أحصى المدير العام للمعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية، عبد الحفيظ بلمهدي أمس 5 آلاف براءة اختراع على المستوى الوطني، و75 ألف علامة تجارية، وهو ما يعكس حرص الجزائر على تشجيع الإبتكار والإبداع بهدف دعم النمو الإقتصادي للبلاد. وأعطى بلمهدي، في أشغال اليوم الثاني والأخير من الإجتماع التشاوري الإقليمي للمنظمة العالمية للملكية الفكرية حول نقل التكنولوجيا، المنعقد بفندق الأوراسي بالعاصمة، بحضور 40 دولة إفريقية وعربية، الإنطباع أن الجزائر حققت نتائج إيجابية وهي تعمل على اكتساب الخبرة في مجال الملكية الصناعية، مستندا إلى مجموعة من الأرقام والمعطيات لتأكيد طرحه، من بينها تسجيل 75 ألف علامة تجارية، و5 آلاف براءة اختراع، أغلبها في قطاعات الصيدلية، الميكانيك، والكهرباء. وقال ذات المسؤول، أن تجربة الجزائر مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية منذ 3 سنوات، سمحت «بتطوير وترقية الإبتكار على مستوى الجامعات والمؤسسات الإقتصادية، باستعمال تكنولوجيات الإعلام الآلي»، مشيرا إلى أنه من جملة المشاريع التي تم تجسيدها مع هذه المنظمة نظام الأيباس، بالنسبة للعلامات التجارية، والذي مكن من توفير قاعدة بيانات لكل التجارب، كما تم تنصيب أكثر من 8 مراكز للبحث العلمي والدعم التكنولوجي على مستوى الجامعات الجزائرية، في انتظار تنصيب 10 آخرى خلال السنة الجارية. وبهدف إرساء شبكة وطنية لهذه المراكز ودعم مجهودات الجزائر في ترقية التعاون جنوب جنوب، أوضح بلمهدي أن الجزائر تسعى إلى إقامة شبكة جهوية تخدم البلدان العربية والإفريقية، وتكون أداة فعالة لترقية الابتكار «فهدفنا ليس تحقيق تبادل المعلومات التقنية فقط، لكن تحقيق التقارب بين الجامعات الجزائرية، والباحثين وأصحاب المشاريع الابتكارية، والمؤسسات الاقتصادية التي تبحث عن تجسيد تلك الابتكارات في الميدان». بدوره، أكد المدير العام للوكالة الوطنية لثمين البحث العلمي وتطوير التكنولوجي محمد طايبي، في نفس المناسبة أن الحكومة الجزائرية وضعت ضمن أولوياتها دعم العلوم والمعرفة، عن طريق إصدار ثلاث قوانين، وتسجيل 4352 مشروع بحث، ناهيك عن إنجاز 47 جامعة، وحوالي 50 مركز بحث، إلى جانب 54 ألف أستاذ نصفهم أساتذة باحثين، و1200 مخبر بحث معتمد على مستوى الجامعات والمراكز الجامعية. وقدر طايبي عدد براءات الاختراع على مستوى الجامعات الجزائرية 150 براءة إختراع سجلت على المستوى الوطني، و2600 براءة اختراع لدى الجزائريين المتواجدين في الخارج، مشددا على ضرورة التحسيس بأهمية تسجيل براءات الإختراع لاستدراك العدد الضائع منها، وتدعيم نقل التكنولوجيات على المستوى الدولي. وطرح المشاركون في اللقاء، مجموعة من العوائق والصعوبات قالوا أنها باتت تقف حائلا أمام تطوير الإبتكار بالدول الإفريقية والعربية، منها غياب التمويل اللازم، ونقص الإطارات والكفاءات التي يمكنها القيام بالبحث، مثلما ذهب إليه ممثلو كل من مالي، ناميبيا، فلسطين، زمبابوي، السودان في حين اشتكى ممثلو تونس، كينيا، غانا، الغابون من غياب تعاون بين الجامعات والمؤسسات الاقتصادية لتمويل وانتاج التكنولوجيات.