أرجع رئيس المعارضة الصهيونية يائير لبيد، توتر الأوضاع بالمسجد الأقصى، إلى عدم تحمل حكومة بنيامين نتنياهو المسؤولية، متّهما وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير بمحاولة إشعال الشرق الأوسط. جاء التصريح في لقاء بثّته الإذاعة الصهيونية العامة صباح أمس الأحد، على خلفية تزايد التوترات بالمسجد الأقصى خلال الأيام الأخيرة في ظل اقتحامه لمرات من قبل قوات الشرطة الصهيونية التي يتولى العنصري "بن غفير" توجيهها بموجب صلاحيات منصبه. وأرجع لبيد عنف الشرطة الشديد مع المعتكفين بالأقصى: "إلى عدم مسؤولية الحكومة، وقال: "هذا ما يحدث عندما تعْهد بالمكان إلى أكثر الرجال تطرفا في الدولة"، وأضاف إن بن غفير "مهرج التيك توك يريد فقط أن يشعل الشرق الأوسط". في السياق، سادت أمس أجواء من التوتر أرجاء المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، بعد اقتحام عشرات المستوطنين ساحاته وسط حماية الشرطة الصهيونية، ووسط تكبيرات الفلسطينيين الذين واجهوا استباحة بيت الله بترديد "الله أكبر"، و«بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، وبالطرق على الأبواب الخشبية الضخمة للمصلى القبلي. وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، بأنّ عشرات المستوطنين اقتحموا ساحات المسجد الأقصى المبارك، على مجموعات، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية كما أدوا طقوسا تلمودية، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن قوات الاحتلال الصهيوني حولت باحات المسجد إلى ثكنة عسكرية، ونصبت الحواجز داخل أسوار البلدة القديمة، لتأمين اقتحامات المستوطنين لساحات الحرم في اليوم الرابع من عيد "الفصح اليهودي". وأضافت أنّ قوات الاحتلال منعت الشبان الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى وأخرجتهم باتجاه باب الأسباط، في وقت قام فيه عناصر من "حرس الحدود" بالاعتداء على آخرين. ورغم تضييق الاحتلال ومنع الشبان من دخول الأقصى، حضر عشرات المرابطين والمرابطات في ساحات الحرم القدسي الشريف. وتعرّض المسجد الأقصى، خلال الأيام الماضية، لاعتداءات من قبل قوات الاحتلال استهدفت المصلين والمعتكفين داخل المصلي القبلي، بالأعيرة المطاطية وقنابل الصوت والغاز، واعتقلت المئات وألحقت أضرارا فادحة في محتويات المصلى وعيادة المسجد. وجرى تداول مقاطع فيديو لقوات الاحتلال وهي تعتدي بالضرب على المصلين والمعتكفين داخل المسجد. غلق المسجد "الإبراهيمي" بالخليل هذا، وأغلق الجيش الصهيوني، أمس، ولمدة يومين المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل أمام المصلين، وفتحه للمستوطنين الصهاينة. وقال مدير المسجد غسان الرجبي: "أغلقت قوات الاحتلال المسجد الإبراهيمي ومنعت دخول المصلين، وفي المقابل فتحته للمستوطنين". من جهته، قال الناشط الفلسطيني عارف جابر، إن "الجيش الصهيوني بدأ صباح الأحد، في نشر حواجز عسكرية في محيط المسجد، وتشديد إجراءاته على السكان الفلسطينيين". ويقع المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من مدينة الخليل الخاضعة للسيطرة الصهيونية، ويسكنها نحو 400 مستوطن يحرسهم حوالي 1500 عسكري صهيوني. ومنذ عام 1994، قسم الصهاينة المسجد بواقع 63 بالمائة لليهود، و37 بالمائة للمسلمين، عقب مذبحة ارتكبها مستوطن أسفرت عن استشهاد 29 مصليا. تحذير أردني من ناحية ثانية، رفض الأردن تسلُّم رسالة رسمية من الكيان الصهيوني تطالب بالضغط على الأوقاف الإسلامية لإخراج المعتكفين من المسجد الاقصى. وهذه هي المرة الأولى التي تطلب فيها دولة الاحتلال الصهيوني علنا من الأردن إخراج معتكفين من المسجد الأقصى. وحذّرت وزارة الخارجية الأردنية من "التبعات الكارثية" لاستمرار الصهاينة في خرق الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك، وانتهاكاتها لحرمة الأماكن المقدسة وحق المسلمين في أداء شعائرهم الدينية في هذا الشهر الفضيل. وقالت - في تصريح - إنّ حكومة الاحتلال تتحمل مسؤولية التصعيد في القدس، وفي جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومسؤولية التدهور الذي سيتفاقم إن لم توقف اقتحاماتها للمسجد الأقصى المبارك. إجراءات عسكرية في الأغوار وفي الأغوار، شددت قوات الاحتلال الصهيوني، من إجراءاتها العسكرية. كما حفرت خندقا في سهل البقيعة شرق قرية عاطوف، ووضعت بوابة حديدية على الطريق الواصل إلى الرأس الأحمر وأغلقتها، لمنع تنقل المواطنين. وذكرت "وفا" أنّ قوات الاحتلال أغلقت الطريق الواصل بين خربة ابزيق وقرية بردلة بالأغوار الشمالية بالمكعبات الإسمنتية، كما أحضرت مزيدا من هذه المكعبات إلى حاجز تياسير العسكري، كذلك شددت من إجراءاتها الأمنية على حاجز الحمرا. وأغلقت قوات الاحتلال الحاجزين المذكورين كليا على فترات متقطعة منذ الجمعة الماضي، عقب مقتل مستوطنتين وإصابة ثالثة بإطلاق نار في الأغوار شمال شرق الضفة الغربيةالمحتلة. دعم أمريكي للصّهاينة على صعيد آخر، أكّد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن لنظيره الصهيوني يوآف غالانت دعم واشنطن لأمن الكيان، وحثّه على عدم اتخاذ إجراءات تفاقم التوتر. وقالت وزارة الدفاع الصهيونية - في بيان - إنّ غالانت أطلع نظيره الأميركي على ما وصفته بالهجمات التي تعرض لها الكيان الصهيوني مؤخرا، وشملت إطلاق صواريخ وقذائف صاروخية من غزة ولبنان، وإنه استعرض لأوستن "جهود كيانه لحماية مواطنيه".