الحرص الزائد والمراقبة المشددة تُربكان الممتحنين يعيش طلبة نهاية التعليم المتوسط والثانوي بتمنغست، أول أيام امتحان شهادة التعليم المتوسط وبداية العد العكسي لانطلاق امتحان شهادة البكالوريا المقرر الشهر الجاري، لتبدأ معه مرحلة التحضير النفسي، بعد الانتهاء من مرحلة التأهب والاستعداد الجيد للظفر والتتويج بحلم طالما راودهم في مختلف الاطوار التعليمية، فبالرغم من اختلاف الطرق والأساليب في التحضير إلا أن الغاية بالنسبة للجميع واحدة. رصدت "الشعب" آراء بعض الطلبة المقبلين على اجتياز شهادة نهاية الطور المتوسط والتعليم الثانوي، رفقة أحد المختصين من خلال تسليط الضوء على كيفية التعامل مع الامتحانات الرسمية، وما هي مفاتيح النجاح التي في نظرهم تؤهلهم لطرق أبواب الجامعة. ترى الطالبة رحاب شريفي في حديثها ل«الشعب" أن التحضير للامتحان المصيري يمر عبر خطوتين، الأولى والتي لابد منها هي الجانب النفسي بالتحضير والتهيؤ نفسيا له، وذلك بطرد الخوف والقلق والتوتر المبالغ فيه والتيقن بأنه امتحان وإن كان مهم لكنه يبقى مجرد امتحان كسابقيه من الامتحانات، كما يحبذ محاورة من له تجربة سابقة فهو الأحق بالتوجيه والنصح والتهيئة النفسية بالجلوس مع الاخصائيين النفسانيين أو أحد أفراد العائلة، دون نسيان التقرب إلى الله من خلال الدعاء والصلاة وقراءة القرآن. الجانب الثاني، تضيف المتحدثة المتمدرسة بثانوية أملال اقبال بعاصمة الأهقار، هو التحضير الفعلي التطبيقي المتمثل في المراجعة الفعالة للدروس والتطبيقات المتناولة في القسم إضافة إلى التطرق لأهم الافكار التي لوحظت في التمارين الخارجية والتي هي أكثر تداولا في مواضيع البكالوريا إضافة الى القيام بمخططات وملخصات وخرائط ذهنية بسيطة للمراجعة النهائية. كل هذا - تقول رحاب شريفي - بالتركيز وإلقاء نظرة على أبرز وأهم الملخصات الخاصة بكل مادة والشروع في حل تطبيقات ومواضيع مختلفة سواء كانت البكالوريا سابقا أو سلاسل تمارين خارجية أو مجلات أو من قنوات على منصات التواصل الاجتماعي. وعن تخوفها أضافت المتحدثة، بصراحة أكبر مخاوفي من النسيان أو سوء اختيار موضوع الإجابة أو إدارة الوقت. في نفس الصدد، يرى الطالب زياد شرقي أن خطوات النجاح في البكالوريا، تكون بالتحضير من بداية العام الدراسي سواء من حيث الجانب النفسي أو المراجعة المنتظمة السلسة لجميع المواد دون استثناء أو التركيز على مادة وترك أخرى بحجة عدم تفضيلها أو التحكم فيها، كما يجب الحرص على تفادي الإجهاد النفسي والجسدي والتوكل على الله والثقة التامة فيما يقدمه الأستاذ في القسم مع التقسيم المنتظم لأوقات المراجعة المنزلية لتثبيت المعلومات المتحصل عليها في القسم، والتركيز على المواد التي نواجه فيها صعوبات ومحاولة التخلص منها قبل الامتحان النهائي بالأخص المواد الاساسية ذات المعاملات الكبيرة. في نفس السياق يركز الطالب المتمدرس بثانوية عبد الرحمن بن رستم، على أهمية الدعم الأسري ودوره الهام، فمن العادات التي كان يحرص عليها والداه مثلما قال: "النوم المبكر والاستيقاظ باكرا والتأكد من أني أدرس المواد في الفترة المخصصة لكل واحدة". بن علي: التفوّق الدراسي يتطلب مجهودًا مضاعفًا اعتبرت لطيفة بن علي مستشارة التوجيه المدرسي المهني بثانوية أق أدغار إبراهيم بعاصمة الأهقار، الامتحانات الرسمية "البيام" والبكالوريا" امتحان "عادي" مثل باقي الامتحانات الأخرى، لما تعلمه وتحصل عليه الطالب بالرغم من طابعهما الرسمي الذي يضفي عليهما نوع من الاستثناء خاصة البكالوريا. وأكدت المختصة أن التفوق الدراسي والنجاح يتطلب مجهودا مضاعفا من الطلبة، ومن ثم التقييد بمفاتيح وخطوات ينبغي الاهتمام بها، لكونه مطلب الجميع وتحقيقه يعتبر من أولويات الأهداف عند أي طالب لذلك لابد من زيادة الجهد، لتحقيق ذلك وتحمل جميع الصعاب والعقبات والصبر للوصول للغاية المنشودة. تعتبر المتحدثة في الدردشة التي جمعتها ب "الشعب" أن "امتحان البكالوريا وإن كان امتحانا رسميا إلا أنه مجرد تدوين لما تعلمه الطلبة خلال السنة الدراسية، من معلومات لذلك لابد عليهم أن يغيروا أفكارهم السلبية عن الامتحان واستبدالها بأفكار إيجابية مع اختيار الطرق المثلى لاجتياز الامتحان دون خوف أو قلق، وذلك ما نحاول إيصاله للطلبة"، تقول المتحدثة خلال الحصص الإعلامية التي يقوم بها مستشار التوجيه والارشاد المدرسي المهني لمرافقة الطلبة ومساعدتهم على التحضير النفسي والمعرفي للامتحان من بداية العام الدراسي وتعليمهم الأساليب التي تجعلهم يتغلبون على قلق الامتحان. وتضيف لطيفة بن علي، أن عملها رفقة الأخصائيين النفسانيين يتطلب منهم عدم ترك الطالب، وهو عبارة عن حالة نفسية وجسمية غير معتادة نتيجة توقع الفشل في الامتحان، أو سوء الاداء فيه أو الخوف من الرسوب أو من ردود فعل الاهل أو لضعف ثقته بنفسه ورغبته بالتفوق على الآخرين، ناهيك عن مبالغة وسائل الاعلام بقضية الامتحانات وما لها من أثر سلبي على نفسية الطالب وما يقوم به بعض الاهل من سلوكيات الحرص الزائد والمراقبة المشددة وغيرها، الأمر الذي يتطلب تدخل مستشار التوجيه الذي يمكن هنا في مساعدة الطلبة وأوليائهم على اجتياز هذه المرحلة بنجاح من خلال اجتماع مع أولياء الطلبة ومناقشة نجاح أبنائهم مع توصيات من بينها توفير جو عائلي هادئ ومستقر يعطي شعورا بالطمأنينة وتحفيز الطلبة لاستقبال الامتحان بشكل طبيعي ومريح منذ بداية العام الدراسي. في نفس الصدد، كشفت لطيفة بن علي، عن تخصيص حصص فردية أو جماعية كما سبق القول لمساعدة الطلبة بوضع خطة وبرنامج مراجعة ونصائح وارشادات لاجتياز الامتحان بنجاح، وضرورة التوقف عن المراجعة قبل يوم الامتحان، مع تجنب التأخر وطرد الطاقة السلبية وضرورة إدارة الوقت والاستعانة بالله عز وجل.