وثّق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، استهداف قوات الاحتلال الصهيوني بشكل متعمد المعالم الأثرية الفلسطينية في قطاع غزة في إطار حربها المدمرة المتواصلة منذ سبعة أسابيع، موضحا أن ذلك يعد استهدافا صريحا للإرث الحضاري الإنساني. قال المرصد عبر موقعه الإلكتروني الرسمي، إن الاحتلال شن هجمات جوية ومدفعية على مواقع تاريخية عديدة تشكل الجزء الأبرز في التراث الثقافي في قطاع غزة، بما في ذلك مواقع أثرية ومبان تاريخية ودور العبادة والمتاحف، ما أدى إلى دمار وأضرار كبيرة فيها. وأضاف أن من بين الهجمات الصهيونية، استهداف المسجد العمري الكبير التاريخي وسط مدينة غزة، وتدمير مئذنته التي يعود تاريخ بنائها إلى 1400 عام، مبينا أنه المسجد الأكبر والأقدم في قطاع غزة. وكشف عن استهداف الاحتلال ثلاث كنائس تاريخية في قطاع غزة، لا سيما كنيسة القديس (برفيريوس) العريقة، وتعد أقدم كنيسة في غزة ويعود تاريخ البناء الأصلي للكنيسة إلى عام 407 ميلادية فوق معبد وثني خشبي يعود إلى حقبة سابقة. وأشار إلى أن الاحتلال قصف معظم أجزاء البلدة القديمة لمدينة غزة وفيها 146 بيتا قديما، إضافة إلى مساجد وكنائس وأسواق ومدارس قديمة وتاريخية، ما تسبب في تدميرها بشكل شبه كلي. ودمر جيش الاحتلال موقع البلاخية الأثري وميناء غزة القديم في شمال غرب مدينة غزة، والذي يعود بناؤه إلى 800 عام قبل الميلاد، وكان يعتبر من أهم المعالم الأثرية في غزة ومدرج على اللائحة التمهيدية للتراث العالمي ولائحة التراث الإسلامي، بحسب المرصد الحقوقي. وأوضح الأورومتوسطي أن مقاتلات الاحتلال الحربية، دمرت أيضا "بيت السقا" الأثري في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، والذي يعود تاريخ بنائه إلى ما قبل ال400 عام على مساحة كانت تبلغ 700 متر. وتابع المرصد في تقريره توثيق استهداف الاحتلال الكثير من المعالم والمواقع التاريخية في قطاع غزة، ما تسبب في تدميرها بشكل جزئي أو كلي. وشدد على أن تدمير واستهداف المواقع التاريخية والأثرية قد يرتقي إلى جريمة حرب بموجب "ميثاق روما" المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية، وانتهاكا صريحا لمعاهدة لاهاي المتعلقة بحماية الإرث الثقافي أثناء الصراعات المسلحة.