ينتظر سكان قرية اولاد صابر ببلدية دلس شرق بومرداس والقرى والمجاورة لها بفارغ الصبر عملية الافتتاح الرسمي للمدرسة القرآنية الجديدة احمد حماني التي انتهت بها الأشغال منذ سنة تقريبا، لكنها حاليا مغلقة بسبب مشكل التأطير الاداري والبيداغوجي للإشراف على التسيير، وتزويدها بالتجهيزات والوسائل الضرورية من قبل مديرية الشؤون الدينية والأوقاف تحضيرا لانطلاق الموسم الدراسي الجديد للتعليم القرآني شهر اكتوبر القادم. تعتبر المدرسة القرآنية الجديدة احمد حماني الواقعة بقرية اولاد صابر ببلدية دلس من أهم المكاسب التي تدعّم بها قطاع الشؤون الدينية بولاية بومرداس والمنطقة التي تفتقد لمثل هذه المؤسسات التعليمية النموذجية في التلقين وتحفيظ القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف وعلوم اللغة العربية لمختلف الفئات العمرية، خصوصا الأطفال المحرومين من هذا الحق واقتصار التعليم على بعض المساجد والجمعيات التي فتحت قاعات لحفظ القرآن لكنها ليست متاحة للجميع بسبب الظروف المادية للعائلات من ناحية وبعدها بالنسبة لقاطني القرى. وناشد سكان القرية والأولياء مدير الشؤون الدينية، ووالي الولاية عبر منبر جريدة «الشعب»، من أجل التدخّل وتقديم التسهيلات والتكفل بالنقائص التي تعاني منها المدرسة حاليا وحالت دون تدشينها أمام الطلبة والراغبين في التكوين وحفظ القرآن الكريم على رأسها مشكل التأطير الاداري والبيداغوجي، حيث يطالب الأهالي «بضرورة تعيين مسيرين وطاقم اداري للتكفل بعملية التسيير والقيام بكل ما يحتاج إليه هذا الصرح الديني من أعمال صيانة ونظافة والاشراف على المكتبة، مع تعيين أئمة مدرسين للقيام بمهمة التدريس والتكوين وغيرها من الأساسيات الأخرى التي تتطلبها مثل هذه المؤسسات من أجل أداء رسالتها النبيلة وتحقيق أهدافها في التربية والتعليم وتخريج حفظة لكتاب الله». مع الاشارة أن المدرسة القرآنية التي تجسّدت اليوم بفضل الإرادة القوية للمواطنين وعزيمة الخيرين والمحسنين، تمثل تحفة معمارية بشكلها الهندسي الجميل الذي يعكس فن العمارة الاسلامية، حيث تتكون من طابقين، ومدخل أرضي يحتوي على مكتبة وقاعة استقبال، طابق أول مخصص لعملية التدريس ويشمل قاعتين للكبار وقاعتين للصغار ومكاتب إدارية، أما الطابق الثاني فيحتوي على مسكنين وظيفيين للأمام المدرس ومسير المدرسة، لكنها لحدّ الساعة يقيت هيكل بلا روح وبدون تجهيزات وتأثيث لمباشرة عملية التدريس. وقد ظل هذا المشروع حلما يراود سكان قرية أولاد صابر منذ عقود من الزمن للحفاظ على تقاليد تحفيظ القرآن ومبادئ اللغة العربية لأبنائها التي كانت تتمّ بمسجد القرية وبطرق بسيطة وتقليدية في حلقات على الحصائر واللوحات، حيث لا تزال الذاكرة الجماعية للأجيال السابقة تحتفظ بالكثير من الاسماء والشيوخ الذين مروا على منبر المسجد القديم الذي أخذ مكانه اليوم هذا الصرح الديني والفكري من أبرزهم الشيخ الإمام الراحل الحاج علي قاموم الذي تتلمذ على يديه الكثير من أبناء المنطقة وقبله عدة مشايخ من حضيرة تيزغوين، وهي العزيمة التي تعتلي جيل اليوم من أجل تجديد العهد مع المشايخ الرواد الذين أخلصوا لله في عملهم وفي تربية النشأ والحفاظ على الهوية الوطنية رغم الظروف الاجتماعية الصعبة، خاصة خلال الفترة الاستعمارية حيث كانت القرية معقلا لمجاهدي ثورة التحرير.