بينما تشنّ طائرات الاحتلال ومدفعيّاته قصفاً غير مسبوق على غزة تحت جنح الظلام، بعدما حُجبت شبكات الاتصال الخلوية والإلكترونية في أنحاء القطاع كافة، ما حرم وسائل الإعلام التغطية المباشرة، حذّرت منظمات حقوقية من التبعات الإنسانية لما أقدم عليه الاحتلال، التي قد تتعدّى تعطيل عمل وحدات الإسعاف والإغاثة، ولا سيما لجهة تحديد مواقع المصابين، إلى اقتراف فظائع وطمسها في ظلّ تعطّل وسائل التوثيق الحديثة. وأعربت الأممالمتحدة عن القلق إزاء انقطاع الاتصالات مع قطاع غزة، بسبب العدوان الصهيوني الذي يدخل أسبوعه الرابع. وقالت منسقة الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية لين هاستينغز، في الأرض الفلسطينية المحتلة، إن غزة فقدت الاتصال بالعالم الخارجي، في ظل تقارير عن تكثيف القصف الصهيوني عليها. وأضافت هاستينغز، في تغريدة على موقع "إكس" أن خطوط الهواتف والإنترنت وشبكات الهاتف المحمول قد قطعت، مشيرة إلى أن المستشفيات والعمليات الإنسانية لا يمكن أن تواصل العمل دون اتصالات وطاقة وغذاء وماء ودواء. وشددت المسؤولة الأممية على أن سلامة المدنيين، بمن فيهم العاملون في المجال الصحي والصحافيون وموظفو الأممالمتحدة، في خطر جسيم. وقالت: "الحروب لها قواعد. ويجب حماية المدنيين". المدنيون تحت الخطر شددت منظمة العفو الدولية على وجوب إعادة تشغيل الإنترنت والاتصالات في غزة بشكل عاجل كي تتمكن فرق الإنقاذ من إسعاف ونقل المصابين الذين يتزايد عددهم بسبب تكثيف الاحتلال للقصف الجوي والبري على غزّة. وصرّحت "العفو الدولية"، في بيان: "فقدنا الاتصال بزملائنا في غزة، وتواجه منظمات حقوق الإنسان عقبات متزايدة تصعّب توثيق الانتهاكات بسبب كثافة الهجمات وقطع الاتصالات". وحذّرت من أن المدنيين في غزّة باتوا عرضة "لخطر غير مسبوق؛ دولة الاحتلال قطعت كل سبلهم للاتصال، بينما تكثّف القصف وتوسّع هجماتها البرية". فظائع جماعية في الظلام من جهتها، حذّرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان أمس من أن انقطاع الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف صهيوني مكثف قد يشكل «غطاء لفظائع جماعية". وقالت المسؤولة في «هيومن رايتس ووتش"، ديبورا براون في بيان، إن انقطاع المعلومات هذا قد يكون بمثابة «غطاء لفظائع جماعية ويسهم في الإفلات من العقاب على انتهاكات لحقوق الإنسان». بدورها، تحدثت خدمة «نت بلوك"المعنية بمراقبة الاتصال بالإنترنت عن «انهيار الاتصال في قطاع غزة». ووفقا لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فقدت وكالات أممية عدة الاتصال بفرقها في غزة. وفي بيان قالت لين هاستينغز، منسقة الشؤون الإنسانية في «أوتشا» إن العمليات الإنسانية وأنشطة المستشفيات «لا يمكن أن تستمر بلا اتصالات». كذلك، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني على موقع «إكس» أنه «فقد الاتصال بمركز عملياته وبكل فرقه في قطاع غزة، بسبب قطع السلطات الصهيونية الاتصالات اللاسلكية والخلوية والإنترنت». الصحّة العالمية تدّق ناقوس الخطر كتب مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في منشور على منصة إكس، أن المنظمة لا تزال غير قادرة على التواصل مع موظفيها ولا مع المرافق الصحية في غزة. وقال تيدروس أدهانوم "انقطاع الكهرباء في غزة يجعل من المستحيل وصول سيارات الإسعاف إلى الجرحى". وأضاف مدير منظمة الصحة العالمية أنه "لا يمكن إجلاء المرضى في مثل هذه الظروف أو العثور على ملجأ آمن". وكانت منظمة "أطباء بلا حدود" قالت في وقت سابق إنها لم تتمكن من الوصول إلى بعض الزملاء الفلسطينيين. وأعربت المنظمة عن قلقها بشكل خاص على "المرضى والطاقم الطبي وآلاف العائلات التي لجأت إلى مستشفى الشفاء والمرافق الصحية الأخرى". من جهتها، قالت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسف" إن المنظمة لم تعد قادرة على التواصل مع موظفيها في غزة.———————————————————————————————————