أثبتت عاصمة الغرب وهران في مختلف الظروف التعيسة والسعيدة، أنها مثال يقتدى به، ونموذج إيجابي عن المشاركة المجتمعية من أجل خدمة الصالح العام في المجالات المختلفة، وأعظم دليل على ذلك صور التعاون والتكافل في رمضان، وليس الغريب أن يساعد المقتدر ماديا المحتاج، إنّ الغريب أن تساهم الفئات التي تعيش تحت خط الفقر في مد يد العون، ولو في نطاق العمل التطوعي. أبرز رئيس اللجنة الولائية للهلال الأحمر الجزائريبوهران، موشي كريم، أنّه "يحصي ضمن طاقم عمله الإنساني ما يزيد على 1300 ألف متطوع ومتطوعة من مختلف الشرائح الإجتماعية، بينهم 620 ناشط في الميدان؛ وهم بمثابة ثروة الهلال الحقيقية، التي تساهم في تنفيذ وتحقيق مختلف الخدمات وبرامج التضامن، وتنشيطها وتنسيقها وتحقيق الأهداف التي تنشدها هذه الجمعية الإنسانية التطوعية". أشاد موشي في تصريح ل "الشعب" بجهود متطوعي هيئة الهلال الأحمر الجزائري في مختلف بلديات الولاية، وإدراكهم لأهمية عملهم الإنساني والنبيل في المجتمع، والذي يستلزم أخلاقيات وقواعد ومبادئ، تسمو بالمصلحة العامة المشتركة من أجل التنمية والحد من الفقر، على حساب المصلحة الفردية أو الكسب المادي، سيما وأن العمل التطوعي اختياري وليس إجباريا، كما قال. وأكّد "الحرص على ضبط برنامج رمضاني تضامني مفعم بالإسهامات والمبادرات، سواء مادية أو عينية أو معنوية، وبذل الجهود للمساهمة الفاعلة في الحملات التحسيسية والتوعوية، خصوصا مخاطر التسممات الغذائية ومحاربة التبذير الغذائي وجمع الدم، ناهيك عن تقديم الدعم والمساندة في مجال الإسعافات الأولية، وغيرها من الأعمال الخيرية المجانية ذات المنفعة العامة، جنبا إلى جنب مع مؤسسات الدولة العامة". وفي سياق متصل، أوضح المصدر أنّ "فرع الهلال الأحمر الجزائريبوهران يسعى إلى تحقيق انتشار، وتمثيل له عبر كافة بلديات الولاية، وفق خطته الجديدة"، مبرزا أنه منذ توليه رئاسة المكتب الولائي، قبل خمسة أشهر، خلفا للعربي بن موسى المنهى مهامه "تم رفع التغطية بمكاتب اللجان المحلية من 5 إلى 16 بلدية، لضمان الاحترافية والدقة في تقديم المساعدات، ولاسيما في المناطق النائية". كما أشار إلى إعادة تفعيل العمل بعدد من الاتفاقيات على مستوى المركزية، بما فيها الدوائر الوزارية التالية: الشباب والرياضة، التعليم العالي والبحث العلمي، الصحة والسكان، إضافة إلى المصلحة الخارجية لإدارة السجون المكلفة بإعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين والاتحاد العام للتجارة والحرفيين الجزائريين، وكذا الجمعية الوطنية للتوحد، يضيف السيد موشي. طموحات لبلوغ 16 مطعم رحمة و3700 قفّة على الأقل أحصى محدّثنا "أحد عشر (11) مطعم رحمة، يقدم يوميا نحو 3000 وجبة، موجهة للمحتاجين وعابري السبيل، بما فيها المنقولة، وذلك بنسبة تغطية تفوق 100 بالمائة لدوائر الولاية التسعة"، معبرا في الوقت نفسه عن "طموحاته لبلوغ 16 مطعما"، فيما تتواصل الاستعدادات لتنظيم مائدة إفطار كبيرة على مستوى واجهة البحر، الجمعة الأخيرة من الشهر الفضيل 5 أفريل، تمّ تسميتها "لمّة الأحباب"، يضيف السيد موشي. ولفت أيضا إلى التعاون الكبير بين مؤسسات الدولة والجمعيات الفاعلة بوهران، تحت إشراف والي وهران، سعيد سعيود؛ حيث تم لأول مرة التنسيق مع المديرية الولائية للتربية والتعليم، من خلال تسخير أربعة مطاعم مركزية لتوفير هذه الوجبات، وذلك على مستوى الثانويات التالية: العقيد لطفي والعقيد عثمان وأحمد محساس والأمير خالد. كما تحدّث عن "مساعيهم الجادة لتوزيع ما لا يقل عن 3700 طرد غذائي لفائدة العائلات المعوزة، التي تم إحصاؤها عبر المنصة الرقمية الجديدة منذ 9 ديسمبر حتى الآن؛ حيث تمّ لأول مرة الاعتماد على أرضية رقمية، خاصة بإحصاء العائلات المعوزة، في خطوة هامة نحو رقمنة العمل التطوعي والإنساني وتخفيف وتبسيط الإجراءات". يردف المصدر أنّ "هذه العملية انطلقت منذ أزيد من أسبوع، وتم توزيع كدفعة أولى زهاء 1000 قفة على الفئات الهشة، منهم عائلات المحبوسين، وذلك في إطار الاتفاقية المبرمة بين الهلال الأحمر الجزائري والمصلحة الخارجية لإدارة السجون، وفي نفس الصدد تمّ برمجة محاضرة تاريخية ومائدة إفطار لفائدة مركز إعادة تأهيل الأحداث بقديل، وكذا مباراة لكرة القدم بين الأحداث ومنتسبي الهلال، احتفاء بذكرى عيد النصر المصادف ل 19 مارس من كل سنة". نحو ختان 200 مستهدف وكسوة 700 طفل تتواصل بالموازاة عمليات جمع كسوة العيد؛ وهي من أهم المشاريع الخيرية التي دأب الهلال الأحمر الجزائري على إقامتها في كل عام، حسب موشي، الذي أشار إلى أنّ "هيئته تستهدف 700 طفل، سعيا لإدخال البهجة والسرور إلى نفوس الأيتام وأبناء العائلات المحتاجة وفاقدي السند، ونفسه بالنسبة لعمليات الختان، التي من المتوقع أن تشمل 200 طفل، مع برمجة حفل فني كبير على شرفهم آخر جمعة من رمضان، وهي العادة التي يتمسك بها المجتمع منذ سنوات وعقود، بالنظر إلى بركة الشهر الفضيل". لأوّل مرّة..مسعفو الهلال يرافقون المصلّين في التّراويح وذكر أنّه "تمّ التنسيق ولأول مرة مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لمرافقة المصلين في صلاة التراويح على مستوى الجامع القطب عبد الحميد بن باديس ومسجد الأمير عبد القادر، اللذين يشهدان كثافة عالية، وذلك من خلال تسخير مسعفي الهلال وفريق طبي يتكون من أربع أطباء"، لافتا أيضا إلى حملات التبرع بالدم المنظمة بالتعاون مع نفس الإدارة. وعاد رئيس الهلال الأحمر الجزائريبوهران، موشي كريم، ليؤكّد في الختام أن "الخدمة التطوعية أساسي من مبادئ الهلال الأحمر الجزائري، باعتباره الذراع الرئيسي في إنجاح نشاطاته وبرامجه على مدار العام، في ضوء ما يوليه من اهتمام لتوسيع مشاركة المتطوعين والراغبين في الانتماء إلى أقدم منظمة إنسانية في الجزائر، كوسيلة وغاية لتعزيز الانتماء والمواطنة لدى مختلف الفئات، خصوصا لدى النشء الصاعد".