أطلقت محافظة الغابات لولاية بومرداس بالتنسيق مع هيئات محلية وفعاليات المجتمع المدني حملة تشجير واسعة خلال الموسم الحالي لتعويض عدّة مساحات غابية تضرّرت بفعل الحرائق وتأثير العوامل الطبيعية، حيث كانت الانطلاقة من غابة سيدي حلو ببلدية بودواو التي تعتبر محطة انطلاق سنوي لهذه المبادرة التي تسعى إلى دعم الغطاء النباتي والغابي وتكريس ثقافة الحفاظ على التوازن البيئي والتنوّع الإيكولوجي المهدّد يوميا. حظي قطاع الغابات بعناية كبيرة واهتمام خاص في مختلف برامج التنمية المحلية والاقتصادية الوطنية نظرا لما يمثله هذا النشاط من موارد طبيعية وفوائد بيئية وإيكولوجية من جهة، ومحاولة تقليل العوامل المهدّدة بفعل ظاهرة الحرائق السنوية التي تأتي على مساحات واسعة من الغابات والأحراش وحتى الأشجار المثمرة خصوصا أشجار الزيتون التي تنتشر أغلبها في السفوح الجبلية، وأيضا تفعيل مخططات الوقاية والحماية من كلّ أشكال الاعتداءات التي تتعرّض لها هذه الفضاءات الطبيعية عن طريق الاستغلال العشوائي وتقطيع الأشجار تحت طائلة استصلاح الأراضي من أجل ممارسة النشاط الفلاحي والرعوي. ويهدف تشديد القرابة على المساحات الغابية وحمايتها من هذه التجاوزات، أطلقت محافظة الغابات لولاية بومرداس برنامجها السنوي بشقيه الوقائي وعمليات التشجير وإعادة التشجير الواسعة لاسترجاع ما أتلفته عشرات الحرائق التي عرفتها بلديات الولاية خلال الصائفة الماضية وما قبلها. وقامت والي بومرداس فوزية نعامة بعملية التنصيب الرسمي للجنة الولائية لمكافحة حرائق الغابات لسنة 2024، واللجنة العملياتية الدائمة لمكافحة الغابات، مع المصادقة على المخطط الولائي لحماية الغابات من الحرائق ومكافحتها، وتكثيف حملات التوعية والتحسيس لدى المواطنين والفلاحين بضرورة التجنيد للمساهمة في إنجاح البرنامج بهدف التقليل من هذه الظاهرة التي تتسبب سنويا في خسائر مادية كبيرة في الغطاء النباتي والمحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية. وبهدف استرجاع المساحات الغابية التي أتلفتها الحرائق، شهدت غابة سيدي حلو عمليات تشجير واسعة بغرس أزيد من 4 آلاف شجيرة من مختلف الأنواع تحت إشراف محافظة الغابات والسلطات الولائية والمحلية وعدّة هيئات ومديريات إلى جانب الجمعيات الناشطة، وهي خطوة أولى نحو توسيع المبادرة إلى باقي البلديات والمناطق الغابية المتضرّرة خصوصا مرتفعات تيجلابين والثنية، بني عمران، سوق الحد، شعبة العامر وصولا إلى أقصى المنطقة الشرقية بناحية سيدي داود، تاورقة واعفير التي كانت هي الأخرى مسرحا لعدد من الحرائق. بالموازاة مع عملية التشجير واسترجاع الغطاء الغابي، تتواصل عملية دعم ومساعدة الفلاحين المتضررين من ظاهرة الحرائق، حيث شرعت محافظة الغابات بالتنسيق مع المصالح الفلاحية في توزيع عدّة أنواع من الأشجار المثمرة، حيث تم توزيع قبل أيام 3483 شجيرة من الزيتون، المشمش، الكرز، اللوز، الخوخ، الليمون، البرتقال وغيرها من الأصناف شملت بلديات بن شود، اعفير، دلس، سيدي داود، تاورقة، بغلية والناصرية، وقبلها تم توزيع 9945 شجيرة لفائدة الفلاحين الناشطين ببلديات سي مصطفى، يسر، شعبة العامر وبلدية تيمزريت والعملية متواصلة لتمس باقي البلديات. للإشارة، فإنّ ولاية بومرداس بطابعها الغابي والجبلي تملك سجلاّ حافلا لظاهرة الحرائق ولو أنّها تراجعت نسبيا الصائفة الماضية بفضل التدابير الوقائية المتخذة التي تضمّنها القرار الولائي رقم 952 لسنة 2022 المتضمّن عدّة إرشادات وممنوعات، وهذا مقارنة مع كارثة سنة 2021 التي تسببت في أضرار مادية ل21 عائلة وإتلاف كبير ل221 مستثمرة فلاحية حسب تقارير اللجنة الولائية المختصة، فيما عرفت سنة 2017 أيضا حرائق واسعة في المساحات الغابية والأحراش ومساحات أشجار الزيتون، حيث التهمت ألسنة النار أكثر من ألف هكتار وإتلاف 3300 شجرة مثمرة و12 ألف شجرة زيتون على مساحة 140 هكتار.