نعم حُق لنا في فلسطين أن نحتفل بغاية الفخر بعيد استقلال الجرائر، وأن ننشد بأعلى الصوت مُرددين: غردي يا جزائر وافخري فارضك أنجبت أبطالا أحرارا. عقدوا العزم أن تظلِ حرة وعنك يا جليلة طردوا أشرارا. رفعوا الراية وخاضوا الثورة بروح مفعمة بالأمل لتحقيق أنصارا. عزموا عن حفظ كرامة الجزائر وعن طرد الذل أصروا إصرارا. ساروا على خطوات الرجولة حموا أرضا وكتما أسرارا. ولما لا؛ وإستقلال الجزائر في 5 يوليو 1962، هو ميلاد الفجر بتحرير فلسطين! ففي الخامس عشر من نوفمبر 1988، وقف القائد الخالد "أبو عمار" مُذكراً بالترابط الأخوي بين الشعبين الفلسطينيوالجزائري، مُشدداً على إمتداد ثورة الأحرار في الجزائر إلى فلسطين حتى تحرير القدس، ليؤكد للجميع قائلاً: "ونحن نقف على عتبة عهد جديد، ننحني إجلالاً وخشوعاً أمام أرواح شهدائنا وشهداء الأمة العربية الذين أضاءوا بدمائهم الطاهرة شعلة هذا الفجر العنيد، واستشهدوا من أجل أن يحيا الوطن"! وأعلن من أرض الجزائر "إستقلال فلسطين" هاتفاٌ؛ "باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني أعلن قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف". كيف لا نتشارك الفرحة بالإستقلال ونحن تشاركنا، ولا زلنا نتشارك الآلام وقسوة الاستعمار والاحتلال؛ قرن ونيف في الجزائر، وقرن آخر في فلسطين! الشعب العربي في الجزائر وفي فلسطين لا زال يعاني "وقاحة الاستعمار" من جرائمه التي يندى لها الجبين، وكما شارك "الغرب" الاستعمار الفرنسي جرائمه ضد الشعب في الجزائر، لا زال ذلك الغرب يُشارك "الصهاينة" عدوانها على فلسطين! دون خجل أو وجل! الشعب الجزائري الذي هب رافضاً للسيطرة الأجنبية، وللدفاع عن أرضه، رغم عظم التضحيات، حتى حازت الجزائر على لقب "بلد المليون شهيد"؛ لم تنسَ فلسطين ولو للحظة واحدة فهي كما أعلن الرئيس الراحل "هواري بومدين" بأن: "الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"! ولا يمكن لذي عقل أن يتصور هذه المقولة على أنها مجرد شعار ل«بومدين"، بل شعوراً نلمسه يومياً في وجدان الجزائريين! في ملاعب الكرة قبل أن يكون في السياسة! أو ما تنقله لنا المحافل والمنتديات الدولية! وهذا ما يعبّر عن المسؤولية الجزائرية الكبيرة وموقفها التاريخي المشرّف من القضية الفلسطينية، والتي لا تتوقف منها شكوى "الصهاينة" في كل زمان ومكان، وهي لا زالت مثار عويل "أقرانهم"! هذا التاريخ الممتد والمشترك، الموسوم بالدم والتضحيات في مقاومة الظلم والقهر والاحتلال؛ والذي يتجاوز البعد الجغرافي، لن تكون له إلا نتيجة واحدة ألا وهي "الاستقلال"، استقلال القدس التي بدأ حلمها مع استقلال الجزائر! حينها فقط يكتمل الحلم، حين ينشد "الفدائي": فدائي فدائي فدائي يا أرضي يا أرض الجدود فدائي فدائي فدائي يا شعبي يا شعب الخلود بحق القسم تحت ظل العلم نحن جند في سبيل الحق ثرنا وإلى استقلالنا بالحرب قمنا نحن من أبطالنا ندفع جندا وعلى أشلائنا نصنع مجدا صرخة الأوطان من ساح الفدا فاسمعوها واستجيبوا للندا كل عام والجزائر حرة وبخير، لتكون فلسطين حرة وبخير!