يعتبر الفيلم الوثائقي حول حسنة البشارية المعنون ب "مغنية الروك الصحراوية" تكريما لهذه الفنانة وللتراث الثقافي والموسيقي الجزائري، كما أشارت إليه يوم الخميس مخرجته الجزائرية - الكندية، سارة ناصر. يعد الفيلم الوثائقي الذي سيعرض في 31 من الشهر الجاري بالجزائر العاصمة وفي 3 أفريل القادم بوهران "إشادة قوية بأعمال أيقونة الموسيقى والغناء النسائي والتي تابعتها لمدة 10 سنوات، حيث حاولت تصوير محطات من حياتها الشخصية والفنية والتي تتخللها وقائع صعبة"، مثلما أوضحت المتحدثة في مكالمة هاتفية مع "وأج" على هامش إقامتها بالجزائر. وأضافت: "إنّني سعيدة جدا كون الجمهور بالجزائر العاصمة ووهران سيتمكّن أخيرا من مشاهدة هذا الفيلم بعد عرضه في الأيام السينمائية (بجاية) في سبتمبر الماضي وفي مهرجان تاغيت (بشار) في فبراير 2023''، معبّرة على أملها في أن "تقام عروض أخرى في مدن أخرى للبلاد ليتمكّن الجمهور من التعرف بشكل أفضل على هذه الفنانة وفن الديوان". وتابعت المخرجة سارة ناصر قائلة إنّ فيلم "مغنية الروك الصحراوية"، الذي تبلغ مدته ساعة و15 دقيقة وتمّ تصويره وإنتاجه خلال فترة دامت حوالي عشر سنوات، هو "عبارة عن بورتريه لحسنة البشارية المرأة الوحيدة التي عزفت ببراعة على آلة القومبري وهي الآلة الوترية الوحيدة لموسيقى ورقص الديوان والتي كانت سابقا حكرا على المعلمين (رجال)". «وباعتبارها المرأة الوحيدة التي عزفت على القمبري، فإن حسنة البشارية هي أوّل فنانة تخطّت الحواجز والطابوهات الاجتماعية لثقافة الديوان في البلاد"، مثلما شرحت المتحدثة. يذكر أنّ هذا الفيلم الطويل قد افتكّ منذ صدوره في 2022 العديد من الجوائز العالمية، سيما منها جائزة أحسن فيلم وثائقي طويل مصنف "نظرات من هنا" في المهرجان الدولي "مناظر إفريقيا" بمونتريال (كندا) في 2022، وجائزة أحسن فليم وثائقي طويل في سان فرانسيسكو (الولاياتالمتحدة) مهرجان الفيلم العربي 2022، وجائزة أحسن فليم من إخراج امرأة في مهرجان السويد الدولي بالإضافة إلى الجائزة الكبرى للجنة التحكيم للفيلم الوثائقي في المهرجان الدولي للأفلام الإفريقية والمنحدرين من أصل إفريقي "بانغي: تصنع سينماءها" (إفريقيا الوسطى). كما تحصّل أيضا على العلامة الخاصة للجنة التحكيم في "أحمد عطية جائزة لحوار الثقافات 2022" (إسبانيا)، فضلا عن بلوغه المرحلة النهائية في صنف الأفلام الطويلة في مهرجان "الأثر الاجتماعي للفيلم والفن'' بمونتريال (كندا) في 2022. كما رشّح في نفس السنة لنيل "جائزة الجمهور لأفضل فيلم أخرجته امرأة ملونة'' بنيويورك (الولاياتالمتحدة). وبخصوص مشاريعها السينمائية المستقبلية، أشارت المخرجة إلى أنّها ستستمر بعد هذا الفيلم في عملها على استكشاف التراث الثقافي والمادي واللاّمادي الجزائري من أجل إبرازه وترقيته.