عمّق الاحتلال الصّهيوني حرب الإبادة على قطاع غزة في محاولة للانتقام لهزيمته النكراء أمام طوفان المقاومة، وواصل قصفه الوحشي للقطاع مرتكبا مجازر رهيبة استشهد فيها مئات المواطنين الأبرياء، فيما أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، القرار الصهيوني بقطع الاحتياجات عن قطاع غزة بما في ذلك المياه والكهرباء والمواد الغذائية والطبية والوقود، وأكّدت الأممالمتحدة أنّ الحصار الكامل لقطاع غزّة محظور بموجب القانون الإنساني والدولي. استهدف القصف مساكن وبنايات مدنية في غزة إلى جانب شن هجمات صاروخية ضمن أحزمة نارية حوّلت مربعات سكنية ومساجد ومقرات رسمية وتعليمية إلى كتل من الرماد. أحياء بكاملها تتحوّل إلى ركام نفّذت طائرات الاحتلال سلسلة من الغارات بفاصل زمني قصير جداً على قطاع غزة من شرقه إلى غربه، حيث وصفت بأنها الأعنف في تاريخ القطاع. وشنّت أعنف الغارات على سوق شعبي في مخيم جباليا للاجئين ما أدى إلى وقوع عشرات الشهداء. كما تعرّض حيّ "الرمال" غرب مدينة غزة، والذي كان يعرف على أنه "أرقى أحياء القطاع"، لقصف متواصل مسحت فيه الطائرات الحربية الصهيونية منازله وبنايات بشكل كامل وحولتها إلى كومة من الركام والحديد. وإلى جانب تدمير المنازل والعمارات السكنية استهدفت المقاتلات الحربية للاحتلال، مقرات ومنشآت خدماتية ومساجد ومدارس، ودمر القصف مباني الجامعة الإسلامية، وميدان الصناعة، ووزارة الأوقاف، وشركة الاتصالات، ووزارة المالية، وكلية الرباط، إلى جانب تدمير طرق عامة، وأبراج ومبان سكنية، ومساجد، ومبني المجلس التشريعي. كما لحقت المنازل التي لم يتم تدميرها بشكل كامل، أضرار كبيرة، بحيث لم تعد تصلح للسكن، وعلى وقع هذه الهجمات فرّ الأهالي بحثا عن أماكن أكثر أمانا، وهي بالأساس لم تعد موجودة. مزيد من الشّهداء والجرحى والنّازحين مع استمرار العدوان على غزّة ترتفع خسائره البشرية، فقد أعلنت مصادر في وزارة الصحة الفلسطينية، أنّ عدد الشهداء بلغ أمس نحو 788 شهيد فضلا عننحو 4100 جريح. كما زعم جيش الاحتلال أمس، العثور على قرابة 1500 جثة لرجال المقاومة داخل كيانه وحول قطاع غزة، لكن المقاومة الفلسطينية نفت ذلك، واعتبرتها حملة صهيونية مغرضة لتستّر الكيان على خسائره البشرية التي تجاوزت ألف قتيل وآلاف المصابين، وهي المرّة الأولى التي يحصي الاحتلال مثل هذه الخسائر. أما عدد النازحين الفلسطينيين فقد ارتفع منذ بداية التصعيد الحالي إلى أكثر من 187,500 شخص، بحسب تقرير صادر عن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. وتستضيف "الأونروا" أكثر من 137,000 شخص في المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في مختلف أنحاء غزة. ووفق التقرير، فإنّ الغارات الجوية على غزة دمرت 790 وحدة سكنية وألحقت أضرارا جسيمة بما يصل إلى 5330 وحدة في القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، إنّ الأضرار التي لحقت بمرافق المياه والصرف الصحي والنظافة في غزة أدّت إلى تعطيل الخدمة لأكثر من 400 ألف شخص. دعوة لفتح ممرّ إنساني أمام تدهور الوضع في غزّة، طلبت منظمة الصحة العالمية أمسبفتح ممر إنساني إلى القطاع المحاصر، وقال ناطق باسم منظمة الصحة العالمية خلال إحاطة صحافية في جنيف "إن فتح ممر إنساني أمر ضروري لتوفير الإمدادات الطبية الأساسية للسكان"، مشيرا إلى أن المنظمة تجري محادثات مع مختلف الأطراف. وحسب منظمة الصحة العالمية، فقد نفذت الإمدادات الطبية التي كانت مخزنة في غزة، وأشارت المنظمة إلى وقوع 13 هجوما، مؤكدا على مرافق صحية في غزة منذ بدء التصعيد. حصار مطبّق..لا ماء لا غذاء لا كهرباء هذا، وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أمس، قرار الاحتلال بقطع الاحتياجات عن قطاع غزة بما في ذلك المياه والكهرباء والمواد الغذائية والطبية والوقود. وقالت الوزارة، في بيان صحافي، إن "القرار الصهيوني يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني واتفاقيات جنيف والتزامات دولة الاحتلال". واستهجنت الوزارة تفاخر عدد من الوزراء الصهاينة ب "هذه المواقف العنصرية في استخفاف فاضح بمبادئ حقوق الإنسان وبغطاء غير محدود من عدد من الدول". وطالبت الوزارة مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة والأطراف كافة بتحمل مسؤولياتها في وقف "العدوان على شعبنا فوراً ورفع جميع أشكال العقوبات الجماعية وتأمين وصول الاحتياجات الأساسية" إلى غزة. وأعلنت دولة الاحتلال الصهيوني أمس الأول، عن فرض إغلاق كامل على قطاع غزة، ومنع إمدادات الكهرباء والمياه والمواد الأساسية، مع مواصلتها شن ضربات جوية مكثفة على القطاع لليوم الخامس على التوالي. في الأثناء، أكدت الأممالمتحدة، أمس، أنّ الحصار الكامل لقطاع غزّة، الذي أعلنه الاثنين وزير الدفاع الصهيوني، يوآف غالانت، "محظور" بموجب القانون الدولي الإنساني. وقال مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إنه يجب احترام كرامة الناس وحياتهم، داعياً جميع الأطراف إلى نزع فتيل التصعيد، مشبّهاً الوضع ب«برميل بارود متفجر". تأهّب لاجتياح برّي في السياق، قال متحدث باسم الجيش الصهيوني إنه قام بتعبئة نحو 300 ألف فرد احتياط، وهو رقم يشير إلى استعدادات لإعلان الحرب البرية على القطاع. ووصف عملية الاستدعاء بأنها الأكبر في تاريخ الكيان خلال فترة زمنية قصيرة. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد قالت إن "مسؤولين أمريكيين يتوقعون أن تبدأ دولة الاحتلال حربها البرية ضد قطاع غزة في غضون 24 ساعة أو 48 ساعة". وفي غضون ذلك، يسعى الاحتلال للحصول على دعم أمريكي، حيث كشف مسؤولان عسكريان أحدهما صهيوني والآخر أمريكي، أن تل أبيب طلبت من واشنطن قنابل "ذكية" دقيقة التوجيه وصواريخ اعتراضية إضافية لنظام القبة الحديدية. وجاء ذلك بعد أن تعهد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الأحد، بأن الولاياتالمتحدة ستنقل المساعدة الأمنية إلى الاحتلال الصهيوني في أقرب وقت. اجتماع لمنظّمة التّعاون الإسلامي
هذا، وبينما يعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب اليوم بالقاهرة، أوردت الأنباء بأنّ المملكة العربية السعودية دعت لعقد اجتماع وزاري عاجل لمنظمة التعاون الإسلامي لبحث التصعيد في غزة.