تجميد مؤقت لإنتاج الفحم.. 387 برج مراقبة و544 فرقة متنقلة تسخير 22 طائرة هيلوكوبتر في عمليات الاستطلاع والاجلاء سخرت الدولة، إمكانيات بشرية ومادية ضخمة، للتصدي لحرائق الغابات هذه السنة، ووضعت إستراتيجية جديدة من أجل تفادي كوارث السنة الماضية، تعتمد على الإجراءات الوقائية الاستباقية، والتدخلات السريعة باستخدام عتاد وأجهزة متطورة، من بينها 6 طائرات قاذفة للمياه تم استئجارها من أمريكا الجنوبية، قال وزير الداخلية «ستصل الجزائر الأسابيع القادمة» في حين ستتسلم الجزائر الطائرة الأولى المصنعة في روسيا شهر جوان الداخل، إضافة إلى تسخير 10 مروحيات تابعة للحماية المدنية والجيش الوطني الشعبي. أعلن وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ابراهيم مراد، أمس، خلال اشرافه على تنصيب اللجنة الوطنية لحماية الغابات 2023، رفقة وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الحفيظ هني، مباشرة إجراءات استئجار 6 طائرات قاذفة للمياه مرفقة بطاقم فني للملاحة الجوية، ذات سعة 3000 لتر، من الشركة الشيلية air tractor، خلال شركة tassil travail aérien، والتي يتوقع وصولها أرض الوطن ابتداء من 15 جوان 2023، حيث سيتم توزيعها حسب الحاجة على مطارات كل من عنابة، بجاية والشلف. وأضاف مراد، أنه إلى جانب هذا العتاد، أبدت مصالح قيادة الدرك الوطني جاهزيتها هذه السنة لمرافقة القطاع من خلال تسخير 22 طائرة هيلوكوبتر تابعة لها في عمليات الاستطلاع والاجلاء. أما بخصوص عملية اقتناء الطائرات القاذفة للمياه، فاوضح الوزير مراد، أن مصالح وزارة الدفاع الوطني باشرت إجراءات اقتناء 4 طائرات روسية الصنع، من نوع Beriev، بسعة 12000 لتر، ذات خاصية مهمة خلافا للأنواع الأخرى من الطائرات حيث يمكنها التزود من مياه البحر، والتي يفترض تسليم الطائرة الأولى منها شهر جوان الداخل، مرجعا تأخر تسليمها الى النزاع القائم في اوكرانيا. إضافة إلى تلك الوسائل، كشف وزير الداخلية عن الشروع في تطوير طائرات بدون طيار «درون» جزائرية الصنع، من خلال المبادرة التي اطلقتها المندوبية الوطنية الأخطار الكبرى، بالشرلكة مع المركز الوطني التكنولوجيات الصناعية، لإنتاج اول نموذج في غضون 2023. ولأن أسباب الحرائق مصدرها غير طبيعي، وهي مفتعلة بفعل الانسان إما اراديا أو لا إراديا، مثلما ذكر وزير الداخلية، فقد تقرر التجميد المؤقت لإنتاج مادة الفحم، لما تشكله من مخاطر على مستوى المساحات الغابية. وأكد مراد ضرورة الانتقال من الخطاب التوعوي إلى الخطاب الردعي، وتشديد العقوبات على كل من تسول له نفسه المساس بالثروة الغابية، حتى لا نشهد الخسائر المهولة التي سجلت السنة الماضية، حيث تم اتلاف أكثر من 28 ألف هكتار من المساحة الغابية، وهلاك 150 شخص، وخسائر بقيمة 17 مليار دينار شملت الثروة الزراعية والحيوانية والسكنات. بدوره وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الحفيظ هني، أعلن عن وضع إستراتيجية جديدة للوقاية ومكافحة حرائق الغابات من أجل ضمان التنسيق الفعال بين كافة الهيئات الرسمية من ناحية، ومن ناحية أخرى، إشراك المجتمع المدني بطريقة منظمة وكذلك السكان القريبين من محيط الغابات من خلال خطة عمل متعددة القطاعات. وأوضح هني أن هذه الإستراتيجية تتضمن تحسين المعرفة والتوعية بمخاطر حرائق الغابات تحسين فعالية التدخل الأولي. ويرتكز نظام الوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها لهذا العام 2023 المحضّر من قبل وزارة الفلاحة التنمية الريفية من خلال المديرية العامة للغابات، عبر الولايات 40 المعنية بمكافحة حرائق الغابات، على أسس وقائية، تتمثل في تهيئة وصيانة الخنادق المضادة للحريق من قبل إدارة الغابات، تهيئة صيانة الخنادق تحت خطوط الضغط العالي من خلال مجمع سونلغاز، تهيئة وصيانة حواف السكك الحديدية التي تعبر الغابات أو بالقرب منها، تهيئة وصيانة نقاط المياه. وفي هذا السياق نوه هني بالمجهودات الجبارة التي بذلتها تبذلها الدولة، من خلال البرامج المسطرة لفائدة قطاع الغابات والتي خصّت 37 عمليّة بحجم مالي اجمالي يفوق 12 مليار دج، شملت رفع التجميد عن عمليات تهيئة وفتح المسالك الغابية والأشغال الحراجية وخطوط عوازل النار ومراكز المراقبة ونقاط المياه، مع العلم أن البرنامج التكميلي يخص أساسا عمليات تهيئة وفتح المسالك الغابية وخطوط عوازل النار ومراكز المراقبة ونقاط المياه، والبرنامج الجديد يخصّ إقتناء شاحنات مصهرجة من نوع . CCFFL. ألبسة خاصة عازلة للنيران. وفي إطار تنفيذ حملة الوقاية من حرائق الغابات لسنة 2023، كشف وزير الفلاحة عن تنصيب 40 لجنة عملياتية للولاية لتنسيق العمليات وتعبئة وسائل المكافحة؛ 468 لجنة عملياتية للدوائر تتولى تنسيق عمليات المكافحة على مستوى كل دائرة، 1336 لجنة عملياتية للبلديات، دورها تنسيق إجراءات الرقابة على مستوى البلديات من خلال تعبئة الوسائل اللازمة، و2.672 لجنة من لجان السكان تلعب دورا مهما في منع حرائق الغابات، وزيادة الوعي، والتنبيه والاستجابة الأوليّة لأي اندلاع للحرائق. أما على الصعيد العملياتي، فقد وضعت إدارة الغابات جهاز عملياتي متكون من 387 برج مراقبة، 544 فرقة متنقلة، 42 شاحنة صهريج للتزويد بالميا، 3.523 نقطة مياه، 748 ورشة عمل بتعداد 8294 عون قابلة للتجنيد في حالة الضرورة القصوى. وفي نفس السياق، مكنت السلطات العمومية قطاع الغابات من اقتناء وسائل جديدة للوقاية والتدخل، حيث تحصلت إدارة الغابات هذه السنة على 80 شاحنة من الوزن الخفيف المخصصة لمكافحة حرائق الغابات مما يرفع عددها إلى 324 شاحنة، مما يسمح بتدعيم الأرتال المتحركة. في إطار العمل التوعوي، والتحسيسي والإعلامي تم بالنسبة لهذه الحملة، تطوير خطة إعلام إتصال، تحت شعار «حماية الغابات مسؤوليتنا جميعا «، لمخاطبة وعي كل المواطنين على أهمية دور الجميع في الحفاظ على الموروث الغابي الوطني، وذلك بالإتصال مع كافة الجهات من المجتمع المدني، جمعيات، وسائل الإعلام وغيرها من الفاعلين من مختلف القطاعات.