سبق الكتاب مؤلفه "أنا وحصاني" كتاب للأسير ثائر كايد حماد والذي دخل اليوم عاماً جديداً له في غياهب السجون، سبقه هذا الكتاب الهام إلى فضاء الحرية، جمع خلال صفحاته من أدب وبنات أفكار أسيرنا الثائر التي تغلبت كلماته على أسوار وزنازين السجون، وعبر طيات كتاب خرج للنور يتحدث فيه الأسير البطل وبحروف فيها ومضات نور وشفافية ونزاهة ووطنية ثائر إنسان. الأسير ثائر كايد قدوره حماد، من مواليد العام 1980، من بلدة سلواد رام الله، ويُلقّب بقناص عيون الحرامية، نسبةً للعملية البطولية، التي نفذها بتاريخ 3 مارس 2002، وكان آنذاك بعمر 22 عامًا. اعتقله الاحتلال بعد 30 شهراً من تنفيذ العملية، وحكم عليه بالسجن 11 مؤبداً، وتزامن هذا العام مع حفل إطلاق كتاب له بعنوان" أنا وحصاني"، كم أتوق لقراءة ما كتب هذا الثائر عن حلمه الذي ينتظر أن يتحقق وهو معتلياً صهوة جواده، لينعم بالحرية متنسماً عبق الأرض وملتحفاً السماء من فوقه دون حجب أو أسوار معتقل أو قيود تمنعه من التحليق سابحاً فوق المجد راكضاً مع الريح نحو فضاء الحرية والعيش بسلام. على إدارة السجون توفيرها لهم كالحق بالعلاج والتواصل مع أهاليهم وحقهم بوصول الأخبار من الفضاء الخارجي، نجدهم يستقون مجريات الأمور في الشؤون الوطنية الفلسطينية الداخلية والعربية، وأيضاً ما يتمّ تباحثه في أروقة الأممالمتحدة والمنظمات الدولية والأقطار العربية التي يجب عليها العمل على تحقيق الشرعية الدولية، وإنهاء الصراع الفلسطيني الصهيوني من خلال تحقيق استقلال كامل للدولة الفلسطينية والعاصمة القدس، والإفراج العاجل عن الأسرى، وحل قضية اللاجئين وحقهم بالعودة للوطن الذي هجروا منه قصراً، ومع التأكيد على التمسّك بالثوابت الوطنية في أية مباحثات من شأنها أن تؤدي إلى الحرية والعدالة والسلام، وعلى المجتمع الدولي الضغط على حكومة الاحتلال الضارب عرض الحائط بكافة القوانين والمواثيق وقرارات الشرعية الدولية والتي تؤكد حقّ الشعب الفلسطيني بتقرير المصير. في إطار رسالة أطلقها الأسير حماد من سجنه في نفحة، طالب القيادة وفصائل العمل الوطني بإنجاز وتحقيق ما نتطلع له جميعاً من حرية واستقلال، واستهل رسالته بداية بتحية إلى الشعب الفلسطيني وقيادته ومطالباً الجميع بالالتزام الوطني والسياسي والأخلاقي والعمل على إنجاز ملف المصالحة ومشدداً بأن "الانقسام كل ما طال زاد ضرره"، وداعياً باسمه والحركة الأسيرة بانجاز المصالحة الوطنية. وأشاد" بقيادة حركة فتح وثباتهم على حقوقنا المشروعة، وحرصهم على صون دماء الشهداء، ومضيفاً بعد إفراغ المشهد العام من الرؤية الواضحة لمستقبل قضيتنا ومشروعنا الوطني ورغم كل المسارات السياسية والدبلوماسية، والإنجازات التي تحقّق البعض منها وعلى الثوابت الوطنية، ولكن لا بد من تحديد المسار وبنهج المقاومة، وعلى الثبات على حقوقنا المشروعة والتي أقرتها قرارات عديدة صادرة من المجتمع الدولي، وحيث لم تحقق لنا كافة حقوقنا فمن هذا المنطلق نطالب بانعقاد قريب للمؤتمر الثامن لحركة فتح والعمل على إنهاء الإنقسام الفلسطيني الداخلي والتقيد بقرارات شرعية ووطنية تعزّز من اللحمة والوحدة الداخلية التي من خلالها نتوحد في وجه الاحتلال وسياسته العنصرية وبعض القرارات أحادية الجانب والتي يفرضها على أبناء شعبنا على حدّ سواء من تهويد واستيطان وخلخلة الجغرافيا والديمغرافيا في فلسطين لصالح إسكان مستوطنين جدد وتهويد جائر وغير قانوني. ومطالباً القيادة الفلسطينية بدراسة أية خطوات أو مباحثات مستقبلية داخل المؤتمر الثامن لتوضيح جميع ذلك وبتحديد علاقة شعبنا ودولته مع حكومة الصهاينة القائمة بالاحتلال، وهي علاقة قائمة على الصراع بين شعبنا ودولته الواقعة تحت الاحتلال، وبين قوة الاحتلال". ومختتماً، علينا العمل بكافة المسارات وبكل السبل والإمكانيات حتى إحقاق إنجاز كامل حقوقنا بالاستقلال وإلزام الاحتلال باحترام وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، والعمل على الإفراج العاجل عن الأسرى ولا سيما المرضى منهم والأطفال والنساء"،وموضحاً: بأنه فقط بالوحدة ستنجح جهودهم المقاومة للاحتلال وفي فكّ الحصار عن غزة وفي إحقاق الحقوق المشروعة لشعبنا ولقضيتنا العادلة.