أحيت الأوركسترا السيمفونية الوطنية، سهرة أول أمس، بالإذاعة الوطنية الجزائرية حفلا موسيقيا ساهرا، يأتي كإعلان لانطلاق الجولة الفنية للجوق بإسبانيا بمناسبة تدشين المركز الثقافي «البيت المتوسطي» بأليكانت. خلدت الأوركسترا السيمفونية الوطنية روائع الفن الجزائري والعالمي، في حفل شهد حضورا كبيرا لمحبي الموسيقى الكلاسيكية من الجماهير الجزائرية، وشخصيات سياسية وثقافية على رأسهم وزير الاتصال السيد محمد السعيد وسفير إسبانيا في الجزائر قابريال بوسكي، مرفوقا بأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر. وقاد المايسترو الاسباني إغناسيو غارسيا فيدال الجوق السيمفوني، حيث لم يتوان وببراعة في تقديم مقطوعات تنم عن الثراء الكبير للموروث الثقافي والفني الجزائري، حيث جعل الحضور يرحلون إلى ضفاف الثقافة المتوسطية. وعلى وقع موسيقى الأغنية الوهرانية اهتزت القاعة بالتصفيقات، بعد أن أدى غارسيا قطعة موسيقية بعنوان ڤوهران وهران لأحمد وهبي التي أجرى عليها التعديلات رشيد صاولي، كما استمتع الحضور بمقطوعة «ديفاقمنتو» لأوركسترا الوتريات لفانسون ايخيا. ولم يكتف الجوق عند هذه المقطوعات، حيث كان البرنامج ثريا وممتعا، تمكن من خلاله الجوق الموسيقي من إضفاء نكهة خاصة على الحفل، حيث لم تخل القاعة من عشاق الفن الأصيل إلا بعد انتهاء السهرة الفنية التي أبرزت مدى العلاقات الثقافية بين الجزائر واسبانيا، التي تشارك في احتفالية خمسينية استرجاع السيادة الوطنية، كما تم بالمناسبة عزف روائع الموسيقار العالمي بيتهوفن السيمفونية رقم 3، قطعة 55 «إيرويكا». للإشارة تسعى الأوركسترا السيمفونية الوطنية إلى تطوير مجالات الموسيقى العالمية وتوسيع أنماطها الفنية لتتكيف مع الموروث الموسيقي الجزائري، كما تهدف إلى تعزيز سبل البحث لإعادة الاعتبار للتراث الفني الجزائري في شكله السيمفوني، والذي يعتبر كأحد الروائع الموسيقية التي تتطلب الرعاية والبحث الجاد. وبهذا تهدف الأوركسترا السيمفونية الوطنية إلى تنمية الممارسات الموسيقية وترقية عناصرها من خلال برمجة وتنظيم حفلات فنية بالعاصمة وخارج العاصمة بالتعاون مع مختلف الفاعلين الثقافيين الجزائريين والأجانب. تعاملت الأوركسترا السيمفونية الوطنية مع العديد من الموسيقيين الجزائريين والأجانب، مثل قادة الأوركسترا المعروفين عالميا أمثال زهية زيواني، ناجي ناير، اليز قوتيي فيلار، هيكوتارو يازاكي، ؟ويدو ماريا قويدا أو عازفين منفردين، الذين عادة ما ينزلون كضيوف شرف أو في إطار التبادل الثقافي الجزائري الأجنبي.