدد: "تلقيت رسالة تحذير من طرف شركة "آبل" التي أبلغت منظمات حقوقية دولية بهذه الفضيحة". «أمينستي" تفضح المغرب وبعد الشروع في تحليل معطيات الهاتف من طرف مخبر الأمن الرقمي لمنظمة العفو الدولية "أمنيستي"، اتهمت هذه الأخيرة مصالح الاستخبارات المغربية بالتجسس، وهذا بعد أشهر قليلة من الكشف عن واحدة من أكبر قضايا التجسس في العالم، وأشارت - في السياق - إلى أن "هذه المنظمة اتصلت بالمغرب وبالشركة الصهيونية، إلا أن المغرب قام بالتهجم ضد شخصي وضد منظمة العفو الدولية". وواصلت حيدار تقول: "بسبب هذا البرنامج، تغيرت حياتي، خاصة وانه يمكن تشغيل الكاميرا والميكرفون عن بعد"، وأضافت: "لم أعد أحس بالأمان عند التحدث مع أقربائي، كما تأثر عملي في الخارج عند التواصل مع المناضلين والمواطنين الصحراويين". وكانت نائبة مدير برنامج التكنولوجيا في العفو الدولية، دانا إنغلتون، قد أكدت أن أميناتو حيدار استهدفت ببرنامج التجسس بيغاسوس، وهو ما اعتبرته "دليلا آخر على أن شركات مثل مجموعة "إن إس أو" (الصهيونية) التي طورت برنامج بيغاسوس، ستستمر في تسهيل ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان ما لم يتم تنظيمها بشكل صحيح". وتم اتهام المغرب في صيف 2021، باستعمال برنامج صممته شركة الكيان الصهيوني "إن إس أو"، وذلك بعد تحريات مكثفة أجرتها هيئة مشكلة من 17 وسيلة إعلامية دولية على أساس البيانات التي حصلت عليها منظمة "فوربيدن ستوريز" ومنظمة العفو الدولية. ويسمح برنامج بيغاسوس، بمجرد تثبيته في الهاتف المحمول، بالتجسس على مستخدم الجهاز من خلال استغلال رسائله أو بياناته أو تنشيط الجهاز عن بعد لغرض التقاط الصوت أو الصورة. ويأتي استقبال البرلمان الاوروبي للحقوقية أميناتو حيدار بعد ادانته للمغرب في 9 جانفي الماضي، لانتهاكه حقوق الانسان وحرية التعبير والصحافة، وأيضا أياما قليلة بعد استقباله الناشطة الحقوقية سلطانة خيا للحديث عن أزمة حقوق الانسان في الجزء المحتل من الأراضي الصحراوية.