قال مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، إن المجاعة عادت إلى مدينة غزة وشمال القطاع؛ بسبب وقف دخول المساعدات الإنسانية لتلك المناطق. أكد المكتب في بيان له، أن معضلة دخول المساعدات الإنسانية لن تحل إلا بالضغط على الكيان الصهيوني لفتح كل المعابر. وأضاف "أنه منذ أكثر من 3 أسابيع، استنزف سكان القطاع ما تبقى لديهم من مواد غذائية في ظل شح المساعدات، وقد بدأت حالة المجاعة تعود إلى مدينة غزة وشمال القطاع". والأربعاء، أعلن المتحدث باسم الأممالمتحدة، ستيفان دوجاريك، انخفاض دخول المساعدات إلى قطاع غزة بنسبة 67 بالمائة منذ إغلاق الاحتلال معبر رفح في السابع من ماي. القطاع الصّحي منهار وأكد دوجاريك، أن قصف الاحتلال المكثف على رفح وانخفاض المساعدات تسببا في توقف المستشفيات والمؤسسات الإغاثية عن تقديم خدماتها، كما تسببا في موجة جديدة من النزوح. وأوضح، أن أجهزة الصحة والخدمات الأخرى تغلق الواحدة تلو الأخرى، وأن النزوح بسبب الهجمات يؤثر أيضا على توزيع الموارد. وبيّن أن مستشفى واحدا فقط في رفح ما زال يعمل جزئيا، وأن الأممالمتحدة وشركاءها يبذلون قصارى جهدهم رغم كل الظروف. والثلاثاء الماضي، أعلنت وزارة الصحة بغزة خروج جميع مستشفيات رفح عن الخدمة، باستثناء مستشفى واحد متخصص بالولادة، جراء الهجوم البرّي المتواصل على المدينة منذ السادس من الشهر الجاري. وسبق أن أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، الأربعاء، أنها ستزيل مؤقتًا الرصيف البحري الذي أنشأته قواتها حديثا قبالة ساحل غزّة لإيصال مساعدات إنسانية إلى القطاع؛ بهدف إصلاحه، بعد انفصال أحد أجزاء هيكله جراء تعرضه لأمواج هائجة. أزمات إنسانية مركبة وفي السياق نفسه، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، بأنه "مضى 24 يوماً على احتلال معبر رفح البرّي من قبل جيش الاحتلال، وإغلاق معبر كرم أبو سالم، مما أدى إلى وقوع أزمات إنسانية مركّبة بمنع 22 ألف جريح ومريض من السفر لتلقي العلاج خارج قطاع غزة، وكذلك بمنع إدخال المساعدات الإنسانية والإمدادات التموينية لقطاع غزة". وذكر أن "الاحتلال يمنع إدخال الوقود وغاز الطهي والدواء ضمن سياسة الضغط على المدنيين والأطفال والنساء، وهي جريمة ضد الإنسانية، مما أدى إلى توقف أكثر من 98% من مخابز قطاع غزة عن العمل بسبب انعدام غاز الطهي". ولفت الإعلامي الحكومي إلى توقف أكثر من 700 بئرٍ للمياه عن العمل في القطاع بسبب استهدافها من الجيش الصهيوني ومنع إدخال الوقود، "مما يُعزّز فرص تعميق المجاعة والعطش ضد المدنيين وخاصّة ضد الأطفال والنساء". وقال إن "الصورة الأخلاقية والإنسانية للإدارة الأمريكية وللاحتلال تهشّمت بشكل واضح أمام كوارث التَّجويع والقتل والإبادة الجماعية والتدمير الممنهج للأحياء السكنية وللبنى التحتية ولشبكات الماء والصرف الصّحي والكهرباء ولكل قطاعات ومناحي الحياة بالقطاع". وحذّر المجتمع الدولي وكل دول العالم من تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل كارثي في قطاع غزة. ودعا المحكمة الجنائية الدولية وكل المحاكم الدولية الأخرى إلى "ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة وحلفائهم الذين قتلوا أكثر من 36 ألف إنسان في محرقة تاريخية لم يشهد العالم لها مثيل". من جهتها، شدّدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) على أن اكتظاظ الملاجئ ونقص النظافة يزيدان من انتشار الأمراض المعدية في قطاع غزة، وسط قلة اللقاحات والأدوية.