في خضم تزايد وتيرة الاهتمام بالاستدامة، لما لها من أهمية في تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والمحافظة على البيئة، كثّفت عاصمة الغرب، وهران، جهودها في مجال تثمين النفايات المنزلية وما شابهها، بما يعكس التزامها الجاد بإستراتيجية الجزائر للانتقال إلى الاقتصاد الأخضر والدائري، كأحد آليات وركائز التنمية المستدامة بأبعادها البيئية والاجتماعية والاقتصادية. ارتأت "الشعب" تسليط الضوء على جهود المؤسّسة العمومية لتسيير مراكز الردم التقني لولاية وهران في مجال تسيير النفايات الصلبة، منذ استقبالها حتى التخلّص النهائي منها في مراكز المكب التي تديرها، مرورا بعمليات الفرز والمعالجة على أساس المواد الخام الموجودة بها، وكذلك التعرّف على تطوّر حجم النفايات المسترجعة بالولاية، ومدى قدرة وإمكانية المؤسّسة المادية والبشرية لتحقيق الأهداف والغايات التي سطّرت لها. وفي هذا الصدد، أكّد مدير مؤسّسة تسيير مراكز الردم التقني بوهران، حمناش رشيد، أنّ (وهران نموذجا وطنيا، يحتذى بها في تسيير النفايات الصلبة وتثمينها، من خلال الإنجازات التي حقّقتها في مجال الفرز الانتقائي وتكريس بعض الممارسات الإيجابية والتطبيقات الخضراء في إطار سياسة الدولة الرامية إلى تثمين النفايات، سعيا لتعزيز ممارسات الاقتصاد الدائري، كبديل اقتصادي تنموي مستدام، تعقد عليه الآمال في الحدّ من ملوّثات المناخ وإهدار الموارد الطبيعية، ناهيك عن دوره البارز في تحسين أداء الصناعة التحويلية وترقيتها). وأوضح حمناش في تصريح ل "الشعب"، أنّ (ولاية وهران، تعتبر من بين المدن السبّاقة في إنجاز مراكز الردم التقني، الموجّهة أساسا لمعالجة النفايات المنزلية عن طريق الدفن، وذلك بطرق علمية وتقنيات حديثة، تضمن سلامة البيئة وصحة الإنسان، حيث تتوفر حاليا على ثلاثة مراكز للردم التقني للنفايات المنزلية وما شابهها، تتواجد بكلّ من حاسي بونيف وأرزيو والعنصر، إضافة إلى مركز واحد لردم النفايات الهامدة، يعالج يوميا قرابة 600 طن من النفايات الناتجة، لا سيما عن أشغال الهدم والبناء أو الترميم). وبحسب ذات المصدر، فإنّ (المراكز الأربعة المتواجدة بوهران أضحت تعالج أكثر من 2000 طن من النفايات التي ترتفع قرابة الضعف خلال رمضان وموسم الاصطياف؛ حيث يتولى مركز "حاسي بونيف" لوحده، تسيير نفايات 13 بلدية، بما فيها مجمع وهران الكبير، وذلك بحجم يقارب 1200 طن يوميا، فيما يعالج مركز تسيير مجمع شرق وهران ب "أرزيو" 150 طن يوميا، تنتجها 7 بلديات، بينما يعالج مركز العنصر نفايات 6 بلديات من الجهة الغربية بمعدل 120 إلى 130 طن يوميا. وأفاد بأنّ "مؤسّسات تسيير مراكز الردم التقني عبر الوطن، وضعتها الدولة، ضمن سياستها كقناعة منها بأهمية التسيير الأنجع لهذه المركبات، المصمّمة خصّيصا لتسيير النفايات المنزلية والهامدة والقضاء على المفارغ العشوائية، وذلك بطرق علمية وتقنيات حديثة، تضمن سلامة البيئة وصحة الإنسان، إلاّ أنّه أوضح (الخنادق المخصّصة للجمع والتخزين، لها مدّة صلاحية محدّدة.). وأبرز في هذا الاتجاه أنّ " الفرز من المصدر، وتحويل المواد القابلة للتدوير إلى المراكز الصناعية، قبل ردم بقايا النفايات غير المستغلة، الحل الأمثل، لتمديد عمر مراكز الردم التقني من جهة، ورفع كميات المواد الموجّهة للرسكلة والتدوير، من جهة أخرى)، مؤكّدا في الوقت ذاته، أنّ (وهران كانت من المدن السبّاقة في تبني عدّة تجارب، بهدف الرفع من الكمية المسترجعة، لاسيما وأنّ كمية النفايات القابلة للاسترجاع بإقليم الولاية تقدّر ب 25 % من كمية المخلّفات، فيما تشكّل النفايات العضوية من 50 إلى 60 %. ونوّه محدّثنا بأهمية (المركزين الحضريين لفرز النفايات بكلّ من العقيد لطفي والذي يستقبل يوميا من 1.5 إلى 2 طن من مخلّفات الورق والكرتون، والمركز الكائن مقره في وسط المدينة بحي المدينة الجديدة، والذي يستقبل حاليا ما يقارب 4 طن يوميا من النفايات القابلة للاسترجاع من الورق، والكرتون والبلاستيك والألمنيوم والحديد، وغيرها من المخلّفات الناتجة عن المؤسّسات والمحلات التجارية بالشوارع الكبرى، التي يتم جمعها بواسطة شاحنات المؤسّسة). كما اعتبر أنّها "مراكز تطوّعية للعائلات والتجار، وأيضا بيداغوجية، تسقبل يوميا تلاميذ المدارس، بغية تعزيز الوعي البيئي لدى الأفراد وترسيخ ثقافة فرز وفصل النفايات والقمامة من المصدر والمشاركة في مختلف البرامج والإجراءات والتدابير التي تعنى بالصحة والسلامة والبيئة والاستدامة". وأكّد أيضا، أنّ قطاعه تمكّن من إبرام، مؤخرا، أزيد من 128 اتفاقية مع متعاملين خواص، وثمانية "08" مؤسّسات فندقية كبيرة و80 مؤسّسة تربوية، وذلك إلى غاية ماي الجاري، ويندرج هذا المسعى، ضمن سياق الإستراتيجية الجديدة للمؤسّسة العمومية المكلّفة بتسيير مراكز الردم التقني للنفايات المنزلية لوهران، التي تطمح إلى تعميم عمليات الفرز الانتقائي للنفايات على الإدارات العمومية والإقتصادية والمستشفيات والمؤسّسات التربوية وغيرها. وكشف مدير المؤسّسة العمومية لتسيير مراكز الردم التقني لولاية وهران، حمناش رشيد، عن تحصيل مصالحة مبلغ مالي قدر ب 6 إلى 7 مليون دج شهريا، من خلال بيع زهاء 800 طن من النفايات المسترجعة، والتي تتشكّل خاصة من البلاستيك والكرتون ومختلف المواد المعنية القابلة للتدوير، وذلك عن طريق البيع بالمزاد العلني، وسط طموحات كبيرة عبّر عنها المسؤول ذاته لبلوغ 10 مليون دج.