في ظل استمرار آلة الإبادة الصهيونية في محو كافة أشكال الحياة في غزة، يواصل سكان القطاع تأكيدهم على رفض محاولات الاحتلال تهجيرهم قسريا من منازلهم، مشددين على وقوفهم إلى جانب المقاومة في تصديها للعدوان الوحشي. وجّهت مسنّة فلسطينية رسالة إلى كافة فصائل المقاومة الفلسطينية، طالبتها خلالها بالصمود في وجه العدوان، قائلة: "نحن وراءكم حتى لو ما ظل طفل واحد في فلسطين". ودعت السيدة الفلسطينية، في مقطع مصوّر انتشر على نطاق واسع، بنصر المقاومين الفلسطينيين في معركتهم ضد الاحتلال الصهيوني الذي يمارس جرائم حرب وإبادة بحق سكان غزة أمام أنظار العالم. وأضافت: "جاءت الساعة ولا بد أن نتحرّر، نحن شعب مرفوع الرأس وسنظلّ صامدين"، وتابعت: "لن نكون أذلاّء لهؤلاء الصهاينة". الأب مانويل: إن رحلتم فلن تعودوا من جهته دعا الأب مانويل مسلّم في رسالة مصورة، الفلسطينيين في غزة للصمود على كل شبر من الأرض قائلا: إن قصفوا منازلكم فاحذروا أن يقصفوا إرادتكم وشجاعتكم، إن رحل بيتكم بالهدم فلا ترحلوا أنتم، اليوم يوم التحرير وقهر الغزاة الصهاينة"، محذرا إياهم من الرحيل قائلا: "رحلتم مرة فلا ترحلوا مرتين، ما يحدث في غزة هو انتصار لقضيتنا…هو أول بشرى بتحقيق عودتنا". ودعا المواطنين إلى الصمود قائلا:«صمود الشجاع يثبت أقدام خائف أو جندي مقاوم"، و«إن رحلت أنت فعودتك ستكون شبه مستحيلة..إن حيينا أو متنا فللرب والقدسوفلسطين وشعبنا نموت أو نحيا". كما وجّه الأب مسلّم حديثه للعالم: "دولة الاحتلال تهدم بيوت المدنيين على رؤوس أهلها الأبرياء، مئات الأطفال والنساء والشيوخ يذبحون بأمر عسكري تعرفونه…هذه الأفعال جرائم حرب…فلماذا تسكتون وتتغاضون عنه؟"، وأضاف: "صمتكم يعني مشاركتكم في الجريمة…لن نسامح صمتكم". وختم الأب مسلّم رسالته متوجها للمسيحيين في غزة قائلا: "أذكروا أنكم جزء لا يتجزأ من شعبكم العظيم..أنتم جزء أصيل من المقاومة والثبات أمام عواصف الظلم والطغيان"، داعيا إياهم للثبات وعدم الفرقة، "إرادة الله هي قوتكم…صلوا لشعبكم ليرفع الله عنهم وعنكم غضبه الإلهي ويرد برأفته كيد أعدائكم". والأب مسلّم (85 عاما) قيادي مسيحي معروف بمواقفه "الوطنية والوحدوية"، وسبق أن تقلد عدة مواقع في الكنيسة، إضافة إلى نشاطاته المجتمعية والدينية ومنها تأسيس المنتدى الإسلامي المسيحي. المقاومة تعدّ مصيدة للغزاة في الأثناء، قال الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أبو حمزة في كلمة مسجلة الأحد، إن المقاومة لا تزال تخوض المعارك بكل ثبات، ولم ينل من عزيمتها كل ما يقوم به الاحتلال، مؤكدا أنها أعدت جحيما لعساكره الذين يتجهزون لاقتحام قطاع غزة. وخاطب المتحدث قوات الاحتلال قائلا "أما وقد هزمناكم في عقر كيانكم فما بالكم بنا، وقد أتيتم إلينا بأقدامكم، فقد أعددنا لكم العدة، فأهلا وسهلا بكم في رحاب الجحيم". من جهته، قال رئيس الموساد الأسبق داني يتوم "يجب علينا النظر دائما باتجاه الشمال، وأن نضع في الاعتبار أنهم جهزوا لنا مصيدة إستراتيجية، وليس مجرد مصائد تكتيكية، لأننا عندما ندخل إلى غزة سيسحبوننا إلى هناك مع سبق الإصرار، وعندها يمكنهم تحقيق إصابة قوية جدا..يجب التعامل مع هذا الأمر بالتخطيط السليم". حصيلة الشّهداء في ارتفاع أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن ارتفاع عدد ضحايا عدوان الاحتلال إلى نحو ثلاثة آلاف شهيد و9700 مصاب، معظمهم من الأطفال والنساء. ويواصل الاحتلال الصهيوني لليوم 11 على التوالي شن غاراته على القطاع، متعمّدا استهداف المشافي ومركبات الإسعاف ومزودي الرعاية الصحية، إضافة إلى قصف المنازل والأسواق والأحياء السكنية في القطاع. وشنّت مقاتلات الاحتلال غارات واسعة صباح أمس على مناطق مختلفة وسط وجنوب القطاع، ما أسفر عن استشهاد وجرح العشرات. وقال المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، إن الاحتلال الصهيوني قتل أكثر من ألف طفل خلال عدوانه الوحشي على القطاع، مشدّدا على أن "الدول التي تدعم الاحتلال شريكة في قتل الأطفال والنساء والمدنيين". ووصف قاسم آلة الإبادة الصهيونية بأنّها "جريمة حرب مكتملة الأركان، ما يستدعي موقفا واضحا من كل المؤسسات الدولية". أكثر من ألف مفقود تحت الأنقاض في الأثناء، قال فريق الدفاع المدني الفلسطيني، الأحد، إن أكثر من 1000 شخص مفقودون تحت أنقاض المباني التي دمرتها الغارات الجوية الصهيونية في غزة. وحذّر من كارثة إنسانية وبيئية بسبب وجود هذا العدد الكبير من الجثامين تحت أنقاض المنازل المدمرة. هذا، واستهدف الجيش الصهيوني، فجر أمس الإثنين، طاقما يتبع للدفاع المدني كان في طريقه للمشاركة في عمليات الإنقاذ بعد القصف الذي طال مدينة غزة. وقالت مصادر فلسطينية إن عدد شهداء أطقم الإسعاف والدفاع المدني بعد استهداف الجيش الصهيوني لهم، بلغ 7 أشخاص. المحاصرون يشربون مياها ملوّثة تسبّب العدوان بدمار غير مسبوق، كما أدى إلى نزوح أكثر من مليون فلسطيني من منازلهم داخل القطاع بحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). وأضافت الوكالة الأممية أنّ "احتياجات النازحين تفوق طاقاتها، مشيرة إلى أن السكان يشربون مياها ملوثة" بسبب الحصار الشامل الذي فرضه الاحتلال على القطاع في إطار عمليات الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق السكان منذ بدء "طوفان الأقصى". وحذّر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أنّ احتياطيات الوقود في جميع المستشفيات في قطاع غزة من المتوقع أن تنفد اليوم . وأضاف المكتب على موقعه الإلكتروني "توقف المولدات الاحتياطية سيعرض حياة آلاف المرضى للخطر". من ناحية ثانية، جدّد الجيش الصهيوني الدعوة لسكان شمال قطاع غزة إلى التوجه لجنوب القطاع. وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي أن الجيش سيمتنع عن استهداف طريق صلاح الدين الرئيسي في غزة بين الساعة الثامنة صباحا والساعة 12 ظهرا بالتوقيت المحلي كي يسلكه السكان إلى جنوب القطاع. 199 رهينة أكّد الجيش الصهيوني أمس الإثنين، أن عدد الرهائن المحتجزين لدى حماس في قطاع غزة وصل إلى 199 شخصا. ويحمل هذا الإعلان حصيلة جديدة للرهائن، بعد 11 يوما من الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس على الكيان الصهيوني. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هغاري في مؤتمر صحفي: "أخطرنا عائلات 199 رهينة". وكانت دولة الاحتلال أعلنت سابقا وجود 155 رهينة لدى حماس. ومن جهة أخرى، أعلن هغاري مقتل ما لا يقل عن 291 عسكريا صهيونيا، منذ بدء هجوم حماس، وأكّد مقتل نحو 1400 صهيوني، وإصابة الآلاف.