أكتب كي أفجّرَ الحزنَ.. وبعض الكتابةِ تهمة أكتب كي ينتصرَ النّهارُ على سرّ العَتمة كي تصافحنَي السّنابلُ كلّما ارتعشت غيمة أكتب كي تعانقَني الورودُ على حين ضمّة أكتب حتّى أنقذَ البلادَ من أضراسِ الجنون حتّى أنقذَ المرأةَ من نفسِها، جرّاء الظّنون أُخرِج النّص كحمامةٍ من قبعةٍ ساحرة أخترع القصيدة من جيوب الذّاكرة أنتزع الكتابة من الحروف المعاصرة أجرح كثافة المعنى بنصوصٍ مغامرة أرتكب ذنب الكتابة كي تبقى المرأة مرأةً.. كي يبقى الرّجل رجلًا وكي يعودَ الإنسانُ إلى طبيعة الإنسان أرتكب ذنب الثّقافة.. كي يدرك السّكان الفرقَ بين صباح القرنفلة وصباح المقصلة والفرقَ بين مساءٍ مع رمانة ومساءٍ في زنزانة كي يسقطَ الطّغاة، ويذوبَ الطّغيان أرتكب ذنب الإبداع كي أبقى طفلةً في يقين عيني.. كي يسقطَ غرور المثقفين.. وكي أكون صوتًا لمن لا يملكون اللّسان أتعطّر باللّغة، كما تتعطّر ربّةُ البيت بشجرة اللّيمون أتنهد بين الصّفحات.. وأشتاق لها، كاشتياق أسيرٍ لحاسّة اللّمس ولغة العيون أكتب كي أحوّلَ دموعَ الشّعوب إلى دروب كي أقلّدَ الأطفالَ في الخطايا والذّنوب أكتب دون موعدٍ، كسطوع جبينه في كلّ مرّة وهل هناك شمسٌ أبهى من جبين المحبوب يا أصدقائي.. أنا أكتب كي أصل لأعماق نفسي فأنا الصّوت الذي يمشي.. بحريةٍ بين عنابر السّجون أنا أحلم.. أحلم أن أحطّم القضبان والحكّام والقانون