تواصل قوات الاحتلال الصهيوني لليوم 17 على التوالي قصف المباني السكنية والمساجد في قطاع غزة، حيث تستقبل المستشفيات التي توجد في وضع كارثي مزيدا من الجثث والجرحى أغلبهم نساء وأطفال.و في الأثناء، قال متحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني أمس، إن دولة الاحتلال تأكدت من احتجاز 212 أسير في غزة. استشهد عدد كبير من الفلسطينيين وأصيب العشرات، أمس، جراء سلسلة غارات نفذها الطيران الصهيوني، على مناطق مختلفة من قطاع غزة. وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 4 فلسطينيين بينهم سيدتان وطفل في غارة للاحتلال على منزل يعود لعائلة الأسطل وسط مدينة خان يونس، وإصابة عدد آخر بجروح متفاوتة. كما استشهد عدد من الفلسطينيين في قصف منطقة تل الزعتر في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، واستهدف الطيران الصهيوني عدة شقق سكنية في محيط مستشفى الشفاء وسط مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد عدد من الفلسطينيين. واستشهد عدد من الفلسطينيين في قصف منزلين في رفح، كما استشهد فلسطينيان وأصيب عدد آخر بعد استهداف منزل في خربة العدس في رفح. وفي المنطقة الوسطى، استهدف طيران الجيش الصهيوني منزلا في مخيم المغازي، وشن غارات مكثفة في خان يونس تركزت بالمناطق الشرقية وأراضي زراعية ما أدى لوقوع عدة إصابات. هذا، وزعم الاحتلال بأن الضربات التي نفذها قتلت عشرات المسلحين الفلسطينيين، ومن بينهم نائب قائد القوات الصاروخية في حركة حماس. الضّغط على الاحتلال في السياق، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس، بضغط دولي حقيقي لوقف عدوان الاحتلال الصهيوني المتواصل على غزةوالضفة الغربية، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر. وقالت الوزارة، في بيان، إنّها تُحّمل الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن "جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في الضفة الغربية والتدمير الحاصل في غزة". وأضافت أنها "تنظر بخطورة بالغة إلى القصف الذي تعرض له مخيم جنين فجر أمس (الأحد)، واعتبرته تصعيدا خطيرا باستخدام الطائرات الحربية، بما ينتج عنه من ضحايا من المدنيين الفلسطينيين وترويعهم بمن فيهم الأطفال والنساء، ومحاولة تعميم نموذج قصف قطاع غزة على مناطق في الضفة الغربية". وفجر الأحد، اقتحمت قوة من جيش الاحتلال الصهيوني بلدة قباطية قرب جنين شمالي الضفة الغربية، وحاصرت منزلا؛ ما أدى إلى سقوط 5 شهداء فلسطينيين. وطالبت الخارجية الفلسطينية ب "ضغط دولي حقيقي لوقف عدوان الاحتلال على شعبنا الفلسطيني فورا، واستمرار دخول المساعدات الإنسانية، وإعلاء شأن الحل السياسي للقضية الفلسطينية وإنهاء احتلال فلسطين". دعوة جديدة للنّزوح جنوبا هذا، وأعلن متحدث عسكري صهيوني، أنه لن يتم إدخال الوقود الى قطاع غزة بتعليمات من المستوى السياسي الصهيوني. وقد أوقفت دولة الاحتلال إدخال الوقود الى قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الجاري وسط تحذيرات أممية وحقوقية دولية. وقال المتحدث بلسان الجيش الصهيوني، في تغريدة على منصة "اكس": "الوضع الإنساني في قطاع غزة تحت السيطرة". وأضاف: "نناشد سكان شمال القطاع بالتوجه جنوبًا. المساعدات الانسانية ستدخل الى هناك وسنواصل تكثيف الضربات في منطقة شمال القطاع". واستدرك المتحدث العسكري: "الوقود لن يدخل الى قطاع غزة". نفاد الوقود ولا قرار لإدخاله بدوره، حذّر اتحاد البلديات في قطاع غزة، أمس، "من كارثة بيئية جراء نفاذ الوقود من الهيئات المحلية وتعطل محطات الصرف الصحي وتحلية المياه". وقال رئيس اتحاد بلديات قطاع غزة يحيى السراج في بيان، إن "نفاد الوقود من بلديات القطاع ينذر بتوقف الخدمات الأساسية وكارثة صحية وبيئية كبيرة". وأضاف أن "نحو 20 محطة صرف صحي توقفت عن العمل إضافة لمحطات تحلية مياه البحر، كذلك تعطلت أعمال جمع النفايات من شوارع المدن والقرى بسبب الحاجة للوقود". وتابع السراج أن "استمرار تسرب كميات كبيرة يوميا من المياه العادمة غير المعالجة للبحر بسبب انقطاع الكهرباء، وعدم توفر الوقود اللازم لتشغيل محطات الصرف الصحي سيؤدي لاستفحال الكارثة الصحية والبيئية". وكانت مصادر فلسطينية حذرت، من أن عدم إدخال الوقود إلى المستشفيات يشكل خطرا حقيقيا على حياة المرضى. الاجتياح البري آت.. تواصل المقاومة الفلسطينية، منذ أكثر من أسبوعين، قصف مستوطنات الاحتلال ومواقعه، في وقت يتواصل القصف الإجرامي بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة، الذي تشنه قوات الاحتلال. وأعلنت سرايا القدس قصفها التحشيدات العسكرية في موقع صوفا في غلاف غزة برشقة صاروخية. وقصفت المقاومة الفلسطينية مدينة عسقلان المحتلة برشقة صاروخية، رداً على مجازره المتواصلة في قطاع غزة. يأتي ذلك فيما تؤجّل حكومة الاحتلال إعلان هجوم بري على غزة لا تزال تهدد به منذ الأيام الأولى للتصعيد ضد القطاع، وتعزو ذلك إلى أسباب مختلفة كان آخرها أحوال الطقس، بينما تؤكد وسائل إعلام أجنبية وصهيونية أنّ الأزمة السياسية والانقسام في كيان الاحتلال يتفاقم حالياً على خلفية قرار شنّ عملية برية في غزة، وسط تخوّف كبير لدى قادة العدو، وأبرزهم نتنياهو من كارثة جديدة قد تلحق بجيش الاحتلال. توتّر داخل القيادة الصّهيونية في سياق متصل، نقلت وسائل إعلام صهيونية عن مسؤولين في سلطات الاحتلال تأكيدهم أنّ عدداً من وزراء الاحتلال مختف، وسط تقاعس في أداء بعض الوزارات وظائفها. وذكرت مواقع إعلامية للعدو، نقلاً عن رئيس مركز سلطة الجبهة الداخلية لدى الاحتلال حايم بيبس، أنّ "جزءاً من الوزراء مختفٍ بالفعل، وغالبية الوزارات لا تؤدي وظائفها"، مضيفاً أنّ "أحداً ما ضائع كلياً". وأردف بيبس: "نحن نتعامل مع زمرة بيروقراطيين متخلفين عديمي التجربة، فأغلب وزارات الحكومة لا تؤدي وظائفها، وبعضها أيضاً عديمة التجربة". وأضاف مؤكداً أنّ "لا أحد يُعدّ خطة، فنحن نعمل ارتجالاً، ولا أحد يتكلم معنا ولا أحد يأتي للمساعدة..فالوزراء اختبأوا..لا يوجد وزراء، وهناك فقط وزارة الأمن التي نحن على اتصال معها، ووزارة الخدمات الاجتماعية، التي تتابع شؤون عائلات القتلى، ووزارة السياحة، فقط".