دعت المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدةالأمريكية، بصفتهما ميسّرين لاتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد، والترتيبات الإنسانية في السودان، القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع، إلى مواصلة النقاش للتوصل إلى اتفاق بشأن تمديد وقف إطلاق النار الذي سينتهي صباح اليوم. وقالت الرياض وواشنطن في بيان: «بما أن الاتفاق ليس كاملاً، إلا أن التمديد سيسهل إيصال المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الشعب السوداني". وأضاف البيان: "في ظل عدم وجود اتفاق لتمديد وقف إطلاق النار الحالي، يظل من واجب الطرفين التقيد بالتزامهما بموجب وقف إطلاق النار قصير الأمد وإعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان". من ناحية ثانية، أعلنت نقابة أطباء السودان، أمس، ارتفاع عدد القتلى في صفوف المدنيين إلى 866، جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" منذ منتصف أفريل الماضي. وقالت النقابة: "منذ بدء الاشتباكات ارتفع عدد الوفيات بين المدنيين إلى 866 حالة، فيما وصل عدد الإصابات إلى 3721". وأفادت النقابة، أن "عددا من الوفيات والإصابات لم يتم حصرها بعد وذلك لعدم التمكن من الوصول إلى المستشفيات، وصعوبة التنقل والوضع الأمني في البلاد". ومساء 22 ماي الجاري، بدأ سريان اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في السودان بموازاة استمرار محادثات بين طرفي النزاع بالسعودية في محاولة للتوصل إلى وقف دائم للقتال وحل سلمي للنزاع المسلح المتواصل في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى. ومنذ 15 أفريل الماضي، تشهد السودان اشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي". أزمة صحيّة من جهة أخرى، قال وزير الصحة السوداني هيثم محمد، إن 3 ولايات سودانية (هي الخرطوم وجنوب ووسط دارفور) تعاني من أزمة في الخدمات الصحية. وأشار إلى أن 30 مستشفى بولاية الخرطوم تعجز عن تقديم الخدمات نتيجة وجود قوات الدعم السريع داخلها، بالإضافة إلى عدد من المستشفيات المركزية. هذا، وأفادت وكالات الإغاثة أن المواطنين الباقين في الخرطوم يعانون من انهيار الخدمات مثل الكهرباء والمياه وشبكات الاتصالات. وبحسب ما ذكرت وكالات إغاثة، مازال من الصعب الحصول على الموافقات الحكومية والضمانات الأمنية لنقل المساعدات والموظفين الموجودين في مناطق أكثر أماناً في البلاد إلى الخرطوم وغيرها من المناطق المضطربة على الرغم من الهدنة. وبيّن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة على تويتر، أنه كان قد بدأ في تقديم مساعدات غذائية لمن هم في الخرطوم، لكن يلزم توفير السلامة والأمن وإمكانية الدخول إلى المناطق لزيادة الدعم ل500 ألف شخص. ودعا رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إلى وقف فوري لإطلاق النار بين طرفي الصراع الدائر في السودان لتهيئة الظروف الملائمة لوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة من النزاع. وقال فيليبو غراندي، إن وكالات الإغاثة الإنسانية مستعدة الآن لتقديم المساعدة للشعب السوداني، لكن الحل الحقيقي يكمن في أيدي طرفي الصراع. كما حث الجانبين على العمل لصالح البلد والشعب، في محاولة للتخفيف من الكارثة الإنسانية الناجمة عن النزاع. في غضون ذلك، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أنه يشعر بالصدمة إزاء طلب قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، استبدال المبعوث الأممي للسودان فولكر بيرتس. وقال في تغريدة نشرها المتحدث باسم الأممالمتحدة، ستيفان دوجاريك، على «تويتر»، إنه فخور بالعمل الذي قام به ممثله الخاص في السودان، مؤكداً «ثقته الكاملة به»، رافضاً بذلك طلب البرهان. هذا، وشدد مجلس السلم والأمن الإفريقي على ضرورة التوصل إلى وقف شامل ومستدام لإطلاق النار في السودان، مضيفاً أن الحفاظ على وحدة أراضيه وتماسك مؤسساته، ستكون له "نتائج إيجابية ليس فقط على الشعب السوداني، ولكن على الأطراف الإقليمية كافة".