تستقبل العائلات الوهرانية ككل سنة عيد الفطر المبارك بطقوسها وعاداتها الجميلة التي تجمع فيها بين الشعائر الدينية والتحضيرات الأخيرة في ليلة الشك، وصور التآزر والتضامن مع الآخر وصلة الرحم خلال أيام العيد الثلاثة. حركة غير عادية تعيشها ولاية وهران في ليلة الشك، لا ينام فيها غالبية السكان بسبب دخولهم في سباق مع الزمن لاستكمال آخر التحضيرات الخاصة باستقبال عيد الفطر. وبالمناسبة تعج محلات بيع الملابس التقليدية والعصرية الجاهزة ومحلات الأحذية والاكسسوارات بالزبائن، إضافة إلى الحمامات وصالونات الحلاقة، وتوضع الحناء في أيدي وأرجل الأطفال خاصة، كما تضع التسوق "الحرقوس" على ايديهن في رسومات جميلة غالبا ما تكون عبارة عن رموز تقليدية اصيلة. ويحرس الوهرانيون على استقبال عيد الفطر في أحلي وأبهى حلة فتقوم النسوة بتنظيف البيوت ووضع افرشة جديدة في قاعة استقبال الضيوف، ناهيك عن طاقم القهوة والأواني الحديثة والعصرية وتقديم الحلويات في أطباق جميلة وفق ما تقتضيه الموضة. وفي صور جميلة تحمل في معناها البعد الاجتماعي للتضامن تكون ليلة الشك مناسبة لتقديم الحلوى وملابس العيد والطعام للعائلات المعوزة حتى تدخل فرحة العيد بيوت الجميع. وتبدأ العائلات الوهرانية في الاحتفال بعيد الفطر المبارك بالتوجه جماعات وفرادى إلى المساجد لإقامة صلاة العيد لتبدأ بعدها التبريكات والتهاني بين الجيران والأهل أين تقدم الحلويات مع القهوة والتاي والعصائر، كما تحرص الوهرانيات على تقديم ما لذ وطاب من الحلويات على الموائد صباح العيد. وتتزين الموائد بمختلف الأنواع من الحلويات التي تتفن النسوة في صنعها حيث تتنوع الوصفات بين التقليدي والعصري فلا تخلو الأطباق من حلويات الكعك، و«المقروض" و«القريوش" و«البقلاوة" و«الصامصة" و«الطورنو" و«المسمن"، وأيضا من حلوى "صابلي البريستيج" التي وصل صيتها الى العالمية على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب أشكالها وذوقها والتفنن في تزينها. وما زال التمسك بالبعض من العادات لأول غداء بعد شهر طويل من الصيام، حيث تقوم النساء صبيحة العيد بتحضير وتقديم طبق الكسكسي باللحم أو طبق البركوكس بالدجاج ومختلف انواع السلطات. وتزور العائلات الوهرانية موتاها في المقابر ويتصدقون عليهم ويصلون ارحامهم من خلال زيارتهم في بيوتهم او الاتصال عبر الهاتف أو منصات التواصل الاجتماعي، فيما يصنع الاطفال بكسوتهم الجميلة صور القرعة والبهجة بألبستهم وحللهم الجميلة، ويشكل العيد مناسبة لتقديم "المهيبة" للفتاة المخطوبة المتمثلة في ثوب فاخر وعطور وطبق مشكل من الحلويات. ومن العادات الجميلة التي تتوارثها العائلات الوهرانية من جيل لآخر هي مؤازرة الأهل والجيران والأصدقاء ممّن ألمّت بهم فاجعة الموت أو كان عندهم مريض ولم يحضروا حلوى العيد، وتقوم العائلات بزيارتهم لتخفيف أحزانهم وتقديم حلويات العيد لهم.