أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، أن اختيار نواكشوط أول عاصمة يزورها منذ تعيينه على رأس الدبلوماسية الجزائرية، يدل على قوة العلاقات بين الجزائروموريتانيا وعلى الرغبة القوية التي تحدو رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، في الارتقاء بها «إلى أسمى المراتب». أوضح عطاف، في حوار للوكالة الموريتانية للأنباء، عقب استقباله الثلاثاء من قبل الرئيس الموريتاني، أنه اغتنم هذه الفرصة ليعرض على الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، «تصورات أخيه عبد المجيد تبون الذي كما تعلمون يرأس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة». ومن هذا المنطلق، أبرز أنه «تم التطرق إلى أهم القضايا التي تهم بلدينا في ظل الظرفية الدقيقة والحساسة التي تشهدها منطقتنا العربية وخاصة الأوضاع في فلسطين والسودان، وكذا الوضع الدولي المتسارع والمحمل بالمخاطر والتهديدات. هذه القضايا وغيرها تستدعي مزيدا من التنسيق البيني بالنظر لما تفرضه من تحديات». ولفت عطاف إلى أن هذه الزيارة تأتي «تكريسا لسنة التشاور والتنسيق المتواصلين بين بلدينا» وخاصة منذ زيارة الدولة التي أداها الرئيس ولد الشيخ الغزواني، إلى الجزائر في ديسمبر 2021، وما تمخضت عنه هذه الزيارة الناجحة من «نتائج هامة» كللت محادثاته «المثمرة» مع الرئيس تبون. وأضاف عطاف أن زيارة الرئيس الموريتاني إلى الجزائر «دشنت بالفعل مرحلة جديدة في بناء علاقات استراتيجية بين الجزائروموريتانيا تشمل قطاعات ومشاريع حيوية» على غرار مشروع إنجاز الطريق الرابط بين مدينتي تندوف وازويرات الموريتانية، مشيرا إلى أن الدراسات التقنية الميدانية الخاصة بهذا المشروع انطلقت نهاية شهر مارس الفارط حيث «وفر البلدان كل الشروط والوسائل المادية والتقنية والبشرية والمالية لنجاح هذه المرحلة، ومن المنتظر أن تنطلق أشغال الإنجاز فور استكمال الدراسات التقنية المعمقة اللازمة». كما كان اللقاء الذي جمع بين السيدين ولد الشيخ الغزواني وعطاف فرصة، يقول هذا الأخير، «للتطرق إلى ضرورة تنويع التعاون وتوسيعه إلى كافة المجالات على ضوء نتائج الدورة التاسعة عشر للجنة المشتركة الكبرى التي انعقدت في نواكشوط شهر سبتمبر الماضي»، موضحا أن نتائج الدورة ساهمت في تعزيز التعاون الثنائي في عدة قطاعات هامة مثل التعليم العالي والتكوين المهني والطاقة والتجارة والصيد البحري والنقل والصحة. وجدد عطاف تأكيد «استعداد الجزائر لدعم جهود الحكومة الموريتانية للرفع من تأهيل العامل البشري وتكوين الشباب في التخصصات التي يحتاجها سوق العمل وفي الميادين ذات الأولوية بالنسبة لخطط التنمية في موريتانيا». استقبله رئيس المجلس التشريعي الانتقالي المالي..عطاف: الجزائر وبلدان الساحل يتقاسمون نفس التقييم حول العلاقات الثنائية استقبل وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف أمس الاربعاء، من قبل رئيس المجلس التشريعي الانتقالي المالي، العقيد مالك دياو، وذلك في إطار زيارة العمل التي يقوم بها الى باماكو بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، حسب ما أفاد بيان للوزارة. وأضاف المصدر أن المحادثات، التي جرت بحضور مجموعة من النواب الماليين الأعضاء في المجلس، تمحورت حول العلاقات الثنائية وآفاق تعزيزها، لاسيما في المجال البرلماني عبر تنصيب مجموعة الصداقة البرلمانية، وتكثيف التبادلات والزيارات بين المؤسستين التشريعيتين على مختلف المستويات، «للمساهمة كرافد هام في استكشاف وتحقيق الآفاق الواعدة للعلاقات الجزائرية - المالية». كما تناول الطرفان «دور المجلس الانتقالي في تجسيد الاستحقاقات الوطنية المالية ذات الصلة بتسيير المرحلة الانتقالية الحالية، فضلا عن التطورات المتعلقة بتنفيذ اتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر، وكذا الحالة السائدة على الصعيد الإقليمي ودور لجنة الأركان العملياتية المشتركة (CEMOC) في مواجهة التهديدات التي يشكلها انتشار آفتي الإرهاب والجريمة الدولية المنظمة في المنطقة». وأكد أعطاف، الثلاثاء بباماكو، حيث يقوم بزيارة عمل بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، ان الجزائر و بلدان الساحل يتقاسمون نفس التقييم حول «كثافة العلاقات الثنائية».مشيرا للتلفزيون المالي، عقب لقاء جمعه بنظيره المالي، عبد اللاي ديوب، ان «كل ما يمكنني قوله بعد محادثاتي الاولية، هو اننا نتقاسم نفس التقييم حول كثافة العلاقات الثنائية وحول مشاريع التعاون الكبرى التي يتم التخطيط لها حاليا او هي قيد التنفيذ». كما أشار الوزير، الى ان زيارته الى المنطقة لم تمليها فقط الوضعية الأمنية في الساحل التي تشكل «مصدر قلق كبير لمجموع بلدان هذه المنطقة، بما في ذلك الجزائر»، و انما أيضا لكثافة العلاقات الثنائية. و تابع السيد عطاف قوله، انه «ليس هناك فقط الوضعية الأمنية السائدة في هذه المنطقة، بل ان هناك أيضا كثافة العلاقات الثنائية القائمة بين الجزائر و بلدان هذه المنطقة»، مضيفا انه كان في موريتانيا وان وجهته القادمة ستكون النيجر.