في اليوم ال113 للعدوان الصهيوني على غزة، استمر جيش الاحتلال بارتكاب المجازر واستهداف المدنيين في مختلف أرجاء القطاع، في وقت ارتفعت فيه حصيلة الإبادة المتواصلة منذ السابع أكتوبر أمام أنظار العالم إلى 26083 شهيداً، غالبيتهم من النساء والأطفال، بينما ما يزال كثيرون تحت الأنقاض، ولا يمكن لفرق الإسعاف الوصول إليهم. كثف جيش الاحتلال الصهيوني أمس قصفه وعدوانه على خان يونس جنوبي قطاع غزة.ونفذت مقاتلاته طلعات هجومية واسعة استهدفت عشرات الأهداف ما أدى إلى ارتقاء مزيد من الشهداء وتسجيل مزيد من الدمار والنازحين، وبالموازاة وقعت اشتباكات كبيرة بين المقاومة والقوات الغازية. كما واصل الجيش الصهيوني هجماته في شمال غزة وفي وسط القطاع، إذ أفاد «المركز الفلسطيني للإعلام»، أمس، بأن 13 شهيدا نُقِلوا إلى مستشفى «شهداء الأقصى» بعد قصف ليلي استهدف منازل في وسط قطاع غزة، كما فتحت زوارق حربية صهيونية النار على مناطق غرب دير البلح بوسط القطاع. وكانت وكالات الأنباء قد ذكرت، في وقت متأخر من ليل الخميس، أن 22 شخصاً استشهدوا في قصف صهيوني على خان يونس استمر طوال اليوم . وسجّلت محاصرة الاحتلال مدرسة الأمل التي تؤوي نازحين، كما أعلنت أن قوات العدو اعتلت بنايات سكنية في محيط حي الأمل وأطلقت النار على المدنيين . مجزرة بحق جياع ينتظرون مساعدات تأتي هذه التطورات الميدانية، بعد المجزرة الرهيبة التي ارتكبتها قوات الجيش الصهيوني عندما قصفت تجمعًا لمواطنين كانوا بانتظار المساعدات الإنسانية عند دوار الكويت في مدينة غزة، ما أسفر عن وقوع نحو 50 شهيدًا. وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أنّ قوات الاحتلال الصهيوني ارتكبت "مجزرة" جديدة بحق آلاف المدنيين الذين كانوا ينتظرون للحصول على مساعدات قرب مفترق دوار الكويتجنوب مدينة غزة، وقالت إن 50 شهيدا على الأقل ارتقوا خلال القصف، وأصيب و150 آخرين. وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، إن: "العدو الصهيوني يرتكب مجزرة جديدة بحق آلاف الأفواه الجائعة التي كانت تنتظر المساعدات الإنسانية عند دوار الكويتبغزة". وليست هذه المرة الأولى التي يستهدف فيها جيش الاحتلال الصهيوني تجمعات لمواطنين فلسطينيين ينتظرون مساعدات إنسانية وإغاثية شحيحة نادراً ما تصل لمحافظة غزة وشمال القطاع. وأوضحت مقاطع فيديو تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي استهداف المواطنين الذين كانوا ينتظرون حصولهم على المساعدات بالقذائف المدفعية وإطلاق النار من طائرات مسيرة صوبهم.. وقال شهود عيان إن "المساعدات المُنتظرة لم تصل محافظة غزة بعد". وقالت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وفي أكثر من مناسبة إن حافلاتها المحملة بالمساعدات "تتعرض لإطلاق النار" من الجانب الصهيوني. كما أكدت "أونروا" أن إدخال مساعدات لمحافظتي غزة والشمال في القطاع منذ 27 ديسمبر الماضي، لا تلبي الاحتياجات الحقيقية، وأكد أنّ هذه المساعدات "لا تلبّي شيئاً من احتياجات سكان محافظتي غزة والشمال"، لافتًا إلى أنّ "عشرات الآلاف من الفلسطينيين المحاصرين يتضوّرون جوعًا". قصف مركز نازحين لأونروا في السياق، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، "أونروا" إن جيش الاحتلال استهدف مبنى لها يؤوي 800 نازح، للمرة الثالثة على التوالي ما أسفر عن استشهاد 13 مدنيا وإصابة 56 منهم 21 في حالة خطرة. وذكر مدير شؤون أونروا أن الملجأ ظل محاصرا لمدة خمسة أيام، مع وقوع وفيات وإصابات متكررة. وقال المسؤول الأممي إن مكان الإيواء ذلك تأثر بشكل مباشر وغير مباشر بالنشاط العسكري 22 مرة منذ 7 اكتوبر، مضيفا أن الحادثة الأخيرة كانت القصف المباشر الثالث على هذا المجمع. وذكر أن المباني التي ترفع علم الأممالمتحدة تعرضت مرتين على الأقل لنيران الدبابات، دون سابق إنذار. منطقة عازلة استهداف الاحتلال مركزًا للأمم المتحدة يأوي نازحين في مدينة خان يونس، الأربعاء، وقصف جياع ينتظرون الطعام ليس صدفة، أو حدثا عابرا، وإنما يأتي في سياق ترويع المواطنين واستهدافهم الممنهج ضمن جرائم الحرب التي يشنها، إذ عاد جيش الاحتلال وأمر بمغادرة النازحين المركز الذي تعرض للقصف وأمهلهم حتى الساعة الخامسة من بعد ظهر الجمعة، بحسب ما قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا). وتصر سلطات الاحتلال على إقامة "منطقة عازلة" في قطاع غزة على الرغم من الرفض الدولي على اعتبار أن ذلك يشكل انتهاكا للقانون الدولي. وفي هذا السياق، بدأت قوات العدو بتدمير 2850 مبنى في قطاع غزة، لإقامة تلك المنطقة بعمق كيلومتر واحد داخل القطاع. خسائر الاحتلال تتزايد إلى ذلك، أفاد الجيش الصهيوني، بإصابة 38 عسكريا خلال الساعات ال24 الماضية، بينهم 8 في المعارك البرية بقطاع غزة. ووفق معطيات الجيش المنشورة على موقعه الرسمي، ارتفع عدد العسكريين والضباط الجرحى منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي، إلى 2748، ارتفاعا من 2710 من الأربعاء"، وبذلك يكون 38 عسكريا وضابطا أصيبوا منذ الأربعاء. يذكر أن الاحتلال، أعلن ارتفاع عدد الضباط والعسكريين القتلى منذ بداية الحرب إلى 556، بينهم 219 منذ بداية الحرب البرية في قطاع غزة، في 27 من الشهر ذاته. المقاومة تتصدّى وحول معارك المقاومة، قال الناطق العسكري باسم "كتائب القسام" "أبو عبيدة" إن عناصر "القسام" دمروا خلال الأسبوع الماضي 68 آلية عسكرية كليًا أو جزئيًا لجيش الاحتلال. وأضاف أن عناصر "القسام" أكدوا القضاء على 53 عسكريًا صهيونياً من نقطة الصفر وقنص 9 عساكر وإيقاع العشرات بين قتيل وجريح في 57 مهمة عسكرية مختلفة تم خلالها استهداف القوات البرية المتوغلة بالقذائف والعبوات المضادة للتحصينات والأفراد والأسلحة الرشاشة. وكشف عن نسف 4 منازل وتفجير مدخلي أنفاق وحقل ألغام في قوات الاحتلال، فضلاً عن إسقاط طائرتي استطلاع من طراز "سكاي لارك" والاستيلاء على 8 طائرات "درون"، بينها طائرتان انتحاريتان. استشهاد 120 صحافي من ناحية ثانية، يواصل الكيان الصهيوني استهدافه المتعمّد للصحافيين، آخرهم الصحافي إياد أحمد الرواغ، وهو مراسل ومقدم برامج في إذاعة "صوت الأقصى"، الذي استشهد إلى جانب أفراد من عائلته من جراء قصف منزله في منطقة الحساينة في مخيم النصيرات. وبذلك، يرتفع عدد الشهداء الصحافيين إلى 120 منذ بداية العدوان.