في خطوة تجسد روح التضامن الإنساني والإقليمي القوي، أمر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بإرسال مساعدات إنسانية عاجلة وفورية إلى دولة ليبيا، كما عرضت الجزائر مساعدتها على المغرب في أعقاب الكوارث الطبيعية التي ضربت هذين البلدين. يعكس هذا الإجراء التزام الجزائر بتقديم الدعم والمساعدة في أوقات الأزمات، والعمل المشترك لتقديم الإغاثة للمتضررين من الكوارث الطبيعية. تهدف المساعدات الإنسانية الجزائرية بالأساس، إلى الالتزام المشترك بمساعدة الشعوب في مواجهة الكوارث الطبيعية. قامت الجزائر، يوم الثلاثاء الماضي، بإرسال مساعدات إنسانية استعجالية إلى الشقيقة ليبيا، تجاوباً مع طلب رئيس المجلس الرئاسي الليبي لتقديم الدعم والمساعدة للمناطق المتضررة. ووفقًا لبيان صادر عن رئاسة الجمهورية، تأتي هذه الخطوة الإنسانية النبيلة في إطار التضامن الإقليمي والإنساني، وبدأ تنفيذ خطة المساعدة عبر جسر جوي يتألف من 8 طائرات تابعة للجيش الوطني الشعبي الجزائري. وشملت المساعدات الإنسانية والاستعجالية التي تم إرسالها إلى ليبيا على مواد غذائية ضرورية، بالإضافة إلى مواد طبية حيوية وألبسة لتلبية احتياجات السكان المتضررين، إلى جانب خيام لتوفير مأوى للمتضررين ومساعدتهم في تجاوز هذه الأزمة الصعبة. وتعكس هذه الخطوة التضامنية الكبيرة، تأكيد الجزائر على دعمها الثابت للدول الشقيقة في الأوقات الصعبة، وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في ظل تحديات الكوارث الطبيعية التي تمر بها المنطقة. وعرفت وسائل التواصل الاجتماعي تفاعلا كبيرا مع الخطوة الجزائرية، حيث لاقت استحسانا من جميع المتابعين، لاسيما وأن التفاعل الدولي مع الكارثة الطبيعية في ليبيا كان بطيئا. رجال الحماية المدنية الجزائرية أبطال أديمان وسوريا خلال تدخلهم الجريء لمساعدة تركيا في مواجهة الزلزال المدمر الذي ضربها في شهر فيفري الماضي، وصفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية رجال الحماية المدنية الجزائريين بأنهم أبطال تركيا ومدينة أديمان المنكوبة. وذلك نظير العمل الجبار الذي قدموه وعدد الأشخاص الذين تم مساعدتهم بفضل جهودهم الباسلة. وفي استجابة سريعة لنداء الإغاثة الطارئ من تركيا، أرسلت الجزائر حينها فريق إنقاذ مؤلف من 86 فردًا، مصحوبين بمعدات متطورة وكلاب مدربة متخصصة في البحث والإنقاذ. هؤلاء الأبطال عملوا على مدار الساعة للبحث تحت الأنقاض وإنقاذ الضحايا المحاصرين، ما لقي تفاعلا كبيرا من السكان المحليين. علاوة على ذلك، أرسلت الجزائر مساعدات بنفس الحجم نوعا وكمّا للشعب السوري نتيجة الزلزال الذي ضربها وخلف آلاف القتلى والجرحى مع تدمير البنايات والمنشآت. وتعكس هذه الجهود الإنسانية الجزائرية تضامنًا قويًا مع الشعب السوري في أوقات الأزمات، وتبرز العلاقات الوثيقة بين الشعبين. كما أن جهود رجال الحماية المدنية الجزائريين تجسد الروح الإنسانية والتضامن الدولي في مواجهة الكوارث الطبيعية. وتتمتع الجزائر بتجربة كبيرة في التعامل مع الكوارث الطبيعية، خاصة فيما يتعلق بعمليات البحث والإنقاذ. وقد تعرضت البلاد لعدة كوارث طبيعية، منها الحرائق الكبيرة التي اندلعت خلال الصيف الحالي، والتي تم التصدي لها بكفاءة أكبر مما كان معتادًا في السنوات السابقة. وليست هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها الجزائر لكوارث طبيعية، حيث شهدت في العقدين الأخيرين أحداثًا مثل زلزال بومرداس في عام 2003 وفيضانات باب الوادي في عام 2001.