احتفالا بالذكرى ال28 لتأسيس المحافظة السامية للأمازيغية، نزل أمينها العام، سي الهاشمي عصاد، أمس السبت، ضيفا على جامعة «أبو بكر بلقايد» بتلمسان. وبهذه المناسبة، أكد عصاد أن الأمن الهوياتي هو الصمام الأمان للوحدة الوطنية والسلامة الترابية، وأن اللغة الأمازيغية تعدّ إحدى العناصر المهمة في تعزيز التماسك الاجتماعي، خاصة وأنها تسهم في ترسيخ الانتماء الوطني والثقافي للأمة الجزائرية. حين نزوله ضيفا على جامعة «أبو بكر بلقايد» بتلمسان، قدم سي الهاشمي عصاد، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، عرضا عن 28 سنة من العمل الميداني لهذه الأخيرة (باعتبارها هيئة رئاسية تأسست بموجب مرسوم رئاسي في 27 ماي 1995) كان هدفها «تجسيد المهام المؤسساتية الرامية إلى تعزيز مكانة اللغة والثقافة الأمازيغية في الجزائر، والرؤية المستقبلية للمحافظة من أجل تحصين الهوية الوطنية بأبعادها الثلاثة. وكان هذا الموعد سانحة للتعريف بالإصدار المشترك بين المحافظة وجامعة «أبو بكر بلقايد»، والذي يتضمن أشغال الملتقى الوطني «الأمازيغية في ظل مقومات الأمة، الأمن الهوياتي، السلامة الترابية والوحدة الوطنية»، المنظم فيفري الماضي بتلمسان بمناسبة الاحتفال المزدوج باليوم الدولي للغة الأم وأسبوع اللغات الإفريقية، وهي ذات المناسبة التي عرفت إمضاء اتفاقية الشراكة والتعاون بين المحافظة وذات الجامعة. كما قدم فتحي أوهيب محاضرة تحت عنوان «ترقية الأمازيغية في الجزائر كآلية لترسيخ الأمن الهوياتي». وفي كلمته، أكد عصاد اختيار عنوان عريض لهذا اللقاء ذي صلة بالأمن الهوياتي «كمحور استراتيجي وهام يحظى بالاهتمام الواسع لدى مؤسسات الدولة لما له من دور في تعزيز الوعي الوطني بين المواطنين، وتشجيعهم للحفاظ على قيم وتقاليد المجتمع الوطني، فالأمن الهوياتي هو صمام الأمان للوحدة الوطنية والسلامة الترابية»، يقول عصاد، مضيفا: «الكل يعلم اليوم أن الهوية الوطنية مسألة حساسة وسيادية، فهي تتعرض لتهديدات خارجية متعددة، منها التأثيرات الثقافية والاجتماعية للدول الأخرى، والتي يمكن أن تقوض استقرار الدولة، وتؤثر على القيم والتقاليد والعادات في المجتمع، وعليه أصبح لزاما علينا جميعا باليقظة والاستباق لمحاربة أي مساس من شأنه خلق اللاستقرار»، كما أن «للهوية الوطنية تحديات حالية وهي ثقافية ولغوية، وتعد اللغة الأمازيغية إحدى العناصر المهمة لتعزيز التماسك الاجتماعي في المجتمع، حيث تسهم في ترسيخ الانتماء الوطني والثقافي للأمة الجزائرية». وخصّ عصاد بالذكر جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية، وهي «أسمى تقليد في الدولة تُخصص للغة الأمازيغية في الجزائر، وتهدف إلى تشجيع البحث والإبداع بمردوده النوعي الهادف إلى إثراء اللغة الأمازيغية والإسهام في نشرها وترقيتها». وفي هذا السياق، أكد عصاد أن «الدولة الجزائرية لم تدخر أي جهد في سبيل ترقية وتطوير اللغة والثقافة الأمازيغية، بتوفيرها للنصوص القانونية اللازمة لذلك، ويبقى الدور الآن على النخبة من أهل الاختصاص (...) لتجسيد سياسة لسانية وطنية مبنية على أسس علمية على أرض الواقع».