تتجدّد مطالبات سكان عاصمة الغرب الجزائري، وهران بضرورة إيجاد حلول أكثر فعالية لمشكلة "الحيوانات الضالة"، والتي تهدد حياة المواطنين، خاصة الأطفال صغار السن، والشيوخ إلى جانب ما تسببه من تشوه حضاري وبيئي. ندّد عديد السكان في تصريح ل "الشعب" تنامي ظاهرة انتشار الكلاب والقطط السائبة، بشكلٍ كبير خلال السنوات الماضية، وخاصة المناطق الشبه حضارية والريفية، بسبب انتشار المفارغ العشوائية والنقاط السوداء للنفايات، وما يزيد الطينة بلة، أن بعضها غير ملقح، ولم يخضع للتعقيم، وغيرها من احتياطات السلامة الواجب مراعاتها عند تربيه الحيوانات الأليفة. ويحصي المرصد الجهوي للصحة الكائن مقره بوهران، ويشرف على 10 ولايات غربية سنويا نحو 24 حالة عَقر (عضّ) أو هجوم من حيوانات ضالة أو مملوكة لأشخاص، منها 45 بالمائة داخل المنازل، و55 بالمائة خارجها، فيما تصل نسبة الأطفال إلى 38 بالمائة من كل هذه الحالات، بحسب تصريحات المختص في حفظ الصحة بالمرصد، رضوان حمادوش، الذي يعتبره رقما "كبيرا" و«مخيفا". وأوضح حمادوش، أن النسبة متقاربة جدا بين العض بواسطة الحيوانات المتشردة والحيوانات بالمنازل، بعدما كانت 75 بالمائة و25 بالمائة على التوالي خلال السنوات الماضية، ومن الممكن أن تسبب العضة جرحا بسيطا أو تشوها، لكن مع مضاعفات خطيرة، تصب إلى حد الوفاة في حالة داء الكلب أو السعار الذي لا يوجد علاج فعّال له، وعلى الرغم من نجاة عدد قليل ممن أصيب به. وكشفت دراسة حديثة، أجراها المرصد الجهوي للصحة بوهران على المستوى الولائي، بالتنسيق مع مصالح الطب الوقائي لمؤسسة الصحة الجوارية لبلدية السانية، أن 25 بالمائة حيوانات منزلية غير مطعمة، وأن 14 بالمائة من الأشخاص الذين يتعرضون إلى العض لا يزورون مصالح الصحة لتلقي العلاج، وهو ما بشكل خطرا كبيرا، خاصة فيما يتعلق بداء الكلب، حسبما أعلنه نفس المصدر. وأبرز المختص في حفظ الصحة العمومية أن دراسة أخرى على مستوى ولاية وهران دائما، مع المؤسسة العمومية للصحة الجوارية الصديقية، ركزت على الأطفال دون 15 سنة، أظهرت أن 68 بالمائة من هذه الحالات تحدث خارج المنازل و32 بالمائة في المنازل، بما يعكس حجم المخاطرة التي تهدد الطفل في عقر داره. كما أشار أن كل هذه الحالات تمّ التكفل بها مجانا على مستوى مصالح الصحة من تطعيم وتطهير وأخذ المصل، محذرا بالقول: أي شخص يتعرض للعض من حيوانات، يحتاج إلى عناية طبية فورية، حتى لو كانت الإصابة بسيطة، كما يجب التقيد بالإسعافات الأولية اللازمة من غسل الجرح بالماء والصابون ومحاولة وقف النزيف بالضغط على مكان الإصابة بشاش نظيف، مع وضع محلول مطهر أو مضاد حيوي لتقليل خطر الإصابة بالعدوى. وقد أرجع أسباب تكاثر الحيوانات الصالة إلى عدم الالتزام بأماكن وأوقات رمي القمامة، سيما وأن معظم هذه الكمية (70 بالمائة) عبارة عن مخلفات منزلية عضوية، تستقطب الحشرات والحيوانات، ناهيك عن قيام سكان المناطق بإطعامها بشكل مستمر، ما يجعلهم يعتبرون المنطقة مأوى لهم، وفق تعبيره، مستطردا أنه لا حرج في الاعتناء بالحيوانات الأليفة، شريطة عدم التخلص من صغار القطط والكلاب بالشارع، مع التقيد التام بالتطعيم، والتحكم في الخصوبة أو منع الحمل لتسهيل، لتسهيل السيطرة على مجموعات الكلاب والقطط البرية. وأفاد المختص في حفظ الصحة بالمرصد الجهوي للصحة بوهران، رضوان حمادوش، أنه وعيا من المرصد بالمخاطر الصحية التي تتسبب فيها هذه النواقل، فإنه يعمل وفق جهاز لمراقبة عضات الحيوانات من جهة، ومن جهة أخرى لمراقبة داء الكلب، باعتماد مقاربة منهجية، ترتكز على تحليل وتفسير الظاهرة، وفق معطيات علمية دقيقة، وذلك بإشراك كافة الفاعلين والخبراء والمهنيين المتدخلين في مجال الصحة العمومية، قصد المساعدة على اتخاذ القرار في مختلف مسائل الصحة.