الجزائر الجديدة تحت قيادة الرئيس تبون تعمل رفقة رؤية متبصرة لأجل تعزيز التعاون الإفريقي إفريقيا.. القارة الأكثر تضررا من تبعات ومخلفات الاستعمار أشرف وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أمس، على افتتاح الملتقى الدولي الموسوم»من أجل إفريقيا أمنة وخالية من الألغام: الجزائر تجربة رائدة في مكافحة الألغام المضادة للأفراد»، بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، بحضور الأمين العام التنفيذي للجنة الوزارية المشتركة المكلفة بمتابعة تنفيذ اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد وممثل الجمعية الوطنية لضحايا الألغام وضحايا الألغام. أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، أن الجزائر تبنت منذ استقلالها سياسة وطنية واعية تعنى بالتكفل الاجتماعي والصحي والنفسي بضحايا الألغام المضادة للأفراد من خلال إصدار العديد من النصوص القانونية والتنظيمية الخاصة بحماية وترقية الضحايا وذوي حقوقهم من الأرامل والأبناء والأصول. وأوضح الوزير أن هذه النصوص منحت لضحايا الألغام الحق في الاستفادة من معاش أي منحة، حيث يستفيدون من التأمين الاجتماعي والحق في التزويد بأجهزة العطب واللوازم الملائمة للعاهة المتولدة من الإصابة بالألغام بصفة مجانية على مستوى المؤسسات العمومية التابعة للدولة على غرار المركز الوطني لتجهيز معطوبي وضحايا ثورة التحرير وذوي الحقوق بملحقاته الستة على المستوى الوطني. وأكد الوزير، أن هذا المركز النموذجي مجهز بأحدث المعدات ذات المقاييس الدولية يوفر خدمات مجانية لفائدة ضحايا الألغام المتفجرة تتمثل في صناعة وتركيب وتصليح الأعضاء الاصطناعية من الأحذية الطبية ولواحقها وأجهزة العطب بما فيها المساعدة على المشي وكراسي متحركة، ودراجات عصي ركائز، ناهيك عن التأهيل الوظيفي والعلاج الطبيعي والفيزيائي والبدائل السمعية. وجدد ربيقة، تأكيده أن الجزائر عازمة على إنهاء المعاناة والإصابات الناتجة عن الألغام المضادة للأفراد، التي تقتل أو تشوه الأبرياء والمدنيين العزل وبخاصة الأطفال وتعيق التنمية الاقتصادية والتعمير. وأشار إلى الاهتمام الذي توليه الجزائر للنشاطات والفعاليات الهادفة إلى تعزيز مبادئ الإنسانية وترسيخ القيم السامية، الهادفة لإحلال الأمن والسلام العالميين. وقال ربيقة: «إن الجزائر الجديدة بحكم ماضيها التاريخي وعمقها الحضاري وبعدها الإستراتيجي المرتبط بالقارة الإفريقية، تعمل اليوم جاهدة رفقة رؤية متبصرة لأجل تعزيز التعاون الإفريقي في كافة المجالات ما من شأنه دفع عجلة التنمية وتفعيل العمل الإفريقي المشترك، وهو ما أكد عليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في عديد المناسبات». وأضاف:» نستحضر بهذه المناسبة معاناة ضحايا الألغام المضادة للأفراد المتضررين من ملايين الألغام المزروعة في شتى بقاع العالم، فإن الجزائر تؤكد استعدادها الدائم وبذل قصارى جهودها بتجربتها الرائدة في هذا المجال.» وأكد الوزير، إن حقول الألغام المضادة للأفراد عرفت انتشارا رهيبا في العالم مازالت تمثل إحدى أبرز المعضلات، التي حصدت الملايين من أرواح الأبرياء ولازالت تقتل وتتسبب بعاهات مستديمة ومعاناة مروعة ناهيك عن التبعات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية الجسيمة وانتهاك حقوق الإنسان الأساسية في الحياة والحرية والأمن. وأبرز ربيقة، أن إفريقيا مثلت القارة الأكثر تضررا من مخلفات وتبعات أضرار الألغام، نتيجة للماضي الاستعماري وللحروب التي شهدتها، وهي اليوم تسعى جاهدة لتطهير أراضيها مدفوعة في ذلك بواجب الوفاء بالتزاماتها الدولية، وحرصا منها على تجسيد مضامين اتفاقية أوتاوا لحظر الألغام المضادة للأفراد. وأكد وزير المجاهدين، دعم الجزائر اتفاقية حظر الألغام بعد المصادقة عليها، وذكر بمشروع بلادنا منذ 1963 في تطهير ترابها من الألغام المضادة للأفراد والتكفل الصحي والاجتماعي والنفسي بضحايا الألغام بفضل الالتزام الكبير للدولة وتجنيدها لموارد وطنية هامة. وقال «هذا ما ساهم بشكل كبير في تعزيز الاتفاقية وتحقيق الأهداف، التي حددتها الدول الأطراف منذ 20 سنة». وأشاد ربيقة، بالدور الريادي لأفراد الجيش الوطني الشعبي، في تطهير المناطق الحدودية الملغمة والملوثة وإزالة بقايا المتفجرات ليستفيد المواطنين من أراضيها لتجسيد مشاريع تنموية بما يخدم الصالح العام للجزائر، وجعلها مصدرا للازدهار، بعدما كانت مناطق محرمة تحصد الأرواح وتزرع الموت.