المنظومة التشريعية الجديدة رفعت عراقيل الماضي خلق بيئة ومناخ استثماري مثالي، هو مسعى الجزائر الذي تطمح من خلاله لجذب الاستثمارات الأجنبية لاستغلال أمثل لفرص الاستثمار التي توفرها بغية زيادة الإيرادات وتحقيق تكامل اقتصادي متنوع، وتحسين أداء القطاعات المساهمة في تطوير الاقتصاد، ولأجل ذلك سنت الجزائر خططا واستراتيجيات تهدف من خلالها لجذب الشراكات ورأس المال الأجنبي، وذلك بتوفير بيئة مرنة وعملية مناسبة تؤسس لقاعدة استثمارية صلبة وبيئة تسودها الثقة بين المستثمرين ومؤسسات الدولة، يقود إليها الضمان القانوني والاستقرار التشريعي والإصلاحات البنكية والمصرفية، والتوجّه نحو الرقمنة والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، في مسعى حثيث للحاق بركب الاقتصادات المتطورة والاندماج مع سلاسل القيم والأنظمة الاقتصادية العالمية. في حديثه ل «الشعب»، يرى المدير العام وصاحب الشركة المتكاملة لصناعة الحجر البيئي «إيكو - سطون» عصام الشعيبي، أنّ شركته التي تأسست سنة 2007 في عمانبالأردن، والحائزة على براءتي اختراع في إنتاج وتصنيع الحجر البيئي، الذي يعتبر مادة بديلة للحجر الطبيعي في جميع استخدامات البناء والتشييد، أصبحت مهتمة جدا بالاستثمار في الجزائر، وأن الشركة تنظر بتفاؤل بعد الاطلاع على القوانين الجديدة في هذا المجال، خاصة من ناحية التشجيع والمتانة القانونية والتشريعية التي حازتها، والتي تدفع بالمستثمر للولوج إلى السوق الجزائرية، بالإضافة إلى المعلومات والتفصيلات المتاحة وأهمها المعطيات الديموغرافية واحتياجات السوق الجزائرية. ويوضح الشعيبي أن شركته لها تجارب في الاستثمار خارج المملكة الأردنية الهاشمية، كأمريكا وأوروبا وبعض دول الشرق الأوسط، وقريبا جدا في أستراليا، أما فيما يخص توجّهها إلى الجزائر فكانت بفضل التحفيزات الممنوحة والتي كانت كافية للانطلاق مباشرة في الاستثمار وتجسيد المشروع على أرض الواقع. ولم يخف المتحدث نيته في الاستثمار سابقا لكنه اصطدم بعراقيل جمة حالت دون ذلك، لكن الآن على حد وصفه - ومع بدء إجراءات توطين استثمارات الشركة فعليا، لوحظ رفع كثير من العراقيل وتعقيدات الإدارة فيما تم اختزال العديد من الإجراءات. ويردف المدير العام لشركة «إيكو - سطون» الأردنية، أنه بالإضافة إلى التسهيلات التي ذكرت، فهناك عوامل أخرى لا تقلّ أهمية، دفعت بالشركة إلى التوجه نحو الجزائر لإقامة مشروع استثماري إنتاجي، من قبيل تمتع الجزائر بمخزون هام ومتنوع من المواد الأولية وموارد الطاقة المضمونة، والتي لها علاقة مباشرة بعملية التصنيع، وصولاً إلى أهم عامل يبحث عنه المستثمر الأجنبي، والذي يتمثل في السعر والوفرة وتكاليف النقل والاستغلال واليد العاملة، وجميعها مناسبة فعلياً وعملياً لأي مستثمر يريد ولوج السوق الجزائرية وإطلاق أنشطة اقتصادية كالتصنيع والتحويل أو التركيب. توطين الاستثمار واستغلال الفرص من جانب آخر لفت الشعيبي، إلى أن شركته قامت بدراسة ومسح للسوق الجزائرية دامت 3 أشهر للتأكّد من بيئة ومناخ الأعمال بشكل عام، وذلك قبل البدء في إجراءات توطين الاستثمار، ولقد تلقت الشركة في تلك الفترة ضمانات وتسهيلات. وقد أبدى صاحب الشركة تفاؤله بالتشريعات المسيرة للاستثمار الحالية، متمنيا أن تبقى سارية المفعول لفترة طويلة، لتتمكن الكيانات والمؤسسات الراغبة بالاستثمار من التواجد بأريحية في السوق الجزائرية. ويضيف صاحب الشركة المتكاملة لصناعة الحجر البيئي، بأن تحدي شركته اليوم هو تنويع تخصصاتها وعدم الاكتفاء بالحجر الصناعي، والتوجه نحو العمل على منتجات خاصة بالعزل الحراري، في إطار التوجه العام المحصور في المنتجات الصديقة والمحافظة على البيئة، معربا بذلك عن تفاؤله بشأن مستقبل الشركة في الجزائر خصوصا وأنه في مرحلة التسويق الأوّلية، لاحظ أن المنتج لاقى اهتماما ومتابعة دقيقة من قبل الناشطين في صناعة وتجارة مواد البناء، وكذلك الفاعلين في قطاع الأشغال العمومية والعمران، كما استقبلت المؤسسة اقتراحات لشراكات وتبادل للخبرات والمعلومات، وهي لا تزال في مشاورات وتقييمات العروض من أجل استغلال أمثل لها. في الأخير أكد عصام الشعيبي بأن «إيكو - سطون» تفكر جدّيا في تركيز أنشطتها بالجزائر، لتكون بذلك القطب الرئيسي لمنتجاتها، ومن ثم تصديرها إلى الأردن وبعض الدول الأخرى، وذلك بعد تجسيد المشروع والانطلاق في عملية الإنتاج، ويعود ذلك بالأساس إلى مناخ العمل الملائم، وإلى أسعار السلع والمواد الأولية المساعدة على بعث الاستثمار، على عكس الأردن التي تتميّز بغلاء كبير في المواد الأساسية، واليد العاملة المكلفة، ما ينعكس مباشرة على الثمن النهائي للسلعة ويقلّص من حجم تداولها ورقم أعمال الشركة، وينهي الشعيبي حديثه ل»الشعب» بتطلّعاته لأن تصبح الجزائر محطة لتصدير منتجات شركته إلى دول الجوار المغاربية والإفريقية.