الأمراض المزمنة متعددة وكثيرة، وثمة عدد لا يستهان به من المصابين بها، ولكل حالة نظام غذائي صحي، يقي من المضاعفات الخطيرة في شهر رمضان أو سائر أيام السنة، لكن الكثيرين لا يبالون بالنصائح والإرشادات الطبية، فتكون النتيجة جد وخيمة ومؤلمة، تتراوح من ضرر دائم إلى الوفاة، وهنا يكمن الخطر الذي يهدد الصحة العمومية، فيما يبقى التكفل الصحي بالمرضى على نحو منهجي ومستمر، أحد المحاور المهمة لورقة الطريق لوزارة الصحة والسكان. تقول الدكتورة بودراع نوال، طبيبة عامة بمصلحة الإستعجالات الطبية والجراحية بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 54 بإيسطو، شرقي وهران، أن (شهر رمضان من الأشهر المختلفة تماما عن سائر أشهر السنة وبكل المقاييس، بكونه منعطفا مهما وإيجابيا في حياة الصائم وصحته، إذا اتبع "نظام غذائي متوازن"، يمكن أن يكون له نتائج أفضل من أكثر أنواع الحميات الغذائية فعالية، ويحدث العكس تماما في حالة الأكل "غير الصحي" الذي لا يحتاجه الجسم ولا يستفيد منه. أكدت الدكتورة بودراع في تصريح ل "الشعب" أن "السلوكيات الخاطئة في تناول الأغذية وعدم التخطيط الجيد للوجبات خلال الشهر الفضيل، قد تجعل الفرد يكتسب أمراض أخرى، عوض منح الجهاز الهضمي فرصة للاستراحة والتخلص من الوزن الزائد، باعتباره من أكثر الأسباب المؤدية إلى خطر الإصابة بكثير من المشكلات الصحية، ولعل أبرزها مرض القلب وداء السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكولستيرول وأمراض الكبد وانقطاع النفس النومي وبعض أنواع السرطان." وأشارت أن "برنامج الخدمة على مستوى الإستعجالات الطبية في شهر رمضان المعظم، يختلف عن مثيله في بقية أيام السنة، نظرا لكثرة الحالات الاستعجالية في فترة ما بعد الإفطار، لذلك يسعى الفريق المناوب لتغطية حاجيات ومتطلبات المرضى، مهما كان النقص، ومهما كان التوافد كبير"، مبينة في الوقت ذاته أهمية مستشفى أول نوفمبر، كواحد من أكبر المؤسسات الاستشفائية العمومية في الجزائر، يستقبل المرضى من مختلف جهات الوطن، وخاصة الجهة الغربية والجنوبية الغربية، بحكم أن وهران، ثاني أكبر ولاية بعد الجزائر العاصمة، تعرف اكتظاظا وإقبالا للزوار والسياح من داخل وخارج الوطن". أرقام متدنية في الأسبوع الأوّل لرمضان وأفادت أن "مصلحة الإستعجالات الطبية والجراحية، التابعة لنفس المؤسسة الاستشفائية، تبذل جهودا مضاعفة لتقديم أرقى الخدمات للمواطنين خلال الشهر الفضيل"، مؤكدة أنها تشتغل بنسبة 100 بالمائة من حيث الإمكانيات البشرية والتجهيزات الضرورة، بما فيها التصوير الطبي بواسطة" الإيكو" و«السكانير" وبالرنين المغنطيسي "إي أر أم"، إضافة إلى مخبر للتحاليل، يستوعب كافة احتياجات المرضى. ولفتت إلى أن الأرقام المسجلة عبر مختلف المصالح الحساسة في الأسبوع الأول من الشهر الفضيل، كانت "متدنية" و«محفزة"، تعكس التزام المرضى المزمنين بالقواعد الصحية المتفق عليها، ونفسه بالنسبة لحالات الاعتداء الجسدي والشجار، وكذا حوادث المرور، ما عدا حادث خطير، سجل مع الساعات الأولى لصبيحة يوم 18 مارس، راح ضحيتها شخصين، واثنين آخرين في حالة حرجة، جراء اصطدام مركبة سياحية يقودها شباب قصر بين 15 و17 سنة مع شاحنة.)، لكنها استطردت بالتأكيد على أن هذه المؤشرات، أخذت في الارتفاع نحو الأرقام المسجلة في الأيام العادية، ابتداءً من الأسبوع الثاني لرمضان. السكري والقولون والجهاز الهضمي في الصدارة وكشفت المتحدثة ذاتها عن حصيلة الإستعجالات الطبية خلال سبعة أيام الأولى من شهر رمضان الفضيل، والمتمثلة في 98 حالة ارتفاع السكر في الدم، 63 حالة تعاني من مشاكل صحية على مستوى الأمعاء والمعدة، 70 حالة ارتفاع ضغط الدم، 28 حالة ارتفاع ضغط الدم، 28 حالة جلطة دماغية بمعدل 03 إلى 04 جلطات في اليوم. ووفقا لنفس الحصيلة، فإن عدد الحالات الاستعجالية الليلية اليومية، أي بعد تناول وجبة الإفطار بساعات، تتوزع كالآتي: من 10 إلى 12 حالة لمرضى السكري، يليهم 8 إلى 9 مرضى القولون والجهاز الهضمي من قرحة المعدة والإسهال أو الإمساك، ثم من 5 إلى 6 مرض الضغط، وزهاء 3 على أعلى تقدير مرضى السكتة الدماغية ومرضى الربو على حسب الحالة الجوية. ونوهت الطبيبة العامة، بودراع منال، بجهود الطاقم الطبي وشبه الطبي وإطارات وعمال قطاع الصحة دون استثناء، لطبيعة مهمتهم النبيلة والشاقة في آن واحد، والتي تجتمع فيها خاصيتي؛ البعد الإنساني لهذه المهمة، والمصلحة العامة التي تنطوي عليها، دون الإخلال بالتوازن بين العمل والحياة الأسرية وتأدية العبادات في شهر رمضان.