1300 عامل لجمع جلود الأضاحي ورهان على وعي المواطن تغتنم السلطات العمومية من خلال وزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني، مناسبة عيد الأضحى المبارك، للاستفادة منها اقتصاديا، تجند لها من الموارد البشرية والمالية والحملات التحسيسية، ما يسمح باسترجاع أكبر كمية ممكنة من القطع الجلدية، سيتم تثمينها فيما بعد، واستغلالها في مختلف الصناعات التحويلية، أهمها النسيج والجلود التي أصبحت ماركة مسجلة لما تتميز به الجلود الجزائرية من جودة عالمية. إلا أن نجاح العملية لا يمكن له أن يتحقق إلا باحترام الإستراتيجية المسطرة من طرف وزارة الصناعة، القائمة أساسا على التنسيق المحكم بين كل الفاعلين والمتدخلين في العملية بما فيهم المواطنين، مع تحديد دور ومهام كل واحد منهم من أجل استرجاع جلود سليمة تعتبر خاما أصيلا وقاعدة قوية للصناعات النسيجية والجلدية ببلادنا. أفاد الرئيس المدير العام لمجمع النسيج والجلود "جيتكس"، توفيق بركاني في اتصال مع " الشعب"، عن مشاركة المجمع في النسخة الرابعة على التوالي للحملة الوطنية لجمع جلود الأضاحي، التي تنظمها وزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني منذ 2018، بهدف الاستغلال الأمثل لهذه الأخيرة كمادة خام للصناعات الجلدية والنسيجية وكذا الحفاظ على البيئة. حيث تم إنشاء لجنة مشتركة على مستوى الوزارة، ثم لجنة متخصصة على مستوى المجمع من أجل ضمان نجاح العملية. وفيما يتعلق بالإستراتيجية المعتمدة على مستوى حافظة المجمع، أوضح بركاني، انه تم اعتماد خطة عمل تم تحضيرها مسبقا لهذا الغرض، تستند بشكل أساسي على توفير جميع الموارد البشرية والمادية والمالية، إلى جانب استحداث وحدة مراقبة على مستوى المديرية العامة، حيث سجل، خلال أسبوع العيد، حشد أكثر من 1300 عامل من 06 شركات تابعة للمجمع، يقول المتحدث، منتشرين في جميع أنحاء التراب الوطني، من أجل استلام الكميات التي تم جمعها من طرف مختلف الفاعلين المسؤولين عن نقل الجلود إلى مصانع المجمع، بما في ذلك تلك التي جمعها المواطنون من مختلف المناطق. بنى تحتية للتخزين.. لضمان سلامة الجلود وبهدف التوعية والتحسيس، يشارك في تنفيذ خطة الاتصال التي أطلقتها الهيئة الاستشرافية مع وسائل الإعلام الوطنية، جميع مديري وممثلين عن الشركة " الجزائرية للجلود ومشتقاتها". وفي هذا الصدد، اغتنم بركاني الفرصة ليوجه رسالة إلى المواطنين بضرورة تمليح جلود الأضاحي المسلوخة في غضون فترة زمنية قصيرة جدا، مباشرة بعد ذبح الأضحية، مخافة أن يصبح الجلد غير قابل للاستخدام. كما أنه من الضروري، يشدد المدير العام ل«جيتكس"، تجنب عيوب الذبح أثناء السلخ. ومن أجل النجاح الاقتصادي لعملية الجمع، الذي يعتمد بشكل أساسي على جودة الجلود المستلمة، ينصح بركاني، باللجوء إلى السلخ عن طريق الاقتلاع الآلي وجمع جلود الأضاحي، من خلال التنسيق الفعال بين جميع الفاعلين ذوي الصلة المباشرة أو غير المباشرة بعملية جمع جلود الأضاحي، على غرار وزارات البيئة والداخلية والفلاحة والتجارة، حيث قامت الهيئات المختصة بوضع خطة عمل، تحدد مهام ودور جميع المتدخلين في العملية، مما يسمح بتقييم كمي موثوق في نهاية العملية. إضافة إلى الترخيص بنشاطات تجارية صغيرة متجولة تكون مهمتها ذبح وجمع الجلود في المدن المتوسطة والكبيرة. وإنشاء نظام لاستعادة الجلود السليمة بتعبئة محترفين في هذا المجال. إلى جانب حظر الذبح السري في جميع الظروف، وتعزيز البنية التحتية المناسبة لتخزين الجلود في المدن الكبرى، وتحديد أهداف كمية لجمعها وتوزيعها من قبل المذبح، حسب الوسائل والقدرات المتاحة له لجمع أكبر عدد من الأسطح الجلدية عالية الجودة. إلا أن مشاركة المواطن، يؤكد ذات المتحدث، يبقى أمرا ضروريا وجوهريا لنجاح العملية. مما يتطلب التكثيف من العمليات التحسيسية لنشر المزيد من الوعي بين المواطنين فيما يخص عملية جمع الجلود. تدارك أخطاء التجارب السابقة، لتقليص الخسائر وأضاف بركاني، أن العملية التي تنظم للمرة الرابعة على التوالي، باستثناء مرحلة الكوفيد - أين عرفت انقطاعا بسبب الحظر الذي فرضته الجائحة - قد استفادت من بعض النقائص المسجلة خلال العمليات السابقة، أهمها ضرورة تفادي العيوب الناتجة عن الذبح أثناء السلخ أو الذبح بالسكاكين والثقوب الواضحة جدًا، وحفظ الجلد في ظروف غير صحية، واللجوء إلى المذابح السرية، مما يتسبب في تسخينها المبكر وظهور آثار التعفن. إضافة إلى ضرورة تحديد مواقع التجميع على مستوى المدن والأحياء بشكل مناسب، مشيرا إلى أن الأخطاء السابقة الذكر، قد تسببت - حسبه - في خسارة سنوية قدرت بنحو7 ملايين سطح جلدي، ما تصل قيمته الاقتصادية إلى 2 مليار دج. فمثلا خلال العملية التي نظمت سنة 2022، تم استلام 251.600 قطعة جلدية، لم يقبل منها إلا 25.833 قطعة فقط، ما يسفر عن خسارة اقتصادية معتبرة إذا ما اعتبرنا يتابع ذات المتحدث أن القيمة المالية للجلد الخام حاليا، تقدر ب 250 دج/القطعة الجلدية. يتم تسويقها وتصديرها بعد معالجتها وتحويلها إلى منتجات نصف مصنعة أو نهائية بسعر 600 دج/القطعة الجلدية. الشراكة المثمرة والجودة العالمية وكشف توفيق بركاني، أن معدل الإنتاج السنوي للمجمع قدر ب 68٪ من السعة الإجمالية، كما بلغت صادراته من المنسوجات والمنتجات الجلدية لسنة 2022، 02 مليار دج، وذلك بفضل التعاون المثمر مع الشريك التركي، وكذا اعتماد خارطة طريق ترتكز على محاور رئيسة متمثلة في التوجه نحوالنمووالربحية من خلال تحسين أسلوب الحوكمة، ومعرفة السوق والتكيف مع الطلب، ورفع مستوى المهارات الفنية والإدارية، وزيادة الإنتاج والدراسة الدقيقة للتكلفة. كما أكد أن "جيتكس " ستكون متواجدة بقوة ضمن إستراتيجية بناء الاقتصاد الوطني والمساهمة في تحقيق الناتج الخام المحلى، المأمول من طرف السلطات العمومية، كمؤسسة قادرة على التكيف وفق المعطيات الاقتصادية العالمية، وربح رهان المنافسة العالمية، وذلك من خلال إعادة هيكلتها حسب متطلبات سوق النسيج والجلود المحلية والعالمية، حيث يهدف مجمع "جيتكس" إلى تطوير الصادرات، لا سيما الخيوط القطنية وفقا لنفس النموذج الاقتصادي المعتمد من طرف الشريك التركي "تايال" لزيادة نشاط الملابس على مستوى الشركات التابعة لحافظته، مما يسمح بتحقيق المزيد من القيمة المضافة، حيث يرى رئيس المجمع، أنه من الضروري تلبية حاجيات السوق المحلية، والتوجه إلى تصدير بعض المنتجات ذات القيمة المضافة. مؤكدا على إجراء دراسة مسبقة لسوق المستهلك لإنشاء نطاق استهلاكي. أما عن المحاور الرئيسية التي تدعم هذه الرؤية والتي سيتم تطويرها مستقبلا، فقد لخصها المتحدث في تحسين أسلوب الحوكمة، وإبرام شراكات الإستراتيجية، وتطوير منتجات جديدة، وتعزيز الشبكة التجارية، والحد من التكاليف بتقليص فاتورة الواردات. نصف قرن في خدمة الاقتصاد الوطني للتذكير، يضم مجمع "جيتكس"، حسب المعطيات المقدمة من طرف مديره العام، 8275 عاملا موزعين عبر 05 شركات إنتاج تابعة، تضم 39 وحدة موزعة عبر 20 ولاية، تنشط في الفروع الصناعية للمنسوجات والملابس والجلود، إضافة إلى شركة تابعة لتوزيع وتسويق المنتجات التي تتكون شبكتها التجارية من حوالي 40 نقطة متواجدة بالمدن الرئيسة للبلاد. كما تشمل محفظة "جيتكس" حصصا في رأس مال شركة منسوجات وجوارب" EATIT" بالشراكة مع وزارة الدفاع الوطني، بالإضافة إلى الشراكة الجزائرية التركية، ممثلة في شركة "تايال" والتي يمتلك الشريك الجزائري 51٪ من رأس مالها. كما تمتلك "جيتكس" إمكانيات إنتاجية كبرى بفضل موردها البشري الكفؤ، مستفيدة من أكثر من خمسين عاما من الخبرة، بفضل الدعم الذي تحظى به من طرف السلطات العمومية. ومن أجل تحيين وتحديث مرافق الإنتاج والموارد البشرية، أطلقت "جيتكس"عام 2011، برنامجا مكثفا بمبلغ إجمالي قدره 200 مليون أورو. شمل مجموع منتجاتها من الأثاث والمفروشات، وجميع أنواع الملابس المدنية والرياضية، والزى الرسمي، وملابس العمل إضافة إلى الخيام، والأغطية بجميع أنواعها، وجميع أنواع الأحذية والمنتجات الجلدية كالحقائب والأحزمة والقفازات والسترات وغيرها.