توّجت مسرحية "جدب" بجائزة أفضل عمل متكامل (الجائزة الكبرى) في اختتام الدورة العاشرة لأيام "فاغا" العربية للمسرح بباجة التي حملت اسم الفنان المسرحي "أحمد الكشباطي". تحصّلت جمعية المنارة الثقافية لمدينة قورصو (بومرداس) على جائزة أحسن عرض متكامل (الجائزة الكبرى)، وجائزة أحسن ممثلة للفنانة آمال بن زموري، وجائزة أحسن ممثل للفنان فريد غالم، علما أنّ المسرحية فازت مؤخرا بجائزة لجنة التحكيم في الدروة الرابعة والخمسين لمسرح الهواة بمستغانم. وبالمناسبة، قدّم السيد عمور عبد القادر مدير الثقافة والفنون لولاية بومرداس، تهانيه الحارة، للجمعية على إثر فوزها بثلاث جوائز خلال مشاركتها بمسرحية "جدب" في فعاليات فاغا العربية للمسرح. مسرحية "جدب" لمخرجها وكاتب نصها وليد عبد اللاهي وسينوغرافيا دراوي سيد أحمد تتحدث عن قيم الوفاء والصدق، وما يناقضها من ألاعيب الخيانة والزيف التي تفشّت بين الناس. وتسرد المسرحية قصة ثلاث شخصيات "جعفر" (فريد غالم) فنان وحرفي يصنع آلة الكمان، وهو كهل متزوّج من "عفاف" (أمال بن زموري) التي تصغره سنا والمتباهية بجمالها والحالمة بالأمومة والحب، أمّا شخصية "سعيد" (عبد العزيز قاصد)، فهو عامل حرفي مساعد لدى جعفر يعيش في قبو بيت الحرفي، حيث تتعارض أحلام كل واحد منها. واختار المخرج عبد اللاهي أن تُلعب مسرحيته داخل علبة إيطالية، فبنى جدرانها وحدّد معالمها، فوضع الجمهور أيضا معه في تلك المساحة المربّعة. واستخدم ديكورات قريبة من الواقع، وتفصل المستوى الأعلى من البيت عن القبو؛ حيث يدور الصراع بين الشخصيات. ولم تترك السينوغرافيا مجالا للتخيل أو التجريد، ففضلت تأثيث الفضاء كله بدون ترك فراغ، حتى ضاق المكان بالممثلين لولا حيلة الصعود والنزول على السلّم، أو على الكراسي، والطاولة. وقد كانت ساعة واحدة من العرض كافية ليبرز الممثلون قدرتهم على تحمّل نص، يبدو أنه متأثر بحكايات "ألف ليلة وليلة"، وشخصية "كازيمودو" في رواية "أحدب نوتردام"، إذ ظهر تناسق فني بين العناصر الفنية رغم فوارق السن، والبنية الجسدية. وتوّج العمل الليبي "الأيام السبعة" بجائزة أفضل نص، فيما آلت جائزة أفضل إخراج إلى مسرحية "العاصفة" من سلطنة عمان، وتحصل العراق على جائزة أفضل سينوغرافيا عن مسرحية "نهاية طريق"، وفاز العمل المصري "القيد" بجائزة الروح الجماعية، وأسندت لجنة التحكيم جائزة أفضل ممثل لكمال شوشان من تونس، بينما حازت أمال بن زموري من الجزائر على جائزة أفضل ممثلة. كما ارتأت لجنة تحكيم المسابقة منح جائزة ثاني أفضل أداء للذكور مناصفة بين الممثّليْن فريد غالم من الجزائر ومراد العرفي من ليبيا. واحتكمت أعمال المسابقة إلى لجنة ترأّسها المسرحي بشير زروق (تونس) وتألفت من الأعضاء رسول الصغير (العراق) والحسن شيبة (الجزائر) ودليلة مفتاحي ولطفي التركي (تونس). وتنافست على جوائز هذه الدورة ثمانية أعمال مسرحية هي"العاصفة" من سلطنة عمان، "الانتظار" من موريتانيا، "جدب" من الجزائر، "على ميعاد" من فلسطين، "القيد" من مصر، "الأيام السبعة" من ليبيا و«نهاية طريق" من العراق. أما المشاركة التونسية فكانت ممثلة بعرض "بارتيرو" لجمعية "ميمزيا للمسرح بتازركة" من ولاية نابل. تجدر الإشارة، إنّ الطبعة التاسعة لأيام فاغا العربية للمسرح، عرفت مشاركة مسرحية "فلوكة" لجمعية "الصّرخة للمسرح" (سكيكدة)، التي فازت بجائزة أحسن عرض متكامل (الجائزة الكبرى)، وجائزة أحسن نص لسيف الدين بوهة، وجائزة أحسن ممثلة لصبرينة قريشي. كما تمّ تكريم المسرحي الجزائري حليم زدام، الذي كانت له مشاركة في المنافسة في دورة عام 2019، بمسرحية "نستناو في الحيط"، وتُوّج فيها بجائزة أحسن مخرج.