شهدت الأسابيع الأخيرة انخفاضاً ملموساً في أعداد المساعدات والشاحنات الواردة إلى قطاع غزة نتيجة للتظاهرات التي يقوم بها المستوطنون الصهاينة قرب معبر كرم أبو سالم التجاري الذي يفصل بين غزة والأراضي المحتلة عام 1948. وللأسبوع الثالث على التوالي تشهد أعداد الشاحنات الواردة لغزة تراجعاً ملحوظاً في ظل حرب التجويع والإبادة التي يتعرض لها 2.53 مليون نسمة في القطاع المحاصر صهيونياً للعام الثامن عشر على التوالي. في هذا السياق، يقول مسؤول في الهيئة العامة للمعابر والحدود في غزة إنه في الأسبوعين الماضيين تأثرت حركة الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى قطاع غزة بفعل الاحتجاجات التي ينظمها المستوطنون قرب المعابر التي تفصل القطاع والأراضي المصرية عن الأراضي المحتلة. ويضيف المسؤول، أن بعض الأيام شهدت عدم دخول أي شاحنة إلى القطاع جراء هذه الاحتجاجات التي تبدو مقصودة وموجهة للتأثير على حجم المساعدات التي تدخل لغزة. ويوضّح المصدر أن مخازن "أونروا" فرغت بشكلٍ تام، جراء عدم انتظام دخول المساعدات ما تسبب في توقفها لمدة يومين عن تسليم الطحين، وانعكس بالسلب على أسعاره الموجودة في الأسواق حيث ارتفعت بشكل كبير. وتخلو أسواق القطاع في جنوبه ووسطه من الكثير من السلع الأساسية لا سيما فيما يتعلق المواد الغذائية، في الوقت الذي يعاني فيه سكان مدينة غزة وشماله من مجاعة حقيقية دفعت السكان للاعتماد على علف الحيوانات لصناعة الخبز. وكانت وسائل إعلام أشارت في وقتٍ سابق إلى أن جمعيات صهيونية مرتبطة بحزب الليكود الذي يترأسه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الصهيوني هي من تقود التظاهرات المرتبطة بعرقلة دخول المساعدات للقطاع. جيش من اللّصوص هذا، وفي حين يكشف استطلاعُ رأي جديد أن أغلبية الصهاينة يعارضون إدخال معونات إنسانية للغزيين، حتى لو تمّ ذلك من خلال منظمات دولية لا علاقة لها بحماس أو بالأونروا. فقد أظهرت مصادر، أن الصهاينة تسكنهم شهوة كبير في الانتقام من الفلسطينيين ليس فقط بحرمانهم من الغذاء والدواء بل وبنهب وسلب ممتلكاتهم. وقد كشف تباعاً في تقارير للصحافة الصهيونية، عن تورّط ضباط يسرقون محتويات المنازل الفلسطينية الفارغة، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، في حيّ الرمال الذي يقع غربي مدينة غزة، استعرض عسكري صهيوني عبر هاتفه، ما استطاع سرقته من صيد ثمين بعد أنْ نهب أحد البيوت المدمّرة هناك، وسرق مجوهرات أصحابه وحاجاتهم. ولم تكن سرقة هذا العسكري هي الوحيدة، بل سبق ونشر عساكر صهاينة في غزة العديد من الفيديوهات التي ظهروا خلالها وهم يحاولون سرقة خزنة داخل أحد البيوت الفلسطينية، واستعراضهم لما حصلوا عليه من جواهر وغيرها الكثير. سرقة البنوك والجثت وتحت ذريعة محاربة الإرهاب، صادر جيش الاحتلال أكثر من 60 مليون دولار من غزة، بالإضافة إلى الاستيلاء على 54.3 مليون دولار من بنك فلسطين، وهو ما يشكّل جريمة حرب.كما سرق عساكر العدو الآثار، وحتى جثت الشهداء للإستيلاء على أعضائها وجلودها، وقد قيل في هذا السياق إنّ دولة الاحتلال تقوم منذ عقود بهذا النوع من السرقات، كونها تمتلك أكبر بنك جلود في العالم، وهو منشأة طبية تخزن الجلود البشرية لاستخدامها لاحقًا في معالجة الحروق والسرطانات الجلدية. وفي هذا المضمار، أكّد باحث صهيوني في مجال العلاقة بين الجيش والمجتمع والسياسة أن السلب والنهب في غزة هما جزءٌ من الانتقام الصهيوني من الفلسطينيين. هكذا، يتجلى واضحا أن الجيش الذي كان يتباهى أمام ما يُسمّى بالعالم الحر، ويسوّق زورًا وبهتانًا أنّه الجيش الأكثر أخلاقيّةً في العالم، أكّد للعالم بأسره خلال الأشهر الماضية، بأنّه من أكثر الجيوش وحشيّةً، وعلاوة على ذلك، فإنّه في الآونة الأخيرة تبيّن بأنّ عساكره يقومون بأداء دور اللصوص.